الأخ A7mad
تحية طيبة .
أن تحسبني قضيت عمري كله في دراسة الأصولية ، هو وسام أعلقه على صدري ، فبهجت مهندس كيميائي بحكم المهنة ، و لم يكن لي أي اهتمام بالدين أو تقسيماته حتى سنوات ليست بعيدة ، على عكس المتوقع فقد ارتبطت بحكم المهنة و المناخ السياسي بالقضية الفلسطينية و كل ما يحيط بها ، و لم أعرف الإنترنت سوى مع الإنتفاضة الثانية ، و لأني في ذلك الوقت كنت خارج مصر ، فقد حسبت أنه يمكنني خدمة القضية خلال الشبكة ، وهذا ما ظهر لي بعد ذلك نوعا من الرومانسية المتأخرة (مثل المراهقة المتاخرة ) ، فالشبكة ربما تصلح كأداة لتبادل الأفكار ،و لكنها لا تصلح كأداة سياسية بديلا عن العمل الحقيقي ، بدأت أهتم بالأصولية منذ نهاية السبعينات كجزء من اهتمامي بالشأن العام كمصري ، و لكني لم أتعمق في دراسة الأصولية و محاولة فهمها ، سوى بعد اغتيال الإسلاميين للبطل فرج فوده ، خلال تلك الفترة و تدريجيا ترسخ يقيني أن الأصولية هي مرض مصر العضال و مقتلها أيضا .
أما عن القضية المطروحة أريد ان أركز رأيي في شكل نقاط .
1- لست من الباحثين عن مؤامرة خلف نتائج التحقيقات عن حوادث 11 سبتمبر ، و أثق أن الرواية التي ذكرت عن تلك الحوادث ، هي رواية صادقة بشكل كبير للغاية ،و ما يوجد من تفاصيل مازالت مجهولة ، لا تؤثر على صحة الرواية و تماسكها ، فالمتهم معترف و الضحية مقتنع ، فبم التعلل ؟ .
2- يشمل ذلك كل الشخصيات التي قامت بالعملية ، أو الجهات التي خططت و مولت و أمرت بالتنفيذ .
3- أتفق معك أيضا حول غموض شخصية زياد الجراح و تناقضاته ، و لكن كثير من هذه الشخصيات المضطربة و المتطرفة تنتقل بشكل مدهش بين مواقف متناقضة ، و شخصيا أعرف نموذجا من هذه الشخصية ، فكانت حياته بوهيمية إلى اقصى حد ، ثم فوجئت به بعد ربما أشهر قليلة ، قد اطلق لحيته و ارتدى جلباب قصيرا ، و انضم لجماعة متطرفة حتى قبض عليه .
4- لماذا حتى نتعحب و نبحث عن تفسير ، و لدينا نموذج آخر شهير هو أبو حمزة المصري ، فهذا الإرهابي العتيد ، كان زير نساء و يعمل حارسا لملهى ليلي في لندن ، حتى هداه الله و أصبح قاتلا .