28/8/2008

ساركوزي إلى سورية الأربعاء المقبل: حوار واضح يؤدي إلى نتائج ملموسة
باريس - رندة تقي الدين الحياة

أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه سيتوجه إلى دمشق الأربعاء المقبل، بهدف إجراء حوار مع نظيره السوري بشار الأسد «على أسس واضحة ويؤدي إلى نتائج ملموسة». وقال إنه فضل هذا المسلك «الواعد الأكثر مجازفة»، رغم الدعوات إلى عزل سورية. وقال في افتتاح المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا أمس، إن الشرق الأوسط هو أحد المفاصل الرئيسة في سياسته الخارجية. وأشار إلى «التطور الأساسي» في العلاقة مع سورية، «رغم كل ما سمعته من بعضهم، بمن فيهم واشنطن، عن أن الخيار الوحيد المطروح هو عزل سورية».

وأضاف أن «الأمر لم يكن سهلاً، خصوصاً أن غياب التقدم جعلني أقدم في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي على تعليق أي حوار إلى حين النتيجة التي أردناها من الجامعة العربية وتمثلت بانتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان».

وأشار إلى أن لقاءه الرئيس الأسد في 12 تموز (يوليو) الماضي في باريس مكّنه من إحراز تقدم على صعيدين، هما إعلان تبادل العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق للمرة الأولى، وقرار سورية مشاركة فرنسا في الوقت المناسب إلى جانب الولايات المتحدة في رعاية مفاوضات سلام مباشرة مع إسرائيل.

ولفت إلى أن علاقة الثقة المستعادة مع الشريك الآخر في السلام وهو إسرائيل، وكذلك مع الولايات المتحدة، لعبت دوراً أساسياً. ورأى أن معرفة سورية بجودة علاقات فرنسا مع هذين البلدين، جعلتها تطلب مشاركة باريس في مسؤولية رعاية المفاوضات غير المسبوقة. وأكد أن زيارته دمشق التي ستستمر يومين هدفها متابعة الحوار في شأن هذه الملفات وغيرها.

وعبر عن أمله في «رؤية لبنان واسرائيل، ضمن مهلة غير بعيدة، يقدمان على مفاوضات غير مباشرة»، معرباً عن استعداد فرنسا للمشاركة في إنجاحها بطلب من الجانبين. وأضاف أنه سمع مراراً «تخوفاً مفاده أن المجاهرة الواضحة بالصداقة الفرنسية الإسرائيلية سيجعلنا نفقد صداقاتنا في العالم العربي... لكنني كنت مقتنعاً بأن العكس هو الصحيح، وأن استعادة علاقة ثقة قوية ودائمة مع الشعب والقادة الإسرائيليين أمر طبيعي وشرط لاستعادة نفوذ فرنسا في الشرق الأوسط».

وأكد عزمه العمل على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت. وتساءل: «من يمكنه القول إن هذا الأمر يمكن أن يتم من دون مساعدة سورية؟».