البروتسطانتية الإسلامية Sola Qurana هي تقريباً أكثر خط يسعى نحو الارتقاء في الإسلام.. لا أعلم مدى نجاحه... ولكن هناك فارق بين البروتسطانتية المسيحية والبروتسطانتية الإسلامية: البروتسطانتية المسيحية قامت كثورة على احتكار الكنيسة كمؤسسة لكل شيء ولكن لا كهانة في الإسلام. علام يثور القرآنيون؟! لا وجه للمقابلة بصراحة عزيزي. النص القرآني لو تم التعاطي معه بليبرالية فهناك احتمال التحضر ولكن هذا يقتضي تضحيات والعقل العربي أصلا غير مؤهل للتعاطي معها وخاصة أنه يؤمن بفكرة الكتاب المنزل تنزيل منجم ولا حرف في هذا الكتاب يمكن التبديل أو التعديل فيه. كيف تطلب من واحد يؤمن بفكرة الوحي الحرفاني أن يتعاطى بليبرالية مع النص الرباني ويستخدم النص ويطوعه لمصلحة الإنسان؟ الفكرة بحد ذاتها مرعبة في لفظها لدى غالبية المتدينين.

وللعلم مارتن لوثر لم يشأ الخروج من المؤسسة الكنسية بل أراد الإصلاح والبقاء فيها. وهم ماذا عملوا معه؟ طردوه. نفس الشيء حدث مع الجماعة اليهودية الأولى وهي تريد إصلاح المجتمع اليهودي الأول وطردوهم من المجمع وخرج بالتالي شيء إسمه "المسيحية". القرآنيون حركة تزدهر كما أرى ولم أقابل واحد منهم لم أحبه ولكن في اعتقادي أن خطهم يخاطب جماعة نخبوية وتتعرض للاضطهاد من حين لآخر ولن تنال استحسان المجموع العام من الناس.

ثمة نقطة أخرى: بسبب البروتسطانتية/ الطائفة الإنجيلية تشعبت التفاسير وصار كل واحد يؤسس طائفة كما يحلو له وحول التفسير الواحد تتأسس طائفة وطوائف عوضاً عن الرضى بـ "وحدة الكنيسة". هل ترضى لـ "أمة" الإسلام أن تواجه المصير نفسه وتتفكك وتصبح شيعاً متضعضعة أكثر مما نالها مما نراه من تضعضع هو حال بها؟ مجد أمة الإسلام في كونها "أمة" لن تبقى "أمة" في بعد, حتى لو ارتضينا التنظير بإمكانية حدوث ذلك.

تحياتي لك عزيزي Jugurtha.. على فكرة اليوم قابلت أسرة مسلمة من السنغال في الـ mall وشتان بين إسلام هؤلاء وإسلام العربان: لم أشعر أن هناك فارق بالمرة بيننا عقائدي ولا فكري ولا أي شيء. نحن أفارقة قبل كل شيء: هي سنغالية أفريقية وأنا مصري إفريقي: إفريقيتنا كانت القاسم المشترك لا الدين. الشخصية العربية بخلاف ذلك.