ماهو الفرق بين العلم والمعرفة ؟

العلم : هو تراكم معلومات وتكدسها فوق بعض دون وجود رابط بينها بالضرورة يقوم بالتنسيق بينها واستخراج النتائج المنبثقة عن ذلك ( حلوة المنبثقة دي ) ..

وأما المعرفة : فهي عملية الربط والتلقيح بين المعلومات للوصول إلي الفهم..

ولذلك يخطيء من يقول أننا نعيش اليوم ( ثورة معرفية ) وانما الصحيح انها ثورة المعلومات .. او قد تكون ثورة معرفية في جانب دون آخر وليس مثل ثورة المعلومات التي جعلتنا نتجرع أخبار غصص وآلام الدنيا كله رغم أنوفناعبر نشرة أخبار واحدة..

هذه المعرفة اذن هي عملية أقرب إلي الفهم والتحليل منها إلي التخزين والمعلوماتي ..

وانا من خلال معرفتي بدلالات المصطلحات القرآنية استطيع أن أقول أن المعرفة يقابها في المصطلح القرآني ( الحكمة ) .. فالمعرفة هي الحكمة كما يراها القرآن ..

والحكمة عرفها الإسلام بأنها ( وضع الشيء في موضعه ) ..

والحكمة في النظرة القرآنية مقرونة بالخير والنفع العميم الذي يعود علي صاحبها ، يقول الله تعالي ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) ..

مالسبب ؟

السبب أن الانسان يستفيد من علمه استفادة قصوي لو كان حكيما .. فلو علم أن هلاكه في شيء تستلذه نفسه لم يتردد في تركه ولو رأي الناس تتهافت عليه وتلهث خلفه ، فمعظم الناس ليسوا بحكماء إلا بالقدر الذي يسمح لهم باستمرا البقاء وحفظ وجودهم فقط في هذه الحياة ..

وبدون الحكمة أو المعرفة لا يصل الانسان الي حقيقة من حقائق الكون علي ماهي عليه

وليست الحكمة مجرة حسابات عقلية مجردة وانما لابد لتحققها من توفر عنصر ( الصدق والإنصاف ) مع النفس ..

فمثلا : فيما يختص بالباراسيكولوجي ..

حينما تريد أن تتعمق في هذا العلم الجديد وتِحصل أكبر قدر من المعلومات منه ثم تقف عند ذلك فإنك ستقف أمام مجموعة من الظواهر الغريبة والأمور العجيبة مكتوف الأيدي .. عاجز عن تفسيرها، وذلك لأنك صاحب ( معلومات ) .. ليس عندك استنتاجات مثل : اذا كان هذا هكذا اذن من باب أولي يكون كذا .. أكيد أن الأمر إذن ليس كما هو متعارف عليه ..

وأما من يقف عند هذه الظواهر ويناقشها في ضوء النظريات العلمية السابقة ثم يجد أنه لا علاقة بينها وبين القوانين الكونية المتعارف عليها بين البشرفإنه يبدأ في تعديل نظرته الرتيبه للعلم التجريبي .. وهذا هو صاحب ( الحكمة ) .. وهذا النوع من العلماء هو الذي يعلن ايمانه حينما تتبين له دلائل القدرة ، وهو الذي مدحه القرآن في نفس الوقت الذي ذم فيه من يردون ( آيات ) الكون المنظمة.. الهندسية.. المتقنة.. البارعة الجمال والإتقان ... ثم لا ينتفعون بها

( وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ) يعني : كم من آية كونية دالة علي علم شامل وقدرة خارقة لا ينتفعون بها ويردونها معرضون عنها .