زوجي غائب :

أوقفت سيارتي ، بمسحة من صعوبة . ترجلت بين السرعة و التعب . أغلقت الاب ، دافعا اياه بمؤخرتي . كان محل ذبح الطيور قريبا . جل ما أردته فرختان . سرت الى باب المحل ، توقفت شاردا ،انظر الى الفراخ المكدسة في صنادل خشبية ، بالكاد ، تسمح لها بالتنفس ، و الوقت ظهرا ، من شهر حزيران / يونيو الحار ، في احدى ضواحي عاصمة عربية !
المحل صغير . هو عبارة عن غرفة معتمة ، هي ليست بغرفة ، بل مكعب فراغ ، لا يزيد عن مترين بمترين . كانت هناك امراة في الثلاثينات من عمرها ، منهمكة في تنظيف بضع فراخ مذبوحة داخل آلة لتنظيفها من الريش . ألقيت التحية ، ردت المرأة بمثلها .
قلت ببعض الضيق ، بسبب الحر ، و التعب :
- لو سمحت ، هلا ذبحت لي فرختين ، و نظفتهما ؟
نظرت الي نظرة فيها تعجب و تساؤل ، ثم قالت :
- آسفة ، لا يمكنني ذلك !
تعجبت ، و أحنيت رأسي الى الامام مظهرا عجبي مرخيا حنكي السفلي، رافعا حاجبي ، و قلت لها :
- ما المانع ؟ أرى دجاجا كثيرا لديك !
قالت ، بنوع من الأسف الظاهر :
- أنا لا أذبح ، فاذا أردت الفراختان ، تفضل و اذبحهما !
شعرت بنوع من الانزعاج . انها المرة الاولى التي اسمع فيها ، في محل لذبح الدجاج ، بان علي ان أذبح دجاجاتي التي اود شراءها ! قلت ، و ابتسامة ساخرة ترتسم على شفتي :
- معقولة هذه ؟ انها المرة الاولى التي أسمع فيها هذا الكلام ، يا سيدتي ! فهل انتم تطلبون ، دائما ، من زبائنكم هذا الطلب الغريب ؟
قالت ، باستنكار لطيف :
- لا ، أبدا !
قلت باستفهام ، و احتجاج :
- اذا ؟!!!
قالت : يا أخي ، انا أعمل مع زوجي في هذا المحل . فهو يذبح ، و انا أساعده في التنظيف، و الآن ، هو غائب لساعة ، و سيعود بعدها !
فكرت لثانيتين ، أين ساذهب ، و أبحث عن محل آخر ، لشراء دجاجتي ، ثم قلت :
- حسنا ، لماذا لا تذبحين الدجاج ، بدلا منه ، هذه المرة ؟
قالت :
- و لماذا لا تذبح دجاجاتك بنفسك ، ما دمت تلح علي ؟ أوتاكلها لو ذبحتها لك ؟
تعجبت لردها ، خاصة عبارة " أوتأكلها " و قلت :
- اتريدين الصراحة ؟ لقد أحرجتني بطلبك هذه ، و لولا انني أخاف ان ألوث هذه الثياب بالدم ، لفعلت و أرحتك من هذه المشكلة المتعبة ! ثم ، لماذا لا آكلها ، لو ذبحتها لي ؟
نظرت المراة الي ، و ابتسمت باعتدال ، قائلة :
- يبدو انك لم تفهم الموقف ! فانا على المذهب العلوي ، و عندنا لا تحلل ذبيحة، ذبحتها امرأة .
كانت المرة الاولى التي أسمع بها هذه الفكرة ! صمتت لبرهة ، ثم قلت للمراة بكل احترام :
- آسف يا سيدتي ؟ فلا علم لي بهذا الموضوع ، و لربما أحرجتك ، فلا تؤآخذيني ! ربما اعود بعد ساعة ، علي اجد زوجك !

انطلقت في حال سبيلي ، آملا ارضاء زوجتي ، التي تنتظر الفراخ على الغداء ، بصحن بيض من البقالية المجاورة ، على ان يكون عشاءنا دجاجا !

بما انني قلما اكتب في هذا النمط من الكتابة ، ارجو من الزملاء ، التعليق على القصة ، بما يساهم في تحسين ادائي .

و لكم الشكر سلفا .:yes:

فيصل آورفــاي .[movedown]:Asmurf:[/movedown]

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني