{myadvertisements[zone_1]}
كيف وصل لكم القرآن؟
الحسن الهاشمي المختار غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 436
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #19
كيف وصل لكم القرآن؟
الحمد لله العزيز الحكيم
القرآن وصلنا محفوظا في الصدور (قرآن).
ومحفوظ في السطور (كتاب).
قال تعالى : ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) ، لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ ما أوحي إليه شفهيا فقط لكان اللفظ المناسب للآية السابقة هو ذَلِكَ الُْقرآن بدلا من ذَلِكَ الْكِتَابُ، أما إذا أمر بكتابته فيحق أن يطلق عليه اسم (كتاب).
هل كان الرسول يملي ما تلقاه من وحي فيكتبونه حسب قواعد اللغة التي يعلمونها أم أن للرسول دخل في كيفية كتابة كلمات القرآن ؟
الجواب : قال تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) ، هذا يدل على أن الإعجاز ليس فقط يقتصر على اللفظ بل الإعجاز أيضا في كيفية رسمه كتابة (كتاب) ،فتدبر آيات الكتاب ينبغي أن يشمل أيضا رسمه لنتفكر في الحكمة من رسم الكلمة في موضع بتاء مربوطة في آية بينما في آية أخرى كتبت بتاء مفتوحة... وتارة تكتب بألف وتارة أخرى بواو بدل الألف...
ليس شرطا أن يكون القرآن مكتوبا على الورق ليسمى كتابا، الكتاب يطلق على أي شيء مكتوب حتى ولو كانت كلمة واحدة أو جملة مفيدة مثل كتاب سليمان إلى بلقيس الذي لم يتجاوز سطرا واحدا.
قال تعالى : وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ.
(من كتاب) هنا تعني من بداية ما يقال له كتاب حتى لو كانت كلمة واحدة فإنها تعتبر كتابا (شيء مكتوب).
الآية تنفي عن النبي صلى الله عليه وسلم علمه بالقراءة والكتابة قبل نزول القرآن لكنها لا تنفي ذلك بعد نزول القرآن.
هل استمر النبي أميا بعد نزول القرآن؟
القرآن يصف الأمي في آية أخرى من القرآن بأنه هو الذي لا يعلم الكتاب ، قال تعالى : ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني)
وبالمقابل فإن الذين يعلمون الكتاب لا يوصفون بالأمية، فإذا قال الله لرسوله : وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).

إذن فقد محيت أمية الرسول بتعليمه الكتاب، لو كان النبي عليه الصلاة والسلام تعلم فقط قراءة القرآن عن طريق السمع من جبريل لكان اللفظ المناسب هو (القرآن) وليس (الكتاب) ، وكذلك في في هذه الآية : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.

إذن فالإعجاز في لفظه ورسمه، وهذا يعني أن الله علم رسوله القرآن ورسمه كتابيا (الكتاب) وأن رسم الكتاب توقيفي من النبي عليه الصلاة والسلام وليس رسما عثمانيا من اختراع عثمان رضي الله عنه.
وإذا أردنا أن نتأكد من علم رسول الله بالكتابة فما علينا إلا تدبر أول ما أنزل من القرآن.
إن أول ما أنزل هو (إقرأ) ، والقراءة هي ترديد قول مسموع أو ترديد قول مرئي (مكتوب)، الطفل الصغير حين يبدأ في تعلم الكلام فإن أبويه يأمرانه أن يردد كلمة (بابا) فيردد (يقرأ) : بابا، هذا هو الإقراء الأول.
ولما يدخل المدرسة ويتعلم رسم الحروف بالقلم فإن المعلم يكتب له كلمة ويأمره أن يردد ما يراه مكتوبا فيردد (يقرأ) : بابا.
إذن فالقراءة قراءتان:
1) قراءة قول مسموع.
2) قراءة قول مرئي (مكتوب بالقلم).

هل أقرأ الله رسوله قراءة واحدة فقط التي هي قراءة قول مسموع أم أقرأه قراءة ثانية التي هي قراءة قول مرئي (مكتوب بالقلم).؟

لقد أقرأه القرائتين معا:
1) القراءة الأولى : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ
2) القراءة الثانية: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ،الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ....

قال تعالى : ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)، فتوثيق الشيء كتابة أبلغ في الحجة، وكتابته تفيد اليقين الذي لا ريب فيه، مثلا: لو أصدرت أمرا مكتوبا بحضور الأشهاد ثم وزعته على الناس فإن الأجيال التي تأتي بعد ذلك لا ترتاب في ما كتبته ، أما لو قلت كلاما فسمعه عنك فلان ثم فلان آخر سمعه عنه فألقاه إلى فلان آخر
وهكذا ... فإن الناس قد تنقسم إلى مصدق وإلى مشكك وإلى مكذب،
لماذا حصل ذلك !!
لأنك لم تكتبه ، لو كان مكتوبا لما حصل الاختلاف، كذلك لم يرتب الناس في القرآن لأنه كتاب (مكتوب) ، فإذا حصل اختلاف بين المسلمين في غير الكتاب فهو شيء متوقع حصوله مصداقا لقوله تعالى
: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ) ، لذلك تجد المسلمين لم يختلفوا إلا في ما لم يأمر النبي بكتابته، فقد تجد حديثا صحيحا عند قسم من المسلمين ، وقسم آخر يرتاب في صحته.
والقرآن الكريم هو الذي حكم في هذا الاختلاف إذ أنه لم يقل (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ والحديث) ، ولم يقل (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ والسنة) بل قال (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) لأن الحكمة هي القول أو الفعل الصائب ، وبالعقل نعرف الصواب من الخطأ، فالحكمة تتفق مع العقل والمنطق والفطرة السليمة، فكأن القرآن يعلمنا القاعدة للحكم في صحة المنقول شفويا وهي : إن الحق هو الكلام المقبول عقلا (حكمة) بغض النظر عن قائله ، أي أن العبرة بالمتن وليست العبرة بفلان الصادق الثقة صحح هذه الرواية...
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-23-2008, 09:44 AM بواسطة الحسن الهاشمي المختار.)
08-23-2008, 09:31 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة Fadie - 08-14-2008, 01:51 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة كميل - 08-14-2008, 06:23 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة مؤمن مصلح - 08-14-2008, 09:02 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة إسلام - 08-15-2008, 12:29 AM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة Fadie - 08-15-2008, 02:51 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة الزعيم رقم صفر - 08-15-2008, 02:57 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة alpharomio - 08-15-2008, 09:43 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة إسلام - 08-17-2008, 03:04 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة thunder75 - 08-18-2008, 01:51 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة Fadie - 08-19-2008, 09:09 AM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة إسلام - 08-19-2008, 10:02 AM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة Fadie - 08-19-2008, 12:52 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة Fadie - 08-19-2008, 05:48 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة إسلام - 08-19-2008, 08:15 PM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة خالد - 08-23-2008, 02:33 AM,
كيف وصل لكم القرآن؟ - بواسطة الحسن الهاشمي المختار - 08-23-2008, 09:31 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS