Array
أما ما قصدته باسنت بأن الاسلام عندما لا يعارض التغيير يصبح لا يصلح لكل زمان ومكان فهو أن في حال كانت هناك مسألة وجدنا أنها لا تصلح لعصرنا وكان الاسلام عندها مضطرا للتخلي عنها فذلك يعني أن الاسلام قبل بالتغيير لكن ذلك في نفس الوقت يعني أنه لم يكن يصلح لكل زمان ومكان. يعني إن كان حقا يصلح لكل زمان ومكان فلماذا يتغير؟ أليست أحكامه صالحة وثابتة ومن عند الله؟ أليس في تغيرها دليل على أنها لم تعد تصلح في جزء منها في مكان ما أو زمان ما؟
[/quote]

انت وبسنت مخطئين .........

النص الدينى لا يتغير , والاسلام لا يقبل بتغيير الايات القرانيه, لكن ما يتغير هو الحكم الفقهى اللذى يتم استنباطه من الايات القرانيه والحديث النبوى , ومن لايفهم الاسلام لا يفهم ان القران فى مواضع كثيره وضع اكثر من حل , والرسول صلى الله عليه وسلم كان يمارس هذا ويمارس ذاك فى معظم الاشياء للتيسير ع الناس , فتاره على سبيل المثال يجهر بالبسمله , وتاره يسرها ( بسبب ذلك هناك هجوم مسيحى على اذا كانت البسمله من القران ام لا :lol:) وتاره يصلى وهو يرتدى الخف ( على ان يكون طاهرا من اى نجاسه) ومره يصلى وهو حافى القدمين , وقس على ذلك كل الامور اللتى لا تتعارض مع حدود الله .

على سبيل المثال : ايه الجزيه فى سوره التوبه 29 , هى امر الهى بقتال من لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر حتى يعطوا الجزيه, فهل المسلمين ياخذون الجزيه اليوم من احد؟؟
هل هذا مخالف للاسلام والقران؟؟
من خلال ما فعله الرسول , ومن خلال افعال الصحابه من بعده ثبت ان تلك الجزيه لابد ان تكون فى مقابل خدمه امنيه تؤديها الدوله الاسلاميه لدافع الجزيه , وعليه فعندما شارك هؤلاء فى الدفاع عن انفسهم واوطانهم فلم يكن للجزيه داعى.

ثم يحدثنا فى نص اخر من سوره الممتحنه فى الايات 8و9 عن انه سبحانه لا ينهانا عن معامله اصحاب الملل الاخرى وان نبرهم , يعنى نزورهم ويزورونا , وان نقسط اليهم , يعنى نعدل بيننا وبينهم , وفى الحاله دى ربنا يحبنا ( ان الله يحب المقسطين) راجع الايات .

اذا فالقران منذ نزوله وبه كل الايات الصالحه لكل مكان , وكل زمان , ففى زمانهم ومكانهم كان قتال المشركين اللذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر حتى دفع الجزيه , وفى زماننا ومكاننا فلا ينهانا الله عن معاملتهم والبر والقسط اليهم .

المغفلين يرون ان هذا تناقض فى القران , ولا يعلمون ان تلك لعصر والاخرى لعصر , رغم انه يمكن استخدام ايه لا يلتفت اليها احد لانه لا يفهما لانها لا تناسب عصره , الا انه يفاجا بها فتلجمه , وكمثال ذلك ...

السيده صفيه كانت تزور اهلها من اليهود بعد وفاه النبى , فوشت بها جاريتها عند عمر ابن الخطاب امير المؤمنين ان صفيه تصل اليهود , فاستدعاها وسالها هل هى فعلت ذلك ؟؟ فقالت نعم , كنت اصل اهلى , والنبى اوصى بصله الرحم , وتلت عليه الايات ( لا ينهاكم الله عن اللذين لم يقاتلوكم فى الدين ....... الى اخر الايات ) فتفهم عمر الموقف .

فتلك الايه ورغم انها فى القران الا انها لم يكن شائعا العمل بها , ويمكن لم يتم العمل بها الا فى هذا الموقف , لان زمانهم كان كله فتوحات وحروب , فعنما سمعها الخليفه عمر وكانه يسمعها لاول مره, تماما كما سمع (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) يوم وفاه الرسول فسقط مغشيا عليه وقال : وكانى اسمعها لاول مره.

والامام على كرم الله وجهه باب مدينه العلم قال (لا تربوا أولادكم لزمانكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم ) فهو يعلم ان الزمن يتطور , وان التربيه لابد ان تتطور مع تطور الزمن , وبالطبع هو يقصد التربيه الاسلاميه وليست الالحاديه .

خلاصه القول ان الاسلام نفسه لا يتغير , ولكن تغيير الاحكام هو نابع من القران نفسه , ففيه ما يناسب كل عصر وكل مكان , الا الاقتراب من حدود الله , فتلك لكل عصر وكل مكان .