سؤال خطير فعلا ، ذلك الذي وجهه الينا الكاتب آورفــاي . و خير دليل على ذلك هو ان الذين اطلعوا عليه اكثر من مائتين ، بينما ان الذين ردوا ، و لهم جزيل الشكر ، كان عددهم محدودا جدا . مع ذلك اجد لزاما علي ان اجيب عن هذا السؤال ، بشكل اوسع لعلي انشط ذاكرة البعض ، و أشجع غيرهم ، و احرض آخرين على الاستفادة من اجابتي ، و اجابات غيري ، عن هذا السؤال !

ان وضع صورة حقيقية لوجه الكاتب ، اضافة الى اسم حقيقي ، يجدها البعض نوعا من الفانتازيا الفارغة . فانت حين تكشف نفسك امام الكثيرين ، او ربما امام البعض من الاصحاب او الجيران او الاقارب ، ستجد نفسك مقيدا بفكر جماعي يحمل الكثير من السلبيات بين طياته . و ستجد نفسك فردا بين افراد قطيع اجتماعي لا يمكنه سوى الثغاء كحمل بين بقية الحملان . فتجد نفسك مأسورا ، حتى ولو كانت لديك قناعة تامة فيم تكتب من فكر او رأي ، لا بد ان تكون لديك افكارا متميزة ، لكنك ستجد بانك غير قادر على التعبير عنها لئلا تتهم بالزندقة او الكفر او الاختلاف ، الذي لا ترضى عنه قطعان انصاف المثقفين الذين يغطون النت ، بمواقفهم و حماستهم و تعصبهم و شوفينيتهم و عنصريتهم و تخلقهم و فكرهم الشمولي الاستبدادي الذي لا يبشر بخير لهذه الامة العربية !
لذا ، يجدالمرء ان عليه اخفاء شخصيته،عن عيون اقرب الناس اليه ، عندما يتكلم عن افكار ، يود ان تكون عامة ، و يشعر بالراحة لكونه حر غير مقيد ، عندما يعبر عن افكار ، يعرف سلفا ان 99% من شعبه العربي ، لا يوافق عليها ، او ربما لا يستوعبها ، او يجهلها اصلا !
و يجد المرء انه قادر على التكلم بالصدق 100% على النت ، طالما انه لا يشعر بالتهديد، ا و الوعيد أو المراقبة أو الملاحقة ...الخ .
فكيف يمكن لي ان اعبر عن فكر مختلف ، و في الاختلاف بركة و خير ، ما دام هناك عشرة يعرفونني ، و بعدها سيعرف كل معارفي و اهلي و اصحابي ، ناهيك عن خصومي و اعدائي ، بان لديهم ما يثبت انني مختلف عن ذلك القطيع ، و ان بامكانهم الوصول الى أذيتي ، من خلال عبارة تاريخية تقول " من فمكم ندينكم " ؟؟؟!!!!!
و كيف لي ان اكون صادقا ، ما دام الخوف يلاحقني ، و الاتهام بالتميز و الاختلاف يربكني ، و حرية التعبير التي تلاحقها محاكم التفتيش من اهل و جيران و اقارب و شرطة و ....الخ تجعل من طروحاتي ، شرا مستطيرا ، يجب ان اعاقب عليه ، أو ان انبذ بسببه ، كالبعير الاجرب ؟؟؟!!!
من هنا ، يجد المرء ، كي يحافظ على سلامته ضد كل من تسول له نفسه الاذية او التطاول او استغلال المواقف للوصول الى غايات مضمرة ، أن عليه ان يبقى انسانا واضحا ، صادقا ، نموذجيا ، آمنا ، من خلال اسم هو ككل الاسماء (لا معنى له ، ولا مزية ، سوى انه مجرد معرف في الفضاء السايبيري ) و يمكنه من ان يتحدث بكل صدق و امانة بما يشعر ، و ما يحس ، و ما يؤمن به من افكا ر ، و ما يود التعبير عنه من مواقف !

تحياتي .

[moveleft]:Asmurf:[/moveleft]

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني