بقلم : عـمـاد غـنيـم
الأداء الهزيل
لو كان مانشر صحيحا‏,‏ فلم يكن ينقص محسن السكري سوي أن يترك بطاقته فوق جثة القتيلة قبل أن يغادر شقتها بدبي‏,‏ فقد ترك بالفعل قميصه والسكين المستخدمة في القتل وبقعة من دمه بالإضافة إلي صوره بالفيديو في البرج الذي تسكن فيه سوزان تميم والفندق الذي نزل هو فيه‏,‏ بل وترك رقم الفيزا الخاصة به بعد أن اصر علي دفع قيمة مشترواته ومن بينها السكينة التي يعتزم القتل بها كريدت وفي النهاية ترك المليوني دولار الأجرة في فرن البوتاجاز قبل أن يرشد عنها طواعية‏..‏

علي الجانب الآخر جاءت المعاملات المالية بين المتهم بالقتل والمتهم بالتحريض تتسم بشفافية عالية وغير معتادة في جرائم من هذا النوع فما الحكاية؟

منذ أن كانت الجريمة شائعة إلي أن أعلن قرار النيابة وإلي الآن فإن المصريين منشغلون بتفاصيلها ووقائعها وعبراتها ودروسها وقد سمعنا كل شيء بل وسمعنا كل المتناقضات وفي انتظار أن يحسم القضاء العادل كل هذا الجدل واللغط الذي صاحب أغرب جريمة قتل من نوعها بأطرافها وبملابساتها وبجغرافيتها‏.‏ وبدوافعها‏,‏ الدوافع من اختصاص القضاء‏,‏ أما مايعنينا هنا فهو الأداء‏,‏

وقد جاء علي هذا النحو الباهت والمتهافت وقليل الحيلة إلي درجة تدعو للرثاء بجوار القرف‏.‏ والمفترض أن المتهم بالقتل محترف فهو ضابط سابق وحاصل علي دورات في أوروبا ثم هو عمل في العراق ـ أكثر البقع سخونة في الشرق الأوسط ـ ثم هو يتكسب من الأمن والحراسة فكيف يرتكب هذه الحماقات الساذجة إلي حد البلاهة وهو يقترف جريمة قتل اقليمية مدفوعة الأجر‏..‏

أما المحرض ومهما كان رأيك فهو رجل أعمال شاطر فكيف له أن يجري هذه المحادثات التليفونية المتعددة والمكشوفة مع القاتل المأجور يستعجله وكأنه يطلب ديلفري‏,‏ وكيف يدفع له بحوالات بنكية ظاهرة وكأنه يتبرع لبناء جامع ثم كيف يأمر مكتبه بتجهيز تأشيرات الدخول للقاتل المأجور وكأنه في مهمة عمل تخص الشركة وليس في رحلة قتل بالأجرة؟‏!‏