مولانا جلال الدين الرومي .. شاعر الحب الصوفي الأكبر ..
http://www.islamic-council.com/mafaheemux/17/4.asp
الطريقة المولوية
المولوية طريقة صوفية تنسب إلى مؤسسها مولانا جلال الدين الرومى. مركزها مدينة "قونية" بتركيا.
مؤسسها هو محمد جلال الدين بن حسين بهاء الدين البلخى القونوى ، المولود فى بلخ (من أعمال خراسان) عام 604 هـ- 1207م. الذى ينتهى نسبه إلى أبى بكر الصديق t واشتهر والده بلقب سلطان العلماء، عاش مولانا جلال الدين عهد اضطرابات وحروب من فتنة جنكيزخان حتى الحروب الصليبية، وما صاحب ذلك من مظاهر القتل والتخريب ومن جانب آخر ظهرت عدة فرق ومذاهب مختلفة مثل المعتزلة، والمشبهة، والمرجئة والخوارج فرأى مولانا ضرورة ظهور دعوة تهدف إلى الحفاظ على الإسلام فى النفوس، وحث المسلمين على التماسك والحفاظ على وحدتهم، ومن هنا ظهرت الطريقة المولوية، خاصة وأن مولانا كان قد تتلمذ على يد العارف العالم "شمس الدين التبريزى" الذى حول مسار مولإنا جلال من علم القال إلى علم الحال والخلوة والذكر. قام شالدين تبريزى بتدريب مولانا جلال على أصول التوحيد الصومس فى مع الاحتفاظ بالثقافة الشرعية.
اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائرى لمدة ساعات طويلة يدور الراقصون حول مركز الدائرة التى يقف فيها الشيخ، ويندمجون فى مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحى فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون فى وجد كامل يبعدهم عن العالم المادى ويأخذهم إلى الوجود الإلهى كما يرون.
اشتهر في الطريقة المولوية بالنغم الموسيقى عن طريق الناى، وكان مولانا يرى فيه وسيلة للجذب الإلهى، و يعتبره أكثر الآلآت الموسيقية ارتباطا بعازفه، ويشبه أنينه بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله السماوى فى عالم الأزل.
كان آخر ملهم لمولانا جلال مؤسس المولوية مريده وتلميذه "حسام الدين حلبى ، الذى أحبه مولانا كثيرا ووصفه بأنه مفتاح خزائن الفرس، "وبايزيد الوقت، وجنيد الزمان " ووصفه أنه نوره (أى نور مولانا)، وبصره ، وسنده، ومعتمده.
اشتهرت المولوية بكتاب المثنوى الذى ألفه مولانا، بناء على طلب مريده حسام الدين. وكان أشهر كتبه على الإطلاق، واشتهرت الطريقة المولوية بتسامحها الواضح مع أهل الذمة ومع غير المسلمين أيا كان معتقدهم وعرقهم كما يقول: عرق كنت كرديا أو روميا أو تركيا لابد أن تتعلم لغة من لغة لهم. وقوله "إن كنت مؤمنا أو كافرا.. بوذيا أو مجوسيا.. فتعالى أكينا"
وعندما توفى مولانا فى ديسمبر عام 1273م شيعه مريدوه فى الطريقة من كل جنس وملة ودين، وكان الحاخامات يقرؤون التوراة والمسيحيون يقرؤون الإنجيل جنباً إلى جنب مع المسلمين. دفن مولانا- جلال فى مسجده المسمى بالقبة الخضراء فى قونية بجوار والده بهاء الدين.
ويعد كتاب المثنوى أشهر أعمال مولانا جلال الدين مؤسس المولوية، وهو كتاب شعرى يضم 26 ألف بيت شعر مزدوج ويشتمل على 275 قصة وكلها مستقاة من القرآن الكريم وقصص الأنبياء وبعض قصص ألف ليلة وليلة وبعض نوادر جحا وطبعت فى ستة أجزاء.
يصف مولانا جلال كتابه المثتوى بأنه إلهام ربانى، وفتح روحانى من معانى الكتاب والسنة. كتب المثتوى بالفارسية وترجم إلى عدة لغات منها العربية والتركية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وظهر فى المولوية مدى تأثر مولانا جلال الدين مؤسس المولوية بالعديد من كبار المتصوفين أمثال الغزالى، محيى الدين بن عربى، شهاب الدين السهروردى ، وفريد الدين العطار، ويحيى بن معاذ، وأبى يزيد البسطامى، والحلاج، والشبلى وإبراهيم بن أدهم وغيرهم.
أثر مولانا جلال الدين أيضا فى علماء كثيرين، مثل كمال الدين الخوارزمى وإسماعيل الأنقروى ، وعبد العلى محمد بن نظام، وعبدالعزيز آل جواهر، والشاعر إقبال، وغيرهم. كما أثر فى العديد من المستشرقين أمثال جورج روزن الألمانى، وسير جيمس رد هاوس الإنجليزى، ورينولد نيكلسون الإنجليزى أيضا.
من أشهر العلماء المعاصرين لجلال الدين العالم أوحد الدين الكرمانى، وبهاء الدين زكريا، نجم الدين الرازى، ومحيى الدين بن عربى، وصدر الدين القونوى، وأبو الحسن الشاذلى، وعزيز الدين النسفى.
لقيت المولوية عناية فائقة من علماء المسلمين والمستشرقين، وذلك لجمع مؤسسها بين الصوفية والشريعة متمشيا مع القرآن والسنة.
خلف مولانا جلال فى الطريقة حسام الدين حلبى الذى نصبه رسميا قبل وفاته بإحدى عشرة سنة.
اتخذت الطريقة الشكل المتماسك بفضل الحلقات التى كان يقيمها مولانا لمريديه وتلاميذه. ومن خلال الطريقة كان مولانا يهاجم الآراء الفلسفية المتناقضة مع الإسلام وكانت استدلالاته جميعها مستقاة من القرآن والسنة.
لاتزال الطريقة المولوية مستمرة حتى يومنا هذا فى مركزها الرئيسى فى قونية. ويوجد
لها مراكز أخرى فى إستانبول، وغاليبولى، وحلب، ورغم منع الحكومة التركية كل مظاهر التصوف إلا أن الجهات الرسمية فى تركيا تستخدم مراسم المولوية كجزء من الفولكلور التركى. ويحضر جلسات ذكر المولوية كل من يريد من كل الأجناس ومع كل الأديان ويلقى الجميع تسامحا ملحوظا من المولويين. اه.
مولانا جلال الدين الرومي شاعر غير عادي وانما شعره عبارة عن رموز رومانسية جميلة وأحيانا تكون علي ألسنة الحيوانات جمع فيها خلاصات تجارب الحكماء والالصوقية . وديوانه مطبوع بالمجلس الأعلي للثقافة بمصر وهو مترجم طبع
ا .
أول معرفتي به كانت عن طريق ترجمة العلامة ابو الحسن الندوي عنه ، و لفت نظري الي رقة مشاعره وعاطفته المفعمة بالحب .. والتصوف كله قائم علي الحب والسلام ، والتصوف باختصار عبارة عن تخليص النفس من أمراضها الخبيثة ( تزكيتها ) أي تنميتها وتكبيرها ، وكل شيخ من أعلام التصوف له ( مشرب ) خاص به ينبثق من طبيعة هذا الشيخ وما يختص به من صفات ومميزات وبحسب ماكان يحبه وتميل إليه نفسه ، فإذا أذن الله له في الباطن بالدعوة وإزشاد الخلق : قام بوضع المنهج التربوي الذي يجذب إليه تلقائيا كل من هو من جنسه وإلفه وشبهه ، هذا المنهج يسمي في اصطلاح الصوفية ( طريقة ) ..
والتصوف بهذا المعني لا يختلف فيه اثنان إلا ماكان من السلفيين وبالطبع فإن الفكر السلفي لا يقر هذا لأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يفعله بزعمهم ، وكل مالم يفهمه هؤلاء من عبارات عميقة المعني لها تأويل متعارف عليه بين أهل التخصص وصفوه بالكفر والمروق ..
وكان مشرب مولانا جلال الدين هو مشرب الفن .. وللأسف فإن هؤلاء يحرمون معظم صور الفن ولذلك أنكروا ونفروا وحذروا كعادتهم ..
ومن طليعة من ثار علي الطريقة المولوية من المعاصرين الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله وغفر له ..
وكانت أول حادثة قام بها علناً منكراً سلوك الطرق الصوفيـة .. ذات يوم وبعد صلاة الجمعة أقام أهل إحدى الطرق الصوفية ما يسميه رشيد "مقابلة المولوية" ويقول رشيد في ذلك: "حتى إذا ما آن وقت المقابلة تراءى أما دراويش المولوية قد اجتمعوا في مجلسهم تجاه إيوان بالنظارة ، وفي صدره شيخهم الرسمي ، وإذا بغلمان منهم مرد حسان الوجوه يلبسون غلائل بيض ناصعة كجلابيب العرائس ، يرقصون بها على نغمات الناي المشجية ، يدورون دوراناً فنياً سريعاً تنفرج به غلائلهم فتكوّن دوائر متقاربة ، على أبعاد متناسبة لا يبغي بعضها على بعض ، ويمدون سواعدهم ، ويميلون أعناقهم ، ويمرون واحداً بعد آخر أمام شيخهم فيركعون"
أزعج هذا المنظر رشيد رضا وآلمه أن تصل حالة المسلمين إلى هذا المستوى من البدع والخرافات والتلاعب في عقائد الناس وعقولهم. وكان الذي آلمه كثيراً هو أن هؤلاء بألاعيبهم البدعية قد اعتبروا أنفسهم في عبادة يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى ؛ بل يعتبرون سماع ومشاهدة ذلك عبادة مشروعة ولهذا لم يترك رشيد هذه الحادثة تمر دون أن يقوم بواجبه الإصلاحي الذي استقاه من قراءته دراسة بمدرسته السلفية التي يدرسها من خلال مجلاتها وكتبها .. فقام حيث قال: "قلتُ: ما هذا؟! قيل: هذا ذكر طريقة مولانا جلال الدين الرومي صاحب المثنوي الشريف ، لم أملك نفسي أن وقفت في بهوة النظارة وصحت بأعلى صوتي بما معناه أيها الناس والمسلمون إن هذا منكر لا يجوز النظر إليه ولا السكوت عنه لأنه إقرار له وإنه يصدق عليه مقترفيه قوله تعالى: {اتخذوا دينهم هزواً ولعباً} اه .
مع أن هذه الحفلات ليست عبادة بالضرورة وانما هي نوع من العوامل المساعدة علي انفراج أسارير النفس وانطلاقها من قيودها بما أحل الله وليس هم في حانة خمر أو ماخور !ولكن هذا لايفهمه إلا مرهف الحس له استعدادات خاصة . وأما جلمود الصخر فأني له أن يفهم أو يعقل أو يحس ويتذوق !