صباح النور يا فارس

أنا أعتقد بأنك أخطأت مرة أخرى يا فارس. في موضوعك عن رمضان ومعاناتك من الحر ، استجلبت على نفسك أحكاماً "قيمية" دون داع بحشرك لطبيعة مهنتك دون استدعاء الموضوع لذلك، والآن تستجلب على نفسك أيضاً احتمال حدوث أذى لك بسبب اعتقادك النابع عن اطلاع غير كاف بأن عدم وجود الله يعني عدم وجود القدرة الباراسيكولوجية للإنسان والحيوان.

لا يعني أن لا تؤمن بوجود إله أن تنكر أي قوة "طاقية" تبعاً لذلك.

كولن ولسون كمثال: ملحد وجودي وله مؤلف كبير اسمه "الإنسان وقواه الخفية" و "موسوعة الألغاز المستعصية".
أنا نفسي لدي قدرة ما، لا أجد لها تفسيراً ، وحدثت معي عدة حوادث خاصة بتلك القدرة دون إرادتي.
فعندما أرتبط بشخص عاطفياً وأحبه جداً ، أحيانا تأتي لحظات "أرى" فيها شيئاً يخص ذلك الشخص، وتكون حقيقية. قد أكون معه وقتها على الهاتف وأخبره أنه الآن يفعل "كذا" أو يرتدي "كذا" ولونه "كذا" ويكون صحيحاً تماماً ، هذا في أخف الأحوال. وفي أقصاها وصل الأمر بي إلى رؤية حوادث خطيرة حصلت لأشخاص قريبين جداً مني في اللحظة التي حدثت فيها وكان الأمر للأسف حقيقياً، ولا أملك له أي تفسير.

لو وضعت في مكانك لما وافقت على العرض، فلا ربط بين وجود الله وتدخله في الكون، وبين القوة الباراسيكولوجية أو الطاقة.
وإلا لما آمن الكثير من الملحدين بهذه القوى مثل البوذيين ، فالقصة مثلاً تحكي عن بوذا أنه استطاع ترويض فيل هائج هجم عليه وأوقفه تماماً بقوة الحب التي أرسلها له وهو في طريقه إليه ليقتله. وغير البوذيين من شتى المذاهب والتيارات الفكرية أيضاً منهم من يقوم بدراسات حول تلك القوى الباراسيكولوجية، كان يجب أن تطلع قبل أن توافق على عرض كهذا قبل أن تربط بينه وبين الله برعونة.

لا أستطيع القول أن ضرراً قد يصيبك ولا أستطيع أن أقول أنك لن تصاب بضرر جراء موافقتك على العرض.
ولست دارساً للباراسيكولوجي والقوى المتعلقة بالطاقة. ولكنني فقط خبرت منها ما يجعلني آخذها على محمل الجد وليس باستخفاف.

على أية حال في كلتا الحالتين ، سواء أصبت بضرر مما قد يفعله لك (الصديق؟!) الذي عرض الأمر أم لا، فهذا لا يشير بأي حال إلى وجود إله من عدمه، ولا يعني أن ذلك الإله في حالة وجوده يتدخل في أحداث معينة. ولكنه سوف يشير إلى أن هناك طاقة سيئة روحية تم إرسالها لك بسبب قرارك الأرعن. هذا كل شيء.

أراكم بعد حين