4/9/2008
قمة دمشق الرباعية تبحث السلام وحل أزمات المنطقة
عقد قادة سوريا وفرنسا وقطر وتركيا قمة رباعية في دمشق تركزت على دعم عملية السلام في الشرق الأوسط في ظل المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، كما بحث المجتمعون سبل حل الأزمات التي تعصف بالمنطقة خاصة في لبنان والعراق والسودان والبرنامج النووي الإيراني.
وفي كلمته الافتتاحية أمام القمة وصف الرئيس السوري بشار الأسد اللقاء الرباعي بالمهم، مشيدا بالوساطة التركية في المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب، وأشار إلى عقد أربع جولات من هذه المفاوضات في وقت سابق، فيما تأجلت الجولة الخامسة التي وصفها بالحاسمة وكانت مقررة أمس نتيجة استقالة كبير المفاوضين الإسرائيلي.
وأوضح الأسد أن المفاوضات غير المباشرة تبحث "ورقة مبادئ" من ست نقاط تكون أساسا للمفاوضات أودعها الجانب السوري لدى الجانب التركي ريثما يأتي الرد الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه سيعقب ذلك مفاوضات مباشرة بعد مجيء الإدارة الأميركية الجديدة وانتخاب رئيس وزراء إسرائيلي جديد.
واعتبر الرئيس السوري تركيا شريكا أساسيا في مفاوضات السلام في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا، وطالب من المشاركين في القمة الرباعية (قطر وفرنسا وتركيا) الدعم لضمان استمرار سير رئيس الوزراء القادم على خط إيهود أولمرت بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة.
وتطرق الأسد أيضا إلى ضرورة دعم هذه الدول للمسار الفلسطيني، لكي يكون داعما للمسار السوري للمفاوضات مع إسرائيل وليس معرقلا، وأشار إلى ضرورة دخول المسار اللبناني في العملية ولكن بعد انطلاق المفاوضات المباشرة، وأوضح أنه بحث هذا الأمر مع نظيره اللبناني ميشال سليمان، واصفا المرحلة الحالية بالحساسة.
دول داعمة "للتطرف"
وبخصوص الوضع في لبنان وصف الرئيس السوري أنه مازال هشا، معربا عن قلقه لما يحدث في طرابلس شمالي لبنان، معتبرا أن هذه المشكلة هي "مشكلة التطرف والقوى السلفية" التي قال إن دولا تدعمها، دون أن يذكر اسمها.
كما أشار إلى أن تطبيع العلاقات السورية اللبنانية وتبادل السفراء سيتم خلال أشهر وربما نهاية العام الحالي، مشيرا إلى إجراءات قانونية بهذا الخصوص.
أما بخصوص أزمة البرنامج النووي الإيراني فأشار الأسد إلى أنه بحث الأمر مع الرئيس الفرنسي، مجددا موقف دمشق من ضرورة حل الأزمة سلميا.
وفيما يخص العراق أعرب الرئيس السوري عن قلقه إلى جانب تركيا فيما يخص الأزمة في كركوك المهددة بالانفجار، إضافة إلى موضوع الفدرالية التي تهدد بتفجير الوضع بين العرب والأكراد والسنة والشيعة، داعيا إلى حوار وطني لحل هاتين الأزمتين من خلال دستور متفق عليه، معتبرا أن اجتماع دول جوار العراق لم يحقق شيئا حتى الآن.
كما أكد الأسد دعم جهود ساركوزي المرتبط بعلاقات طيبة مع الرئيس الروسي ميدفيديف لحل الأزمة في جورجيا، مشددا على أن سوريا لا تريد حربا باردة جديدة "لأننا سنكون الساحة لهذه الحرب".
واختتم الأسد كلمته بطرح رؤية لحل أزمة إقليم دارفور السوداني، محذرا من أن تقسيم السودان كالعراق سيقسم المنطقة مثل "الدومينا"، وأشار الأسد إلى ثلاث نقاط للحل أولاها تأجيل طلب استدعاء الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمام محكمة جرائم الحرب لمدة عام.
وثانيها تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد، ومنع أي طرف من دعم الفصائل المسلحة على طرفي الحدود. وأخيرا عقد مؤتمر جامع لكل الفصائل في دارفور دون استثناء على غرار مؤتمر الدوحة للقوى اللبنانية، مشيرا إلى أن قطر يمكن أن تلعب دورا في ذلك إن أرادت.
دعم السلام
الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني (الجزيرة-أرشيف)
من جانبه أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في كلمته أمام القمة الرباعية أن اللقاء هو محاولة لدعم عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه إذا أرادت دول في المنطقة لاحقا الانضمام لعملية السلام فهناك إمكانية لتوسيع الجهود.
وبالنسبة للوضع في لبنان فقد أكد أمير قطر –الذي رعى اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية- أن الأمن بدأ يستتب، مشيدا بدور الجيش اللبناني واللبنانيين.
ودعا الشيخ حمد لتحرك المجتمع الدولي والأطراف المجتمعة في دمشق لدعم لبنان والمساعدة في التنمية.
ووافق أمير قطر على دعوة الرئيس السوري بخصوص السودان وتأجيل المحكمة الدولية لمدة عام لإعطاء مهلة، واصفا الوضع في السودان بالمعقد في السابق لوجود مشاكل سابقة في الجنوب ومن ثم في الشرق وأخيرا في دارفور.
وشارك في القمة إلى جانب الأسد والشيخ حمد -الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليحي- رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي ساركوزي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
المصدر: الجزيرة + وكالات