الآيتان 58 - 59
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
طريقة سهلة جداً للمغفرة يعرضها تعالى على البشر الكافرين، ولكنهم لا يشكرون. ما عليهم سوى أن يسجدوا بعد دخولهم من الباب ويقولوا كلمة واحدة
هي: حطة. فيغفر لهم الله ويتوب عليهم وبذلك يسهم الله في زيادة المحسنين.

لكن بني إسرائيل لم يلتزموا تماماً بتعليمات خطة المغفرة، بل بدلوا قول الله. لم يعلمنا الله عن الكلمة البديلة التي استعملها بنو إسرائيل بدلاً من: حطة، مما أحدث ورطة. يرجح بعض الفقهاء أنهم قالوا: حنطة ( الطبري ). لا نريد الدخول فيما لا علم لنا به، فلسنا مدعين.

ولا ندري من أين أتى العلم للطبري ليعرف ما لم يذكره ربه؟ ولا ندري كيف يسكت عن هذا أئمة الفقه المعاصرين. لم يقل الله ما هي الكلمة البديلة، فلماذا يدّعي البعض معرفتها؟ ( أنظر تفسير الآيتين 63 - 64 ) لاحقاً.
تهمنا النتيجة يا إخوتي، بدل بنو إسرائيل الكلمة، فخسروا فرصة العمر لمغفرة سهلة.
ولا يعتقدن أحدكم أن الكلمة ما زالت سارية المفعول حتى الآن يا إخوة، بل كانت حصرية لأولئك القوم وفي زمنهم فقط. بعض المؤمنين اليوم يفعلون السبعة وذمتها وآخر النهار يقولون: ( حطة ) معتقدين أنها ستغفر زلاتهم، لذلك وجب التنويه.



الآية60
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ
ما زال الله راغباً في أن يقنع بني إسرائيل بعبادته وبوجوده، والله لا يعرف اليأس كالبشر، ولا التراجع فإذا أراد شيئاً فيقول له كن فيكون وأحياناً يستعمل طرقاً أخرى.
هنا، استعمل الأخرى. استعمل الله هنا المعجزات السحرية علها تنفع مع الفاسقين، فساعد موسى في إخراج ماء من صخر بضربة عصا. تلك العصا التي غدت أشهر عصا في التاريخ، فهي بالإضافة لشق الصخور فإنها تبتلع الأفاعي. والله على كل شيء قدير في ذلك الزمان وغيره وعندما يشاء.