fancyhoney
واحد من الناس
المشاركات: 2,545
الانضمام: Apr 2005
|
المصلحون و الفساد بين الفقه وحديث الاحاد
(( لم يكونوا يسألون عن الإسناد ))
بداية النهاية ...
( الكذب = الخطأ )
هذا اصلاح موجود عند اهل الحديث
و عندما يقال ( كذب فلان ) فقد يقصد به ( اخطأ فلان ) *
و يبدأ الكذب منذ زمن بعيد , منذ البداية ...
فاحيانا تجد الصحابة لا يكتفون بقول بعض , بل يحتاجون الي ادلة و شهود
فهذا ( ابن الخطاب ) لا يصدق ( ابا موسى الاشعري ) حتى يأتي ( ابو موسى ) بشاهد اخر على حديث رسول الله (1)
و مثله ( ابو بكر ) و ( عثمان ) اما علي , فكان يطلب القسم (2)
لان الصحابي انسان , يخطئ , و يكذب ... و يقتل .
تشير المصادر المتقدمة , الي عدم استخدام ( الاسناد )
و هذا مبرر , فان الاسناد لم يظهر الي الضوء قبل ( فتنة ) حسب قول (ابن سيرين) في (مقدمة مسلم ) , و الفتنة ( اختلاف ) , فلما اختلفوا قالوا ( سموا لنا رجالكم ).
لو اخذنا باقدم فتنة اشاروا اليها تفسيرا لقول ( ابن سيرين ) لكانت ( فتنة علي ) ,لكن لو ظهر الكذب لصالح (علي) , لحاربه (علي) بنفسه , دون اللجوء الي الاسناد , مما دفع البعض الي رفض هذا التفسير للفتنة .
فتخيل احد انصار علي , يعلن الوهية ( علي ) في ايام (علي) ذاته !
ما كان هذا القول ليستطيع الخروج من صفوف شيعة ( علي ) , قبل ان يقتل ( علي ) هذا المبتدع الكافر .
دفع هذا الامر الاتجاة الي تفسير ( الفتنة ) تفسيرا اكثر منطقية , لكن -على تنزل - سنستغل هذا التفسير ...
ان الفتنة هي فتنة ( التشيع ) ...
شكّوا في الخبر , و سألوا عن الرجال في ( الفتنة ) , ايسألوا عن رجال حديث ( طلب العلم فريضة ) ؟
النظر في ( غرض السؤال ) يوضح ان سؤالا عن ( حديث تشريعي ) لا يتوافق مع ( اساس فكرة الاسناد ) , لذا ينبغي ان نعتبر ( اسناد احاديث الفقه ) قد تأخرت حتى بعد ( ظهور الاسناد ) الي الحياة , بل و حتى ( اسانيد السيرة ) قد تأخرت تاخرا ملحوظا ..
فان طالعت ( موطأ مالك ) كنموذج حديثي فقهي , ستجد ان الاحاديث المرفوعة الموصولة اقل من ثلث الكتاب على اقصى تقدير , و ان قارنت اقوال امام من ائمة الفقه ك ( الحسن البصري 110 هـ) لوجدته يكاد لا يصل بالحديث الي ( محمد ) بل يكتفى بنسبته للصحابة (3)
اما ان طالعت كتب السيرة , فانك تجد في المصنفات الاولى ( ابن اسحق \ ابن هشام ) شكلا طريفا من الاسانيد , يشي بعدم اهميتها ائنذاك ..
عليه , فعلى النطاق النظري , فان الفتنة و قضاياها كانت رائدة المسائل المسندة , و عمليا تجد ترجمة ذلك في غياب الشكل الكامل للاسناد في كتب الفقه و السيرة النبوية
و لان الاختلاف ( الفتنة ) هو سبب الاسناد التاريخي , فبغيابه تستنتج بسهولة ( غياب الاسناد )
فلولا ( الفتنة ) ما ظهر الاسناد , و بقى الناس ( لا يسألون عن الاسناد )
فماذا عندما ( التقى مرج البحرين ) و التقت المدارس الفقهية ؟
لابد , لابد و ان تظهر الاسانيد , و ان تنسب الاراء الفقهية الي الرسول , بعد ان كانت تنسب الي الصحابة او التابعين ...
لكن , تخيل انك تسأل صديقك عن حادثة مرت منذ نصف قرن طالبا ( من قال لك هذا ) ثم ( هل رفعه الي رسول الله ام وقفه عليه ؟)
نعم , كان لابد للعلماء ان يعترفوا ان كل هذا مجرد ظن , بل هو ( حسن ظن )
فالكل يخطئ , ولا محيص
الصحابي , و الثقة الثبت , و امير المؤمنين في الحديث
اما التصريح بغلط الائمة الامراء , فتجد الترمذي يقول ( لَمْ يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم ) (4)
و بعد التصريح , اريكم عرضا للتوضيح(5)
الزهري
و قد انتقده المستشرقون كثيرا , و دافع عنه المسلمون كثيرا
فهاكم واحدة من طرائفه (6)
حديث ( كنت أنا وحفصة صائمتين ... )
هذا هو طريق الحديث و من رووه متصلا عن الزهري
اما ائمة الحديث ( البخاري و النسائي و الترمذي و الرازيان ) فقد اعتبروا هذا غلطا, و ان الصواب الانقطاع هكذا
و لأن الاتصال ( متواتر ) عن الزهري , فانك تجد الزهري هو من وصل هذا الحديث , و اضاف القنطرة (عروة) من عنده .
و هكذا ببساطة يظهر لك ما عناه المستشرقون ب ( Back Projecting )
و هو ان يكون الاسناد مبتورا , ثم يظهر مكتملا ب( سحر مبين ) ..
و لو كان من وضع هذه القنطرة ( اماما من ائمة المسلمين )
و هكذا كان ( الاسناد من الدين ) !
و لأن هذا هو الاسناد , فيمكنك ان تتخيل ماذا كان ( الفقه )
ابقوا معنا
--------------------------------
(1) البخاري (6245) , مسلم (2153 )
(2) الترمذي ( 2100 - 2101 ) , ابو داؤد ( 2877) , احمد (1 \ 371 - 372 ) , تذكرة الحفاظ (1 \ 2-3 ) , معرفة علوم الحديث 15 ,الكفاية 26 عن المستشرقون و السنة (45 )
(3) د سليمان البشير : مقدمة في التاريخ الاخر 4
(4) علل الترمذي الصغير 6/240 آخر الجامع
(5 ) للمزيد من اخطاء الائمة راجع الروابط التالية
1 - اخطاء شعبة
2- ابن عيينة
3 - البخاري
(6) د ماهر الفحل : تعارض الاتصال والانقطاع ( جزء من رسالته العلمية )
|
|