غزة-دنيا الوطن
أثارت تصريحات منسوبة للمفكر والداعية الإسلامي زغلول النجار لصحيفة أسبوعية مصرية اتهم فيها الكنيسة الأرثوذكسية بقتل وفاء قسطنطين، زوجه القس المسيحي والتي تسبب إسلامها في مظاهرات قبطية عارمة عام 2004، مرة أخرى جدلا واسعا. فبينما أقرت الصحيفة على لسان مستشار تحريرها بأنها وقعت في خطأ مهني بنشرها اتهام النجار للكنيسة من دون دليل، قدم محامي قبطي بارز بلاغا للنيابة العامة اتهم فيه النجار بتهديد الوحدة الوطنية والتشكيك في أحكام القضاء.
وقال النجار في تصريحاته للصحيفة إن وفاء قسطنطين قتلت في دير وادي النطرون، وإنه على علم بطريقة غير مباشرة بأنهم قتلوها لأنها رفضت أن ترتد عن الإسلام، مشيرا إلى أنه أهدى آخر كتبه إليها، وسماها «شهيدة العصر»، معللا ذلك بقوله «لأنها أثبتت باعتزازها بتوحيد الله سبحانه وتعالى، أن الإيمان بالله الواحد الأحد، هو أفضل ما في الوجود، وهي قالت في آخر مقال صحافي: أنا أسلمت بسبب مقال النجار، وهذا يكفيني شرفا».
من جانبه، أكد الدكتور محمد الباز، مستشار تحرير صحيفة «الخميس» الأسبوعية المصرية التي نشرت تصريحات النجار، أن المفكر الإسلامي، الذي اشتهر بتقديم التفسير العلمي للإعجاز في القرآن الكريم لم يرسل أي نفي أو تصحيح للصحيفة حتى الآن، وقال «نمتلك تسجيلا صوتيا لتصريحاته، وإن كنت أعترف أننا وقعنا في خطأ مهني بنشر اتهامات النجار بدون دليل عليها».
واتهم النجار بأنه يناقش قضايا الأقباط في مصر دائما بدون دليل أو «بطريقة غير مباشرة»، وقال «الحديث يتضمن معلومات تثير الفتنة بين المسلمين والأقباط في مصر، وهي قضايا يجب مناقشتها بشكل مجتمعي وليس بشكل جنائي».
وعلى صعيد متصل، نفى المحامي القبطي نجيب جبرائيل، المستشار القانوني للكنيسة، أن تكون السيدة قسطنطين قد قتلت، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إنها تعيش مع أسرتها».
إلا أن مصادر مقربة من نجلها «مينا» نفت بدورها أن تكون «قسطنطين» قد عادت إلى أسرتها، مؤكدة أنها ما زالت تقيم في دير وادي النطرون، الذي نقلتها إليه الكنيسة عقب تسلمها من سلطات الأمن المصري عام 2004.
وأشار جبرائيل إلى أنه قدم بلاغا للنائب المصري يتهم فيه النجار «بالإدلاء كذبا بأقوال من شأنها أن تكدر السلم الاجتماعي، والعلاقة بين الأقباط والمسلمين، وتهدد الوحدة الوطنية»، كما اتهمه بالتشكيك في أحكام القضاء.
وقال جبرائيل «لا أعرف من أين أتى النجار بهذه التصريحات، فقد أجريت اتصالا هاتفيا بشقيق وفاء قسطنطين، وتأكدت منه أنها بخير، وأنها تعيش في مصر بسلام مع أسرتها التي تضم ابنها مينا وابنتها شيري بعد أن توفي زوجها يوسف، الكاهن بكنيسة أبو المطامير بمحافظة البحيرة شمال القاهرة منذ عامين، وتمارس عقيدتها المسيحية بحرية بعيدا عن الكنيسة والدير».
وطلبت «الشرق الأوسط» توضيحا لقوله «تمارس عقيدتها المسيحية بحرية بعيدا عن الكنيسة والدير»، فأجاب «أي أنها شأنها شأن أي مواطنة مصرية مسلمة كانت أم مسيحية تمارس طقوس دينها في حرية من دون وصاية لأحد عليها سواء كان الكنيسة أو الدير أو المسجد».
وقال جبرائيل «معلوماتي أنها تقيم خارج الدير، وتتردد عليه من حين لآخر، شأنها شأن أي مسيحي»، لكه رفض تحديد مكان إقامتها «خوفا على حياتها التي أصبحت مهددة»، إلا أن مصادر مقربة من مينا، نجل وفاء قسطنطين، أكدت أنها ما زالت تقيم في دير وادي النطرون (100 كيلومتر شمال القاهرة)، وأن أسرتها تزورها بانتظام.
ورفض جبرائيل فكرة أن تظهر وفاء في وسائل الإعلام لتنفي شائعة موتها، قائلا «القاعدة القانونية تقول: «البينة على من ادعى»، أي أنه على النجار أن يقدم دليلا على أن وفاء قسطنطين قتلت داخل دير وادي النطرون كما يزعم، وليس العكس».
وأوضح جبرائيل أنه لا يحمل توكيلا قانونيا من وفاء قسطنطين لتقديم بلاغ للنيابة ضد زغلول النجار، كما أنه لم يقدم البلاغ بوصفه المستشار القانوني للكنيسة الأرثوذكسية، وإنما قدم البلاغ لكونه مواطنا مسيحيا تضرر من تصريحات النجار التي تهدد السلم العام، وتتهم الكنيسة باخفاء بعض النساء والعمل على تنصيرهن في بعض الأماكن بطريق (القاهرة ـ الإسكندرية) الصحراوي، إضافة لكونه رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان.
وتسبب إشهار وفاء قسطنطين إسلامها عام 2004، واختفاؤها من منزلها، في مظاهرات قبطية عارمة للمطالبة بإعادتها للكنيسة، وهو ما فعلته السلطات المصرية بعد تدخل البابا شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس، حيث خضعت لجلسات نصح، أعلنت الكنيسة بعد ذلك أنها عادت إلى المسيحية، ولم تظهر بعد ذلك، حيث تردد أنها تعمل مهندسة زراعية في دير وادي النطرون.
ورفض القضاء المصري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي دعوى قضائية أقامها الداعية الإسلامي، الشيخ يوسف البدري، شككت في اختطافها واحتجازها قهرا داخل الدير، بعد أن تلقت المحكمة التي كانت تنظر القضية وثيقة رسمية من نيابة عين شمس كتبتها وفاء، تشهد فيها أنها ولدت مسيحية وسوف تعيش وتموت مسيحية، الأمر الذي أدى لرفض الدعوى القضائية.
وتحقق النيابة المصرية حاليا في بلاغ آخر قدمه جبرائيل ضد النجار اتهمه فيه بإهانة الكنيسة، بسبب تصريحات للنجار وصف فيها الإنجيل بأنه محرف، ونسب للكنيسة أنها تقوم بالتنصير والتبشير في أماكن أعدت للمسلمات لتسفيرهن، من دون أن يقدم دليلا على ما قاله.
http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-131202.html