Array
عندما وصلت جحافل هتلر النازية الي مسافة 25 كلم من موسكو تصور الفاشيون ان المعركة حسمت و ان هتلر قد انتصر ، في نفس الوقت سمع العالم ستالين و هو يزمجر : فلنرد المعتدي علي اعقابه و لنتتبعه حتي عقر داره ، سخر الاعلام البرجوازي من ستالين شبه المحاصر في الكريملين ، فمعجزة الهية وحدها بامكانها جعل كلامه واقعا ،،، و لكن ستالين لم يكن في حاجة الي الالهة فهو لا يؤمن اصلا بوجودها ،...
-----------------------------

كان فقط بحاجة للدعم الامريكي الاوروبي . و بالفعل لولا وصول الدعم الامريكي لقضي على الشيوعية منذ ذلك الحين .

تحياتي .
[/quote]

إسم الكتاب: حروب ستالين

تأليف : جوفري روبرتس



مؤلف هذا الكتاب هو المؤرخ جوفري روبرتس المختص بدراسة الاتحاد السوفييتي عموما ومرحلة ستالين خصوصا. وهو يقدم هنا دراسة مطولة ومعمقة عن الدور الذي

لعبه ستالين إبان الحرب العالمية الثانية ثم في الفترة القصيرة التي تلتها والتي شكلت بداية الحرب الباردة بين القوتين الأعظم.

بعد أن يقدم المؤلف لمحة تاريخية عامة عن حياة ستالين ونشأته وأساليبه في الحكم وتصفية خصومه السياسيين يقول بما معناه: البعض يعتبر ستالين عبقريا من الناحية الاستراتيجية لأنه استطاع أن يتصدى لهتلر وجيشه الجرار ويهزمه في معركة ستالينغراد الخالدة، والبعض الآخر يقول بأنه ارتكب أخطاء كبيرة أثناء الحرب ولم يكن عبقريا إلى الدرجة التي صوروه لنا بها.

مهما يكن من أمر فربما كان ستالين يقع بين بين، فمما لا شك فيه أنه كان ذا إرادة فولاذية ولولا ذلك لما استطاع أن يصمد أمام وحش جبار كهتلر. والواقع أنه حاول أن يتحاشى الصدام معه في البداية لأنه كان يعرف مدى تفوقه العسكري والتكنولوجي. ولذلك عقد معه معاهدة عدم اعتداء عام 1939.

وهي المعاهدة التي أثارت عاصفة من الانتقادات داخل المعسكر الغربي وحاولت الأحزاب الشيوعية تبريرها أو الدفاع عنها بطريقة ديماغوجية كما هو معتاد. وقد استمرت هذه المعاهدة سارية المفعول حتى عام 1941 عندما لم يستطع هتلر الصبر أكثر فغزا الاتحاد السوفييتي. ولكنها استمرت أكثر من عامين وأتاحت بالتالي للقائد النازي أن يتفرغ لجبهات أخرى في أوروبا ويلتهم عدة دول الواحدة بعد الأخرى.

وبالتالي فيمكن القول بأن ستالين ساعد هتلر بعقده لهذه المعاهدة معه في بداية الحرب العالمية الثانية. والدليل على ذلك أن ستالين اضطر إلى تبرير موقفه لاحقا أمام القادة الشيوعيين عندما قال: البعض يتساءل: كيف يمكن للحكومة السوفييتية أن تعقد معاهدة عدم اعتداء مع شخص شرير وخائن كهتلر؟

والبعض ينتقدنا ويقول بأننا ارتكبنا خطأ كبيرا وتخلينا عن مبادئنا الشيوعية إذا فعلنا ذلك. ولكني أقول لكم بأن هذا العمل لم يكن خطأ أبدا، وأن هذه المعاهدة كانت تمثل ضرورة تاريخية بالنسبة لنا. فقد أتاحت لنا أن نحضّر أنفسنا جيدا للحرب، وكلكم يعلم أننا كنا بحاجة إلى فترة الهدنة هذه من أجل تسليح جيشنا وتشغيل مصانعنا العسكرية وتقوية دفاعاتنا.

ثم يردف المؤلف قائلا بما معناه: ولكن في الثاني والعشرين من شهر يونيو عام 1941 أعلن مولوتوف للشعب الروسي النبأ المرعب: لقد غزانا هتلر بجيوشه الجرارة على الرغم من معاهدة عدم الاعتداء التي عقدناها معه. لقد نقض العهد وانقض علينا ولا بد للشعب السوفييتي من مقاومته.

ويقال بأن ستالين بقي صامتا لمدة خمسة عشر يوما بعد سماعه بخبر الهجوم الألماني. ولم ينبس ببنت شفة طيلة كل تلك المدة، ولم يتوجه بالخطاب إلى الشعب السوفييتي إلا بعدها. ويبدو أنه كان بحاجة إلى هذه المدة للتفكير عميقا في الأمر وفي كيفية مواجهة الوحش النازي الهتلري. كما وكان ينتظر ردود فعل بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأميركية، وكذلك ردود فعل الشعب الروسي نفسه.

ثم أحاط نفسه بالقادة العسكريين الكبار وراح يتناقش معهم حول الخطط الاستراتيجية والقرارات الهامة التي ينبغي اتخاذها في مثل هذه الظروف العصيبة، وقد قسم الجبهة الضخمة التي تفصل بينه وبين الألمان إلى ثلاث جبهات، واستلم شخصيا مهمة القيادة العليا للعمليات العسكرية.

ثم توجه ستالين أخيرا بالخطاب إلى الشعب السوفييتي لكي يشرح له الوضع ويشجعه على المقاومة والاستبسال ضد العدو الخائن الذي نقض العهد وهاجم البلاد فجأة ودون سابق إنذار.

وقال لشعبه بأن هتلر سوف يغرق في الأراضي السوفييتية مثلما غرق نابليون من قبل وأن النصر سيكون حليف الشعب السوفييتي في نهاية المطاف. وقال أيضا إن هتلر يريد تحويلكم إلى عبيد واستغلال أراضيكم وبترولكم والقضاء على النظام الاشتراكي والعودة بنا إلى الزمن الإقطاعي للقياصرة. ثم قال: إنكم لا تدافعون فقط عن أنفسكم وإنما

عن حرية كل الشعوب. ثم شكر ستالين موقف تشرشل الداعم للاتحاد السوفييتي وكذلك موقف الولايات المتحدة الأميركية.

ولكن السؤال المطروح هو التالي: ألم يصب ستالين بالرعب بعد أن هجم عليه هتلر؟ ألم يفقد أعصابه ومعنوياته في لحظة ما من اللحظات؟

البعض يقول لا، والبعض الآخر يقول نعم. والدليل على ذلك، أي على خوفه ورعبه، هو أنه عندما قابل مبعوث روزفيلت قال له: إن الاتحاد السوفييتي يرحب بالقوات الأميركية على الأراضي السوفييتية إذا ما جاءت لمساعدتنا والدفاع عنا ضد الألمان. وقال له أيضا: ونقبل ونقبل بأن تكون قواتكم تحت قيادة أميركية لا سوفييتية، وهذا دليل على أنه لم يكن واثقا من نفسه إلى الحد الذي صوروه لنا. ولكن البعض الآخر يقول العكس تماما.

والواقع أن جيوش هتلر اخترقت الحدود السوفييتية وتغلغلت في البلاد بمسافة قدرها سبعمئة كيلومتر. واستولت على كل أوكرانيا في الشهور الأولى للحرب وهزمت جيش ستالين على كافة الجبهات تقريبا. والأنكى من ذلك هو أنها أسرت أكثر من نصف مليون جندي وضابط، وهذا دليل على أنهم لم يحاربوا بما فيه الكفاية أو أنهم استسلموا بسهولة للعدو.

وعلى هذا النحو دب الذعر في نفوس الشعب الروسي وبقية الشعوب السوفييتية. واعتقدوا أن هتلر قادم لا محالة وسوف ينتصر، وربما وصل الذعر إلى ستالين نفسه ولكنه حاول المحافظة على رباطة جأشه أمام القادة العسكريين. فالرجل كان شديد المراس ولا يستسلم من أول ضربة. وحتى بعد أن وصلت جيوش هتلر إلى موسكو وحاصرتها من كل الجهات لم يستسلم ستالين وإنما صمد بكل شجاعة وقوة.

ثم يردف المؤلف قائلا: ولكي يستطيع ستالين الوقوف في وجه هتلر فإنه عقد معاهدة مع الحلفاء: اي مع الإنجليز والأميركان. وقبل بأن يتلقى مليار دولار من أميركا كمساعدة أو كقرض يرده إليهم لاحقا. ولكن ستالين في ذات الوقت لم يكن يثق بهم كثيرا.

وكان يخشى أن يعقدوا معاهدة سلام مع هتلر على حسابه وهكذا يتفرغ له القائد النازي ويقضي عليه بسهولة. والواقع أن ستالين كان ينظر باحتقار إلى كلا المعسكرين: أي معسكر الرأسمالية الفاشية بقيادة هتلر، ومعسكر الرأسمالية الليبرالية بقيادة العالم الأنكلوساكسوني الإنجليزي الأميركي. وبالتالي فهو كشيوعي مضاد لهما معا. وهذا ما حصل بعد الحرب، فقد دخل ستالين في حرب باردة طويلة الأمد مع المعسكر الرأسمالي بعد انهيار هتلر والنازية.

المصدر:جريدة البيان الإماراتية


[movedown]:Asmurf:[/movedown]