تعرفت على صديق من البالتولك هو الان في العالم الاخر كان اسمه في غرفة اللادينيين العرب (فولفو أو ايد كامبر) اخبرته مرة بقدومي على باريس و ضربت له موعدا في احد المقاهي الشهيرة في الحي اللاتيني لكنه اصر على ان يكون في استقبالي في المطار رغم انه لا يعرف اسمي الحقيقي و لم يرى صورتي من قبل . في باحة الوصول تعرفنا على بعضنا بسرعة فقد كشفته ملامحه المصرية الاصيلة الاشبه ما تكون بالراحل بليغ حمدي ، تعانقنا طويلا و استرسلنا أثناء طريقنا الى وسط باريس في حديث طويل حول البالتولك و شخوصه و مؤامراته .....
توقفت سيارته امام عمارة حديثة ليسلمني مفاتيح شقة في الطابق الاول مفروشة على اخرها و ثلاجتها مليئة بما لذ و طاب من الطعام و الشراب و عاجلني بمفاتيح سيارة لأتحرك في العاصمة و استاذن مني ليتركني ارتاح قليلا لأن طائرتي وصلت فجرا .
تخيلي يعني انسان يضع ثقته فيك من خلال حديثك في مايكرفون برنامج محادثة ولا يدري شيئا عن ظروفك و لا ماضيك او صحيفة سوابقك سوى اسما مستعارا يظهر مرة مرة ثم يختفي ،يبادر بتسليمك شقته و سيارة هكذا لينسحب الى بيته الثاني ليغرقك في الايام القادمة في سلسلة عزومات على مطاعم و بارات غالية بكل اريحية و كرم .
فولفو او جوزيف غاب عنا في الاسابيع الماضية بسبب السرطان اللعين الذي فتك بجسده بعدما اوصى بمنح كل اعضائه للبحث الطبي او لمن هو في حاجة اليها من المرضى و اكيد انه عمل نفس الشيء في ثروته المالية ، لقد واجه المرض بكل شجاعة و استمر في مشاغباته في البالتولك رغم علمه ان ايامه اقتربت من النهاية و رغم ان المرض الخبيث كان يجهده و هو يحاول الحديث و مناقشة الشؤون السياسية او الوجودية في الغرفة.
اسمه لحد الان عندي في قائمتي المسنجرية ولم استطع ان ألغي وجوده مثلما فعل الله ذلك رغم علمي أنه لن يظهر اونلاين من جديد معالجا اياي بدعابته التي كانت تغرقني دوما في نوبة ضحك (أهلا يا حاج خوكم حستناك بكرة في الجامع لنصلي الفجر سويا )فاجيبه ما يتفعش يا معلم أنت قبطي فيرد بسرعة يلعن دين أم هذا على ذاك .
وردة حب و شوق لروح الحبيب الغائب فولفو (جوزيف)، رحمك الله يا مصريا اصيلا يا بحرا من نقاوة القلب و جمال الروح :redrose: