{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قائمة بالمقالات المتهمة لسوريا والحاقدة على سوريا والمعادية لها
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #17
قائمة بالمقالات المتهمة لسوريا والحاقدة على سوريا والمعادية لها
دمشق إزاء اغتيال الحريري: اشتدّي أزمة تنفرجي!
2005/02/18

صبحي حديدي
ذات يوم نُسب إلي الرئيس السوري بشار الأسد قوله، علي سبيل تأكيد استمرارية نهج الحركة التصحيحية الذي سنّه أبوه وسهر علي تطبيقة قرابة ثلاثة عقود، إنّ حافظ الأسد يحكم سورية من قبره . وكان ذلك القول ــ فضلاً عن رائحة التمنّي الضمني التي تفوح منه ــ ينطوي علي الكثير من الصحّة عملياً، خصوصاً في المسائل الأمنية وإدامة الإستبداد والحفاظ علي بنية النظام وتوازناته الداخلية الأساسية ومعادلات محاصصة القوّة وحُسن توزيعها علي الأطراف.
لكنّ القول ذاته لم يكن، كما برهنت السنوات الأربع منذ أن خلف بشار أباه صيف 2000، ينطوي علي مقدار مماثل من الصحّة في ما يخصّ السياسة الخارجية لسورية، بل الأحري القول إنّ الافتراق والفارق أخذا يسجّلان العكس تماماً: اهتراء الدبلوماسية السورية، وتعرّضها لنكسات متتالية، وانحطاط موقعها الإقليمي تدريجياً، وخسران معظم أوراق القوّة التي كانت ترسانة الأسد الأب في استراتيجية كبري ضمنت منجاة عهده طويلاً، ونقصد تحويل السياسة الخارجية إلي اقتصاد سياسي مادّي ومنعة عسكرية افتراضية!
والحال أنه ليس مبالغة أن نستمدّ روحيّة الحكم من القبر، وإنْ معكوسة بعض الشيء، فنقبل الافتراض الذي يري الأسد الأب يهتزّ اليوم في قبره إذْ يصغي إلي وزير إعلام نظامه مهدي دخل الله يقول التالي، وفي مناسبة رهيبة مثل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، تشكّل ضربة قاصمة للوجود السوري في لبنان، قد تكون الأشدّ والأقسي منذ ثلاثة عقود: أريد ان أوضح أن هناك من يستعد لاتهام سورية ربما بالمسؤولية عن مأساة تسونامي ! والسيد الوزير لم يكتفِ بهذه الخفّة اللفظية السوداء التي ما كان الأسد الأب سيتسامح إزاءها فحسب، بل استبقها بما لا يفيد إلا في تصنيع المزيد من الظنون حول المسؤولية السورية في اغتيال الحريري: هذه الفوضي الأمنية في لبنان سببها انسحاب الجيش السوري من أكثر من منطقة في لبنان وكذلك الانسحاب الأمني السوري ! وأيضاً: استقرار لبنان الأمني مهدد فعلاً حالياً ، و من يريد انسحاب الجيش السوري بشكل كامل من لبنان عليه أن يعزز استقرار لبنان ككل ...!
في شرح أبسط، ولكن أكثر تراجيدية، لهذه التصريحات الميلودرامية نفهم الرسالة التالية: هل تريدون من دمشق الإلتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1559؟ هل تريدون تطبيق القرار بحيث ينتهي إلي انسحاب القوات السورية من لبنان؟ علي الرحب والسعة، سنفعل... ولكن بعد أن نعيد لبنان إلي حال أسوأ ممّا كانت عليه حين دخلناه سنة 1976! وبعد أن نشعل فتيل الفتنة الذي يردّ البلد إلي أسوأ سنوات الحرب الأهلية بين الأحزاب والطوائف والمذاهب والميليشيات! تريدون لبنان؟ نعيده، شئنا أم أبينا، ولكن في هيئة أشلاء ممزّقة!
وكيف، في الواقع، يمكن أن نفهم عكس هذه الشروحات من تصريحات دخل الله؟ وكيف لا يفهم أيّ متلهّف علي تأثيم النظام الحاكم في دمشق أنّ لسان الوزير لم ينطق بدخيلة خافية من باب زلاّت اللسان وحدها، بل بغية توجيه رسالة أولي مبكرة حول أغراض وعواقب ومآلات اغتيال الحريري؟ وإذا وضع المرء حكاية تسونامي جانباً (ولكن كيف يفعل، حقاً، دون أن يعضّ علي النواجذ!)، فإن الوزير يقول فعلياً:
ـ سوف يشهد لبنان المزيد من الفوضي الأمنية، والتي سببها انسحاب الجيش السوري من أكثر من منطقة في لبنان ، بالإضافة إلي الإنسحاب الأمني السوري ؟ وما الذي تعنيه هذه العبارة الأخيرة بالذات؟ ومتي، وكيف، انسحبت سورية أمنياً من لبنان؟
ـ وسوف يشهد البلد المزيد من زعزعة الأمن والاستقرار لأنّ استقرار لبنان الأمني مهدد فعلاً حالياً ؟ مهدّد من جانب مَن؟ وكيف، والهيمنة السورية العسكرية والأمنية والسياسية ما تزال علي أشدّها؟
ـ وأنّ علي المطالبين بانسحاب القوّات السورية، من أهل المعارضة في البريستول والمختارة وبكركي وقرنة شهوان وقصر قريطم، إلي واشنطن وباريس وبروكسيل، أن يضمنوا أمن لبنان، ولهذا قالها دخل الله دون مواربة: مَن يريد انسحاب الجيش السوري بشكل كامل من لبنان عليه أن يعزز استقرار لبنان ككل ؟
ولعلّ الرئيس الفرنسي كان بين أوائل الذين استلموا مثل هذه الرسالة، وأعادوا إنتاجها دون إبطاء ليس من سدّة الإليزيه فحسب، بل أيضاً علي مدرّج مطار بيروت: الاغتيال يذكّر بأساليب إجرامية تعود إلي زمن مضي ... والحقّ أنّ الناظر إلي مشاهد الدمار والحريق والأشلاء والجثث في موقع اغتيال الحريري لا يمكن له إلا أن يستعيد ذلك الزمن الذي يقول شيراك إنه مضي، وتقول الوقائع الراهنة إنه مضي وما انقضي! ولا يمكن لهذه المشاهد إلا أن تعيد الذاكرة اللبنانية إلي حقبة ظنّ اللبنانيون أنها انطوت خلال 15 سنة في أوج اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية، وخلال الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، ثمّ حرب تصفية عون وإخضاع بيروت الشرقية.
هذا، بالطبع، إذا وضعنا جانباً المغزي الكبير لوقائع التشابه الصارخة بين هذه المشاهد وما يتكرر يومياً في شوارع بغداد ومدن عراقية أخري. كذلك تذكّر هذه العملية، المنفّذة بإتقان مذهل وسويّة عالية للغاية من الاحتراف، أنّ ما اعتُبر في باب الاستقرار و السلم الأهلي طيلة العقدين الماضيين قد يتضح أنه وهم كبير يخفي النار تحت الرماد. وهذا يرسّخ أيضاً رسالة دمشق الضمنية التي نطق بها وزير الإعلام السوري: دمشق هي ضامنة أمن لبنان، ولا استقرار في لبنان بمعزل عن الوجود السوري.
ولكن هل كان توجيه مثل هذه الرسائل يقتضي كلّ هذه الدرجة الفظيعة من العنف العاري؟ أليس اغتيال شخصية مثل الحريري مقامرة بكلّ ما سعي حافظ الأسد إلي بنائه من توازنات بين الطوائف والقوي والمجموعات اللبنانية؟ ألا تسفر هذه المقامرة عن تحويل السنّة، الذين بات الحريري أبرز رموز وجودهم علي رقعة الشطرنج السياسية، إلي طائفة مناهضة للهيمنة السورية بعد أن كانت مؤيدة أو صامتة علي الأقل؟ وهل بلغت السلطة في دمشق، سواء بعلم الرئيس السوري بشار الأسد أو بتدبير انفرادي من بعض النافذين القلّة في الأجهزة العليا، هذه الدرجة من النزعة المغامرة لكي تخوض هذا المستوي من الحرب القذرة المفتوحة علي كلّ الاحتمالات؟
وضدّ مَن؟ الرجل الذي كان إلي عهد قريب حليف دمشق الصدوق في لبنان وفي المنطقة؟ وكان بمعني ما أقرب إلي وزير خارجية سورية الأهم غير المسمي؟ ولعب دور الوسيط الفعّال في بناء وتفعيل العلاقات السورية ـ الفرنسية في عهد حافظ الأسد كما في عهد نجله وخليفته بشار الأسد؟ أليست ذروة المفارقة أنّ الحريري، الذي فتح بوّابات الإليزيه أمام بشار الاسد حتي وهو مجرّد نجل للرئيس السوري الراحل، هو اليوم ضحية اغتيال يطالب الإليزيه بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في ملابساته، الأمر الذي يعني تلميحاً قوياً إلي إصبع سوري وراء الاغتيال؟
الذين تدفعهم هذه الأسئلة إلي استغراب، وبالتالي استبعاد، أن تكون الأجهزة السورية هي التي تقف خلف اغتيال الحريري ينبغي أن يعودوا إلي الوراء بضعة أسابيع فقط، حين أصرّت دمشق علي الخطوة العجيبة المتمثلة في تعديل الدستور اللبناني بما يكفل التمديد للرئيس الحالي إميل لحود، وكأنه لم يعد في لبنان من حلفاء لسورية سوي هذا الرجل. تلك الخطوة المدهشة نجحت في التمديد لرئاسة لحود، هذا صحيح، ولكنها في الآن ذاته أنجزت نجاحات أخري دراماتيكية ومن نوع مختلف: لقد وحّدت صفوف المعارضة اللبنانية أكثر من ذي قبل، ونقلت الحريري من حليف لدمشق إلي حليف ضمني وقويّ للمعارضة، وقرّبت الموقفين الفرنسي والأمريكي في مجلس الأمن ممّا أثمر القرار 1559 الذي يعدّ أوّل قرار أممي يدوّل الوجود السوري في لبنان ويطالب صراحة بخروج القوّات السورية، وذلك منذ دخولها إلي لبنان قبل قرابة ثلاثة عقود.
كذلك علي الذين قد يستغربون احتمال مقامرة دمشق باغتيال الحريري أن يضعوا في الاعتبار حجم التهديد الذي بات القتيل يمثله للنظام السوري بعد انضمامه، حتي بصفة غير مباشرة، إلي صفّ المعارضة اللبنانية بعد تعديل الدستور والتمديد لرئاسة لحود. ويتردد أنّ الحريري أدرك، اعتباراً من تلك اللحظة، أنه لا يمكن إلا أن يكون في صفوف المعارضة، فانخرط فيها علي نحو غير مباشر واختار أن يلعب دوراً محورياً مزدوجاً: توظيف صداقته الشخصية مع جاك شيراك، واستثمار علاقاته الدولية والعربية الواسعة خصوصاً مع السعودية، لتعزيز موقع المعارضة وتغطية مواقفها دولياً؛ ثمّ استثمار كامل رصيده المالي والشعبي في الانتخابات النيابية القادمة بما يكفل واحداً من نتيجتين: إمّا فوز المعارضة بمقاعد الأغلبية وبتوزّع ديني ومذهبي تعدّدي ناجح وضاغط علي الحكم، أو إجبار دمشق وجبهة حلفائها في الحكم اللبناني علي تزوير الانتخابات والتورّط أكثر في الصدام مع فرنسا والولايات المتحدة ومعظم المجتمع الدولي.
في عبارة أخري تحوّل الحريري إلي الشخصية الأهمّ في المعارضة اللبنانية، حتي دون الإنضمام إليها مباشرة وعلانية، وباتت أوراق القوّة العديدة التي يملكها بمثابة عوامل ضغط شديد علي دمشق وحلفائها. وإذا كانت من يد سورية وراء الاغتيال، فالأرجح أنّ الدماغ الذي خطّط لليد وحرّكها زانَ كفّتَي الربح والخسارة علي النحو التالي: إذا كان الوجود العسكري والأمني السوري في لبنان سوف يتقلّص أو يضعف أو حتي ينتهي بانسحاب تامّ ذات يوم، فإنّ الوجود السياسي ينبغي أن لا ينحطّ إلي درجة تضع سورية علي هامش المسألة اللبنانية، فتخسر دمشق آخر ما تملك من أوراق قوّة. المطلوب، إذاً، إزاحة هذا الرجل الأقوي عن المشهد، ومن الخير أن تتمّ الإزاحة بطريقة توجّه الرسالة القوية التي تقول ببساطة رهيبة: نحن استقرار لبنان، ولا استقرار في لبنان دون هيمنتنا!
حتي ساعة كتابة هذه السطور، كانت مفاعيل اغتيال الحريري الأولي قد قلبت جمهور السنّة علي دمشق وحلفائها، بحيث اتضح أنّ هذا الجمهور كان يغلي معارضةً في الأساس، وأنّ القتيل كان أبرز لاجميه ومهدّئيه. كذلك جعل الاغتيال الرئيس الفرنسي جاك شيراك يشارك في التشييع دون إلقاء التحية علي الدولة، الأمر الذي يرسل أيضاً رسالة قوية شديدة الوضوح حول إصرار باريس علي الإنخراط المباشر في قضية الحريري وكشف ملابسات جريمة الاغتيال من جهة، والمضيّ أبعد في الدعم السياسي للمعارضة اللبنانية من جهة أخري. وأخيراً، استدعت وزارة الخارجية الأمريكية سفيرة واشنطن في دمشق، مارغريت سكوبي، في أوضح إجراء حتي الآن حول أسلوبية البيت الأبيض القادمة في التعامل مع الملفّ السوري.
ويبقي السؤال الكبير، من جديد: إذا صحّ ان دمشق وراء اغتيال الحريري، فهل بلغ اليأس بدمشق هذه الدرجة؟ البعض يقول إن النظام يجد ظهره إلي الحائط تماماً، وهو في خطّ الدفاع الأخير وليس لديه ما يخسره أكثر، أو لم يعد لديه ما يكسبه إلا عن طريق المقامرة القصوي. ساعة اغتيال الحريري كان مطلوباً من دمشق أن تضبط الحدود مع العراق، وتجمّد نشاطات قيادات حماس والمنظمات الفلسطينية المقيمة في سورية، وتهدئ حزب الله اللبناني علي الجبهة مع إسرائيل وتضبط صلاته بإيران وشيعة العراق أيضاً، وتمارس ما تمتلك من نفوذ عند حماس والفصائل الفلسطينية الأخري لقبول ما يقترحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من هدنة مع الإسرائيليين...
كلّ هذا كثير... كثير! والنظام كان يبذل ما في وسعه، فيلبّي هنا وينحني هناك ويخدم ذات اليمين وذات الشمال، ولم يكن يلقي من واشنطن جزاء وفاقاً أو مثوبة أو حتي ترضية بسيطة! فهل قرّر النظام، سواء بائتلاف سلطته أو بانفراد أجهزته، اللجوء إلي الحكمة القديمة حول الأزمة التي لا تنفرج إلا إذا اشتدّت، وقال: عليّ وعلي أعدائي؟
9

02-18-2005, 02:32 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قائمة بالمقالات المتهمة لسوريا والحاقدة على سوريا والمعادية لها - بواسطة بسام الخوري - 02-18-2005, 02:32 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سوريا والاستهداف الأمريكي / لاتخشوا على سوريا إلا من معارضي الخارج عادل نايف البعيني 30 6,338 06-08-2012, 04:43 PM
آخر رد: إسم مستعار
  مجموعة فعلت الخير لسوريا وقامت ببناء سوريا السياحية ( صور ) مؤمن مصلح 15 2,283 03-09-2012, 06:20 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  "النور"بالدقهلية يتبرأ من قائمة له بها صورة زوج مرشحة fahmy_nagib 0 1,258 11-09-2011, 11:02 PM
آخر رد: fahmy_nagib
  قائمة الشرف السورية الوطن العربي 3 2,403 05-25-2011, 01:26 AM
آخر رد: مصطفى علي الخوري
  قائمة الـ 85 السعودية تكشف اتخاذ عناصر من (القاعدة) إيران مركزاً لتخطيط هجمات تستهدف السعودية والأردن ابن نجد 16 4,012 02-09-2009, 03:53 AM
آخر رد: زكي العلي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS