Arrayأما بالنسبة للنقد والشك.
أنت تستطيع استخدام فرشاة الأسنان في الشك والنقد الديني.
يمكنك أن تفتح موضوعاً وتسأل فيه عن مقارنة فرشاة الأسنان بالسواك وأفضلية أيهما وتطرح سؤالاً عن صلاحية الشريعة
الإسلامية لكل زمان ومكان.
فإذا كنت تفعل هذا بفرشاة الأسنان، فما بالك بمادة تاريخية بهذه الضخامة؟
يمكنك أن تأخذ تفصيلة صغيرة من أي جزء من التاريخ وتفتح بها موضوعاً بحثياً واسعاً يستغرق منك سنوات طويلة من العمر.
التاريخ مادة خام كالصلصال يمكنك أن تنحت منها ما تشاء[/quote]

مخمخت مخي عالصبح مع رابع سيجارة وثاني فنجان قهوة امبريالية يا ألبير :D:
فعلاً طريقة القراءة والزاوية التي تنظر منها إلى هذه المادة الخام هي التي تصنع الفرق، مثلاً قراءة كتاب لواحد مثل ابن تيمية - وخاصة مجموعة الفتاوى - غير مستساغة لأصحابي لأنهم يرون فيها نوعاً من المروق عن العقل الحق والطريق القويم!! لكن مثل هذه الكتابات " الأصولية أو التاريخية " تفتح لك المجال - هذا في حال لديك القدرة على الفتح :D- لرؤية الأفعال الخفية التي تسللت عبر السنين الطويلة إلى عقولنا وطرق تفكيرنا.
لكن المهم كيف نستطيع التموضع في هذه الزاوية من أجل الوصول إلى هذه النظرة المغايرة لما يراه الأخرون - رغم تعدد مذاهبهم الفكرية - والحصول على الفكرة الجديدة من بين أكوام الكتابات "الجامدة"؟
أنا استطعت ذلك عن طريقين .. الأول هو الكتابات النقدية أو الشكية وهي ما قصده ابراهيم من كلامه.. والفلسفة آلة مهمة لتأدية مثل هذا الغرض والكتاب القادم الذي سأرفعه هنا وهو بعنوان " تاريخ الفلسفة السياسية" مثال على كيفية استخدامها والتطبيقات "العملية" الممكنة. والطريق الثاني هو الدراسات الأنثروبولوجية بعمومها وهي التي لها الدور المهم في تكوين العقل المُقارن عند الإنسان، فهي تعرض لك البشرية كلها في مستوى واحد من المعرفة .. كأنها موجودة على سطح طاولة مطبخ .. وما عليك إلا أن تحرك هذه القطعة من مكان وتضعها بجانب أخرى لتجد معنى جديد يتكون عندك عن حدث تاريخي أو ديني .. وبعدها يأتي فنجان شاي وشوية نيكوتين ( ينفع عن طريق العلكة النيكوتينية أو اللزقة إياها :D) لزوم الانتشاء والتشرب بحالة العرفان.