عزيزي طارق

تلهفت من عنوان الموضوع " جبران الآخر "، ممنياً النفس أن الموضوع سيُظهر الوجه الآخر لجبران خليل جبران ، عشنا ـ ولا زلنا ـ على بديهية ان جبران ملاك سقط سهواً على الأرض ، هذه الصورة التي تعشعش في اذهاننا جعلتنا نضعه ضمن " تابو " لا يطاله موقع القرآن أو الانجيل ، هذه الصورة رسخت في اذهاننا ليس لأننا نريد ذلك ، بل لأن جبران نفسه قدم نفسه لنا من خلال مؤلفاته واشعاره ورسومه على انه كذلك

جبران هذا تعرفت عليه في بدايات مراهقتي ، ومع كل كتاب او بيت شعر كنت اجد ان روحي تنفصل عن جسدي ، فهو يُسلط جام أدبه على سمو الروح وعفنة الجسد الفاني ، أرقني كثيراً ورافقني في صحوي ونومي حتى بتّ أقيس تصرفاتي وحتى تفكيري الداخلي بما يقوله جبران .

ربما هو خطأي ان لا ادرك ان جبران انسان من لحم ودم وكان عليّ أن أفصل بين ما يكتب وبين ما يتصرف . الي ان وقع بين يدي كتاب يدور على الخلاف بين جبران وميخائيل نعيمة ، ورويدا رويداً بدأت أجمع خيوط ولو انها تقارب خيو العنكبوت لقلة الكتاب والكتب النقدية لجبران ، ــ قلنا في ثاني سطر انه " تابو" ــ على ان ما تجمع يفيد بأنه كان دون جوان نسائي وجمع 12 عشيقة ، استغل احداهن " ماري هاسكل" مادياً ، وكان يطلب هدية من عشيقة ليهديها الي عشيقة اخرى ، اما الرسائل الغرامية فلا ينقصها الا العنوان ، بل انني اذكر ـ ولا أستطيع أن أوثق الآن ــ أن عشيقته الفرنسية عندما اقام في فرنسا انتحرت .

منذ ذلك اليوم الذي تعرفت به على "جبران الآخر " شفيت والحمد لله من هذا المرض ، واتجهت لكتاب واقعيين يصورون انفسهم كما هم فكان نجيب محفوظ وحنا مينه ونجيب سرور الي آخر قائمة الصادقين

بل أن أمثال " محمد شكري " وخبزه الحافي ، وبيضة نعامة " رؤوف مسعد " التي يقول فيها ( لماذا لا يخجل هؤلاء من ممارسة الفضيحة، ويخافون من أسلوب التعبير عنها؟!)

واما حنا مينة بكل ما كتب حيث احتلت سيرتة الذاتية محور كتاباته بعهرها وطهرها فالخصها بتوقيعي ادناه

مع فائق الشكر والتقدير