رحلة اخرى هاته السنة قادتني للقاء العزيز حنظلة في بلاد الفايكنج علما أن صاحبنا وكما عرفته وعن كثب لا يستقر في بلد واحد فتوقع ان يكلمك من أي ركن من القارة العجوز حسب فصول السنة ، و حنظلة لمن لا يعرفه هو احد كبار رواد غرفة اللادينيين في البالتولك ، كما كان من مؤسسي غرفتنا اليسارية في البرنامج نفسه ، كان رواد غرفتنا قليل الى درجة ان الهرم مقلوب فعدد الادمنية كانوا اكثر من الرواد جعل الغرفة اشبه بنادي مغلق منه الى غرفة مفتوحة .
وصلت على متن رحلة طيران منخفض التكلفة و بين يدي الخريطة الدقيقة لضواحي كوبنهاجن للوصول الى عرين حنظلة الذي كان ينتظرني وحيدا أمام موقف الباص لننتقل سريعا الى شقته حيث كانت تنتظرنا اطباق شامية شهية ازدردناها بسرعة لانه في انتظارنا رحلة بحرية على متن سفينة سياحية نحو باقي اسكندينافيا حسب البرنامج الذي سطره حنظلة احتفالا بمقدم سيستاني الى بلاد الصقالبة.
المهم ونحن في طريقنا للميناء على متن الميترو توقف هذا الاخير فجأة ، انتبهت الى توتر صاحبي فاستفسرت عن الامر ليجيبني ان الرحلة الان في كف عفريت اذا ما تبين ان وقوف الميترو بسبب عملية انتحار تحصل بشكل عادي هنا و طلب مني ان ادعو الله ان يكون السبب مس كهربائي حتى لا نعلق تحت الارض في انتظار كافة الاجراءات . لحسن الحظ تحرك الميترو سريعا ولكن هذا لم يعفينا ان نكمل المشوار بعد مغادرتنا للمحطة جريا نحو الميناء فالباخرة لن تنتظر دقيقة و نحن كنا سائرين على البرنامج بالمليمتر و الثانية فصاحبي دقيق جدا في هذه الامور.
داخل الباخرة عالم غريب اجناس و ألوان مختلفة ففي مناخ كئيب مثل مناخ شمال اوروبا فهكذا أماكن للترفيه تبقى متنفسا رئيسيا في عطل نهاية الاسبوع للساكنة الصقلبية و مهاجريها . المهم بعد اطمئناننا على الكبائن (الغرف) توجهنا الى احد البارات حيث عبيناها عبا لتبتديء السهرة في ديسكوهات و علب الليل التي تنتشر في كل طابق ، فيما كان صاحبي يستغل اجادته للسان الفايكنج لايقاع الحسناوات كان نصيبي عجائز صقلبيات شمطاوات لكن شقراوات وهذا ما يعني الكثير لعربي ،هن فقط ما اسعفتني انجلزيتي التعبانة في اقتناصه حيث شاركتهن رقصات السلوو اشفاقا طبعا .
وصلت الباخرة صباحا احد الموانيء الفلندية لتعود ادراجها الى منطلقها فغادرناها اسفين على مرور الايام بسرعة و نحن مسلحين بدخيرة حية من المشروبات الروحية و خصوصا جعة فلندية ملعونة ذات اسم لا ينسى OKVI لان افراطي في استهلاكها تسبب في اغفالي لموعد طائرة عودتي الى باريس .