مساء الفل

Array
ما مصدر هذا الكلام ؟
[/quote]


مرحبا يا زعيم..

من خلال تجربتي في الحوار معك في موضوع أو اثنين.
فأنا لن أجيبك هذه المرة، والسبب هو أنني حريص على أن لا "أثرثر" على الفاضي.
وأنت تستعمل أسلوبين في الحوار لا أتجاوب أنا معهما..

1- أسلوب الاتكاء على الأريكة ، وقد اقتبست هذا المصطلح من الحديث النبوي الذي نصه :

Array
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا هَلْ عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلَالًا اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
[/quote]

وهذا يعني، دع غيرك يقوم بكل التعب ، اكتب أنت عبارة واحدة قصيرة أو مستفزة ، ودعه يذهب ويأتي لك بالإثباتات، وأرح أنت نفسك من كل عملية البحث.
وفي النهاية، بعد أن يتعب خصمك (لأن الحوار بالنسبة لك هو خصومة وليس تعاوناً لتشييد بناء فكري أو طرح أسئلة تشحذ التفكير كما أراه أنا) فحقر من شخصه بشكل مبطن ، واستتفه من مجهوده، واعمل نفسك غير فاهم لما يمكن أن تحمله عباراته من إشارات مجازية إلى معان ، وسطح النص الذي كتبه قدر المستطاع ، ثم استعمل معه الأسلوب الثاني . وهو الأسلوب المكمل لهذا الأسلوب الذي تستعمله أنت في الحوار ألا وهو :

2- الاجتزاء :
وهذا المصطلح مقتبس من الآية الكريمة (ويل للمصلين) .

فعندما يأتي (عدوك في الحوار) بكل الأدلة والاقتباسات والمجهود، فبالتأكيد سيكون هناك جانب منها على صواب. تجاهله، واقتبس جزءا من عبارة واقطعها من سياقها ثم تظاهر بعدم الفهم وهاجمه منها ، وتجاهل تماما كل الكلام الآخر الذي كتبه وبذل فيه الجهد الكبير وكأنه لم يكتب ولم يكن، واعتبره والهواء سواء.
وكما لكل بناء نقطة ضعف، فلكل نص مكتوب نقطة ضعف ، المهم أن تترك ما هو قوي كأنك لم تقرأه ، وتذهب نحو اجتزاء ما يمكن "قصه" من ذلك النص لتحقيره ، ومن ثم استفزاز (عدوك الكافر) نحو الدفاع عن نفسه وهكذا,

وهكذا تكون ضربت ثلاثة غربان بحجر واحد :

الغراب الأول : ريحت نفسك من مجهود البحث ، وجعلت الآخر يفتح الكتب ويفتش النت وانت حاطط رجل على رجل وجالس على الأريكة. وفي النهاية أغظت عدو الله وجعلته يلهث كالكلب . لأن كل أعداء الله كلاب يستحقون اللهاث ، وأما المؤمن فيتكيء على الأرائك ويتمتع حتى يذهب الكلب ويأتي بالعظمة ثم يعود إليه ، فيقوم المؤمن حبيب الله بتناول العظمة ويرميها مرة اخرى حتى يذهب عدو الله الكلب ويلتقطها مرة أخرى ثم يعيدها.

الغراب الثاني: الاجتزاء يؤدي إلى التمييع ، والتمييع إذا أضيف إلى الاتكاء على الأريكة ، فهو يعني تضخم الموضوع بحيث يبدو وكأن الحوار حقيقي وكأن هناك موضوع ضخم يتم الحديث عنه، بينما الحقيقة التي تحدث هو أن هناك مؤمنا حبيبا لله يبهدل كلبا من كلاب الشيطان ، لا أكثر ولا أقل . فهو يعطي سمعة بأنك كاتب فظيع وأنت الحقيقة لم تكتب شيئا على الاطلاق، إنما فقط تقوم بالتقاط عظام ورميها.

الغراب الثالث: hell what? ، ألم ترتح وتسترخي وتضحك في البداية والنهاية ؟ ما أحلى المنتديات وما أهبل الملحدين. وما أسهل الحقيقة التي لا يعرفها سواك ، وبالتالي ما الداعي للبحث عن أي شيء ؟ لقد انتهى المشوار، وكتبت الحقيقة كلها في هذا العالم في ثلاثة كتب ، القرآن وصحيح البخاري وصحيح مسلم. انتهى الأمر، وقد قرأتها عشرات المرات، فلم أبحث بنفسي عن أي شيء؟ ها أنذا أسفه وأضحك على الآخرين لأن معي سر الوجود والبداية والنهاية الذي لا يضاهيه شيء. فأنا في النهاية راسي والفولاذ سواء ، ولست مستعدا لتغيير نفسي ولا لغة خطابي. فهذا هو أنا وهذا هو العالم، وهكذا قال الله.

إلى اللقاء يا عزيزي.
أنت من طريق وأنا من طريق، وإذا وجدت أنك كتبت شيئاً فيما بعد يمكنني أن أعلق عليه فسوف أعلق.
لأن عداد المشاركات الخاص بي، يهمني أن يبقى قليلاً قدر الإمكان.

فكلما قلت الثرثرة كبر الإنسان والعكس صحيح.
ولسنا شركاء حوار فيما بعد.

أراكم بعد حين