مساء الفل


آسف يا جماعة لم أقرأ الحوار الذي دار في كل الصفحات
وكثيراً ما ضغطت على زر Fast Forward لأبطيء بعدها في هذه المشاركة أو تلك

الموضوع برأيي لا يمكن عقلنته ولا تبريره منطقيا وحتى إحصائيا كما يحاول البعض.
لا العلاقة الفردية ولا العلاقة المتعددة ولا الرهبنة.

هو اختيار إنساني لا يخضع لمنطق سوى حرية الإنسان والمعايير التي ارتضاها واختارها لنفسه.

بالنسبة لمعاييري أنا، كفرد ، فأنا طبعاً أرفض الإرتباط بأكثر من إنسانة واحدة.
وأرفض الإرتباط إلا بإنسانة تحبني وأحبها.
وأرفض الإرتباط بغير الأنثى.

يمكنني أن أقرف وأتقيأ براحتي من أي شخص يخالف ما ارتضيته لنفسي.
ولكن لا يمكنني أن أقول لهذا أو ذاك أن عليه سلوك هذا الطريق طالما أنهم لم يعتدوا علي وطالما أن اختيارهم كان حراً نابعاً عن إرادتهم التي ارتضوها لأجسادهم ولنفوسهم أن تعيش فيها هكذا.
يمكنني فقط أن أدافع عن شخص تم الاعتداء عليه وإجباره على فعل شيء لم يختره.

في بعض الأحيان يخضع الموضوع للتراضي.
في بعض الأحيان يخضع الموضوع لضغوط اجتماعية سيئة.
في بعض الأحيان يخضع لضغوط بين الفخذين.
وفي بعضها يخضع للجزمة وللكعب العالي الحاد ومدى قدرته على اختراق الجمجمة الرجالية
وإحداث ارتجاج قوي
وجميعها نابع عن حرية واختيار.

ممكن طبعا نستخرج حكايات مأساوية جدا لتعدد الزوجات. ونقول : شوفو؟ اهو هذه هي البهدلة. وممكن نستخرج حكايات
يندى لها الجبين لزواج عادي.
وممكن يستخرج المسلمون حكايات مثالية ، مثلا. امرأة كانت ستقتل أولادها وتنتحر لأنها لم تجد من يصرف عليها،لولا
أن تزوجها ذلك الرجل... الخ الخ من الحكايات التي تبرر والحكايات التي تنفي التبرير وتدكه دكاً.

أنا لا أستطيع أن أقول لرجل تزوج أكثر من واحدة أنه يسير في طريق الضلال، ولن أنتهر امرأة تعاشر أكثر من رجل
ولا رجلين تزوجا بعضهما او امرأتين تزوجتا.
ولكني أحتفظ بكامل حقي في التقيوء من كل هؤلاء واستخراج كل ما في بطني عندما تأتي سيرة فعلتهم.

ولكن الشيء الذي لا أستسغه حقا وأتجرأ على إعلان قرفي منه علناً ...
هو أن يكون لي زوجتان، أحبهما وهما تحبانني .
ثم يأتي صديقي المزنوق ماديا واللاجيء سياسياً ليلوذ ببيتي بضعة أيام أو أشهر.
فأقول له :
ها هما امرأتيّ ، ( تعالي يا ولية انتي وهي ) فاختر منهما أحبهما إليك فأطلقها حتى تتزوجها.

أحة بجد !

ولا أجد لفظاً أخف من هذا فمعذرة.
ولكنهم كثيراً ما يحدثوننا عن أن الدياثة عيب! ثم يسردون هذه القصة في الصفحة التالية من نفس الكتاب على أنها عمل بطوليّ!

أن يتحول الزواج أو العلاقة إلى "ملكية" وتسليع للمرأة بالذات والإنسان عموماً ونخاسة بهذا الشكل القذر.
هذه هي المشكلة التي يجب أن نقف ضدها ونكافحها.
والمصيبة أن حكاية كهذه يتم ذكرها في كتب السيرة على أنها حكاية "بطولية" وتضحية.

أحة أخرى.

وأراكم بعد حين