{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 13 صوت - 4.08 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الإلحاد الروحي
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #19
الإلحاد الروحي
لماذا أرفض وجود كائن خارجي خالق للكون - 5

[صورة: aquahbwdevilangelsilwj6.gif]

What is the Matrix? -2

نتج عما سبق الحديث عنه نشوء الثنائية التعسفية التي نتجت عن النموذج الديكارتي، والتي اتبعها نيوتن، وأدت إلى فصل الروح عن الجسد، وإعلاء الروح فوق العالم، وتحويل العالم إلى ماكينة تعمل بذاتها لا نقصان فيها ولا زيادة ولا خلل، فهي كاملة منذ يوم خلقها الله.
وسيطر هذا النموذج الفيزيائي النيوتوني على فكر العالم لقرون طويلة من الزمن، وهو موضوع الكتاب الكبير الذي تحدث عنه عالم الفيزياء "فريتجوف كابرا" Fritjof Capra والذي كان لكتابه كبير الأثر فيّ ، وسوف أعود له لاحقاً بالتأكيد، حيث عرض قضية الثنائية الديكارتية النيوتونية، وكيف أثرت على جميع المجالات العلمية والفكرية في العالم، وأدت إلى نتائج كارثية بحق البشرية، حتى بدأ العالم يتنبه أخيراً إلى خطورة هذا الفصل، وضعف النظريات التي أسست له.

وقد بدأ اتضاح هذا القصور عندما اهتم العلماء في القرن التاسع عشر نحو دراسة الظاهرة المغناطيسية والشحنة الكهربية، حيث لاحظ مايكل فاراداي مايكل فاراداي و جيمس كليرك ماكسويل James Clerk Maxwell أن فيزياء نيوتن لا يمكنها أن تشرح الظاهرة الإلكترومغناطيسية بشكل صحيح وكاف لتفسير حدوثها. ومع ذلك، لم يحاول العالمان كسر أو مواجهة النموذج النيوتوني القائل بأن العالم يتكون من وحدات صغيرة صلبة مادية غير قابلة للإنقسام هي عماد الآلة التي صنعها الله ثم تركها تعمل وحدها. وتعامل العالمان مع المغناطيسية والكهربية على أنهما مجرد "أثير" أو "مجال" غير جسمي لا علاقة له بالأجسام التي قال عنها نيوتن.

وبقي الحال هكذا حتى جاء أينشتاين الذي فاجأ العالم بأنه لا يوجد ما يسمى بالـ "أثير". وكما يقول فريتجوف كابرا في كتابه :

Array
He declared that no ether existed, and that the electromagnetic fields were physical entities in their own right which could travel through empty space and could not be explained mechanichally
[/quote]

وكانت الثورة التي أحدثها أينشتاين هي بداية النهاية لفصل الروح عن الجسد، حيث كان القانون الذي وضعه E = mc ^2 والقائل بأن الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في ثابت هو مربع سرعة الضوء، يعني أن هناك تحولاً يتم بين المادة واللامادة، وأنهما في الحقيقة واحد لا ينفصلان عن بعضهما، مما أدى إلى جهود حميمة من العلماء لاكتشاف كيفية هذا التحول من الروح إلى الجسد والعكس داخل الزمان والمكان، والذي تسبب في صناعة ما يسمى "بالمعجلات" التي يتم تمرير الجسيمات من خلالها. والذي أدى إلى نشأة التجربة الحديثة التي يتحدث عنها موضوع الزميل thunder75 هنا :
http://www.nadyelfikr.net/index.php?showtopic=55802

بدأت فكرة "المعجلات" Particle Accelerator من تجربة بسيطة للغاية وبدائية جداً قام بها عالم اسمه "إرنست رذرفورد" Ernest Rutherford باستخدام أنبوب زجاجي مفرغ من الهواء أوصله بأقطاب سالبة وموجبة كالتي في البطارية وابتكر مع عالم آخر يدعى "هانز جايجر" Hans Geiger عداداً سمي باسم "عداد جايجر" يهدف إلى الكشف عن النشاط الإشعاعي، وكان الغرض من الأنبوب هو إثبات تحول المادة إلى طاقة عن طريق إحداث تصادم ذري عن طريق تمرير التيار الكهربي بين قطبي الأنبوب المفرغ، مما يؤدي كما يقول العالم "ديفيد فيلكن" في كتابه "كون ستيفن هوكنج" والذي تحدثت عنه في موضوع آخر في ساحة قرأت لك منذ عامين :
Array
ستكتسب الإلكترونات عجلة تجعلها تصطدم بقوة كافية مع الهدف عند وصولها للطرف الموجب للأنبوب ، والفكرة ببساطة أن الإلكترونات المعجلة ستشطر بعض الذرات من مادة الهدف - الذي يكون عادة قرصا بسيطاً من المعدن - عند اصطدامها به.
أصبحت النتائج واضحة، فالذرات تحوي طاقة تنطلق عند تحطيمها.
[/quote]

وتطورت تلك التجارب حتى وصلت إلى مرحلة يشرحها ديفيد فيلكن في نفس الكتاب :
Array
كانت الرسالة مذهلة بالنسبة لعلم الكونيات، فقد أوضحت تجارب المعجلات أن الطاقة المحضة فقط هي التي يمكن أن توجد عند درجات الحرارة المهولة التي تقترب من تلك التي بدأ بها الإنفجار العظيم، ومع انخفاضها بدأت الجسيمات والجسيمات المضادة في الظهور، وكانت تلك هي "الوصفة" لتخليق المادة والمادة المضادة، والتي تتفق - تماماً - مع كل الأدلة المعروفة عن وقوع الإنفجار العظيم.
[/quote]

ترافق تقدم الفيزياء وعودته إلى وحدة الروح والمادة مرة أخرى مع تقدم العلوم الأخرى التي تأثرت به بشكل مباشر، وكان من بينها علم النفس، الذي كان يتبع أيضاً النموذج النيوتوني الفاصل بين الروح والجسد، وكان فرويد يمثل ذلك النموذج ، حيث اتبع منهجاً في التحليل يفصل تماماً بين المرض العضوي والمرض العقلي، واعتمدت طريقته على الإنفصال التام عن المريض جسدياً ، والإستماع له والاختفاء عنه حيث يجلس المحلل النفسي خلف المريض الذي يستلقي فوق الأريكة ويغمض عينيه محاولاً الابتعاد عن عالم المادة ، واعتماد "التجريد" قدر الإمكان، وبلغ البعض من تلاميذ فرويد حداً متطرفاً إلى درجة تحريم أي تلامس جسدي بين المعالج والمريض حتى أن بعضهم كان يرفض مجرد مصافحة مرضاه باليد.

لم يفلح ذلك النموذج في الإستمرار، وكان الذين انشقوا عنه هم تلاميذ فرويد أنفسهم ومنهم "ويلهلم رايخ" Wilhelm Reich الذي اكتشف علاقة وثيقة بين التغير العاطفي لدى الفرد وبين ما يحصل في جسمه من تغير في النشاط العضلي وهو ما سماه رايخ بـ "الدرع الجسدي" Body armoring .

إلا أن أهم من انشق عن فرويد كان تلميذه الأكثر نجابة وتأثيراً في علم النفس الحديث ، وهو السويسري "كارل جوستاف يونج" Carl Jung والذي اعترض على النموذج الثنائي الفرويدي ، وأسس لأول مرة لعلم نفس لا يفصل الجسد عن الروح ولا الروح عن الجسد، فكلاهما يؤثر على بعضهما البعض، والمهم جداً في الأمر، هو أن يونج تأثر بشكل مباشر بما توصلت إليه الفيزياء الحديثة من اكتشاف الوحدة بين المادة والطاقة. ويتضح هذا من كلامه بشكل مباشر ، والذي يمكن أن أقتبس من كتابه (Aions ) التالي:

Array
Sooner or later, nuclear physics and the psychology of the unconscious will draw closer together as both of them, independently of one another and from opposite directions, push forward into transcendental territory...Psyche cannot be totally different from matter, for how otherwise could it move matter? And matter cannot be alien to psyche, for how else could matter produce psyche? Psyche and matter exist in the same world, and each partakes of the other, otherwise any reciprocal action would be impossible. If research could only advance far enough, therefore, we should arrive at an ultimate agreement between physical and psychological concepts. Our present attempts may be bold, but I believe they are on the right lines
[/quote]

بالتأكيد، فإن كارل يونج كان متنبئاً وسابقاً لزمانه، وقد أسس لعلم نفس حديث كان له كبير الأثر في اكتشاف وسبر أغوار الإنسان والحيوان، ونتج عن ذلك "علم النفس البيولوجي" Biological Pshychology ، والذي تفرع إلى العديد من الأفرع، من أهمها "علم النفس الفسيولوجي" Physiological Psychology والذي يهتم بدراسة تأثير الغذاء وما يتم تناوله ويدخل جسد الإنسان بشكل مباشر على الحالة النفسية للإنسان، وخاصة ، العمليات التي تتم في المخ وعملية التفكير والإدراك والوعي. ومن أهم ما تفرع عن علم النفس البيولوجي كذلك ، "علم الفسيولوجيا النفسي" Psychophysiology والذي يهتم بدراسة عكس ما يدرسه "علم النفس الفسيولوجي" ، حيث يهتم "علم الفسيولوجيا النفسي" بدراسة تأثير التفكير والحالة النفسية على تغيرات الجسد وكيف يمكن أن يغير "الفكر" في "المادة" بشكل مباشر.

وقد أدى هذا إلى نشوء آلاف المجلدات والأبحاث التي تهتم بالتداخل والوحدة بين النفس والجسد، والمخ والفكر، من تلك الكتب التي استطعت أن أطلع عليها ، كتاب "جين كاربر" Jean Carper والمعنون "المخ المعجزة" والذي تم إصداره مترجماً بالعربية عن "مكتبة جرير" وعنوانه بالإنجليزية " Your Miracle Brain " ، أجاب هذا الكتاب عن الكثير من التساؤلات التي قد يطرحها الكثيرون عن الجسد والروح.
على سبيل المثال ، في النادي طرح الزميل "الزعيم رقم صفر" سؤالاً مهماً في موضوع "الملحدون وفقدان المنطق" حيث قال:
Array
هل يمكن لعلم النفس معرفة ما يدور فى عقل شخص صامت ؟
[/quote]

من خلال قراءتي الضئيلة جداً والتي لا تتجاوز صفحتين في كتاب "المخ المعجزة" أوردت جين كاربر عدة حقائق مذهلة بخصوص الإنسان الصامت وما يفكر فيه، حيث قالت في مقدمة الكتاب :
Array
تستطيع الصور الملونة ثلاثية الأبعاد بالغة التعقيد تتبع مسار النواقل العصبية neurotransmitters وهي تحدث تأثيرها في تغيير المزاج وترسيخ الذاكرة بعيدة الأجل.
بالتصوير تمكن العلماء من رؤية مستويات الناقل العصبي المسمى "دوبامين" Dopamine وهي ترتفع في مخاخ رجال أثناء ممارستهم لألعاب الفيديو، كما تمكنوا من رصد مراكز نشاط مخي لدى مدمني الكوكايين والتي تحدد بدقة مواقع الإدمان الساخنة.

بإمكانهم أيضاً تسجيل نشاط عنيف بالجهاز الطرفي limbic system للمخ البشري أثناء التعرض لنوبة من الهلع،

وباستطاعتهم رؤية نبضات من الضوء الأحمر والأصفر عندما تتخيل بعقلك أرقاماً، أية أرقام.

بإمكانهم رسم خريطة لأنشطة المخ عند الاستماع للموسيقى، عذبة كانت أم نشازاً.

بل وصل الأمر إلى تحديدهم المركز المخي الخاص بطبقة الصوت المثلي (تحدث الشخص مع نفسه) ومستوى علوه.
لقد سجلوا تغير التركيب الدهني بأغشية الخلايا المخية وقاموا بقياس تمدير وتكاثر خلايا مخية جديدة.
[/quote]

وسط ذهولي من هذه الحقائق التي وصلت إلى درجة الإستماع إلى صوت الشخص وهو يتحدث مع نفسه داخل عقله وتحديد وقياس حتى "درجة علو" الصوت داخل المخ، تلك الحقائق التي أوردتها جين كاربر في كتابها الذي ليس غرضه مناقشة هذا الموضوع ، بل يهدف بالأساس إلى مناقشة كيفية تأثير الأغذية على مخ الإنسان ، أكملت الدكتورة جين كاربر لتقول أن النموذج القديم عن المخ باعتباره "آلة" قد تحطم وأصبح من رفات الزمن.

Array
إن الإعتقاد بكون المخ آلة هو من رفات العلم القديم. إن الأبحاث الحديثة المتعلقة بالمخ تظهره كعضو نام، دائم التغيير ، معقد الخلايا.
خرافة شائعة: لقد ولدت بمخ أملته جيناتك الوراثية بحجم وقدرات معينة، وذلك كل ما في الأمر.
حقيقة علمية جديدة : المخ عضو نام متغير، تعتمد قدراته وفعاليته بدرجة كبيرة على كيفية تغذيتك له ومعالجتك إياه.
[/quote]

وتضيف جين كاربر :

Array
حتى عهد قريب، كانت فكرة أن الطعام قد يحدث تأثيراً سريعاً فعالاً على كيمياء المخ من الأفكار الساذجة علمياً. فقد اعتقد العلماء أن المخ - وبمعزل عن باقي الأعضاء - يتمتع بحماية خاصة من التغيير العشوائي فيما يصله من مواد غذائية. واتضح بعد ذلك أن المخ يستجيب وبشكل فريد لعناصر الطعام الكيميائية.

اتضح الآن أن خلايا المخ قادرة على إنتاج زوائد ووصلات جديدة لتكون شبكات اتصال لم يكن لها وجود من قبل وبأي مرحلة عمرية. وهكذا رغم أن كل شخص قد ولد بعدد ثابت من خلايا المخ، فإن ذلك العدد الصرف لا يعبر عن حقيقة قدراته العقلية، فما يهم هو تكاثر الوصلات العصبية خلال عمر ذلك الشخص. مخاخ بأعداد أقل من الخلايا قد يكون لها نفس القدرات العقلية وربما أكثر من تلك التي تفوقها حجماً. يتوقف الأمر برمته على مدى تعقيد تلك الوصلات الخلوية. تم أيضاً دحض فكرة أن الفقد المتواصل للخلايا العصبية بأثر الشيخوخة أمر حتمي لا مفر منه.

إن تركيب النواقل العصبية والوظائف الحيوية الكيميائية للمستقبلات تتغير دوماً، وبعض ذلك التغيير يعتمد على ما تتناوله من طعام وما تؤديه من أفعال.

أتاحت المعارف الحديثة حول نشاط أنظمة النواقل العصبية ثورة من الاكتشافات المتعلقة بكيفية عمل المخ ومدى ما يمكنك إحداثه من تأثير على الفكر والسلوك باستخدام الأطعمة والمكملات الغذائية. إنها تلك المواد الكيميائية المخية ( تم التعرف على خمسين منها حتى الآن) التي تحدد هويتك بكل جزء من ألف من الثانية من حياتك.
وبانتقالها من خلية عصبية لأخرى تصنع تلك النواقل مسارات حيوية كيميائية تحمل المشاعر والأفكار خلال شبكة هائلة من الخلايا المخية. فدونها تنطفيء جذوة المخ. إنها نظام المخ الكهربائي الحيوي الكيميائي، وهي نبع الذاكرة، والذكاء، والإبداع ، والمزاج.
[/quote]

في نفس تلك الفترة، تطور علم البيولوجي باكتشاف ثوري اتضح في مفهوم "التطور".
وقد أثر هذا التطور على "التصنيف" الذي اهتم الفلاسفة بوضعه منذ العهد القديم للبشرية.
حيث كان نظام التصنيف السائد وقتها، يعتمد شكلاً هرمياً ، يتدرج من الأعلى إلى الأسفل، ومن العام إلى الخاص.

وقد كان ذلك التصنيف يعتمد على أسس دينية ، تضع "الله" في أعلى الهرم، يليه الملائكة ، ثم الملائكة الأدنى منهم درجة، ثم الإنسان ، نزولاً إلى الحيوان، ثم الحشرات، وهكذا. فيما عرف باسم "التسلسل العظيم للوجود" Great chain of being .

وبقي هذا النظام قائماً حتى جاء شخص يدعى "جين بابتست لامارك" Jean Baptiste Lamarck في بداية القرن التاسع عشر، وقلب "الهرم الأعظم" الذي اعتمد على الإله رأساً على عقب، جاعلاً البداية من الخلية الحقيرة الوحيدة ، صعوداً منها حتى الكائنات الأكثر فالأكثر تعقيداً، حتى علق عالم الأثروبولوجي البريطاني "جريجوري باتيسون" Gregory Bateson على ذلك قائلاً :
Array
Lamarck, probably the greatest biologist in history, turned that ladder of explanation upside down. He was the man who said it starts with the infusoria and that there were changes leading up to man. his turning the taxonomy upside down is one of the most astonishing feats that has ever happened. It was the equivallent in biology of the Copernican revolution in astronomy
[/quote]

جاء بعد ذلك العالم "تشارلز دارون" Charles Darwin ليحدث الثورة الحقيقية في هذا المجال، ويضع أسساً قوية لنظرية التطور. في عدة مؤلفات، تم أخيراً ترجمتها إلى اللغة العربية ، وأصبحت متوفرة على الإنترنت ويمكن تحميلها من هنا :

http://www.nadyelfikr.net/index.php?showto...209&st=150#

حيث طرحتها في ذلك الموضوع في المشاركة رقم 155.

تطورت هذه النظرية أخيراً حتى وصلت إلى الشكل الدقيق للغاية الذي أعاد "العقل" إلى داخل "الكون" ووحد بينهما في كتاب تحدثت عنه منذ ثلاثة أعوام في النادي هو كتاب "تاريخ النشوء: في البدء كان الهيدروجين" ، والذي بدأ يشرح كيف نشأ الإنسان بشكل تسلسي علمي تماماً وبقية الكون كله من ذرة الهيدروجين التي نشأ عنها الكون كله. حتى أخيراً قام الزميل Seta Soujirou بتوفيره بعد جهد كبير منه على الرابط التالي:
http://www.4shared.com/file/61947704/7c9...119-_.html

تسببت هذه النظرية الثورية في التعرف على أن الكون ليس مجرد آلة ثابتة لا تتغير، بل تطور نفسها وتصدر إصدارات أحدث منها ، وأنه على العكس من تصوره كآلة ثابتة مكتملة منذ البدء ، فالكون مليء "بالثغرات" التي يقوم بسدها من تلقاء نفسه بمرور الزمن لتحسين وتطوير ذاته ، وتقوم الكائنات بتطوير نفسها بعد التجارب التي تدخل فيها لتغير من تركيبتها على مدار حقب طويلة من التاريخ، مما أدى إلى تحطيم النيوتيونية ونظرية الساعة الدقيقة التي لا ثغرة فيها ولا عيب. وحصول مواجهات وجدل كبير بين الأتباع المتدينين لهذا التصور، والأتباع المتدينين وغير المتدينين لنظرية التطور والثغرات، وهم أنصار انفصال الروح عن الجسد، وانفصال الله عن العالم وخروجه عن الزمان والمكان، في مقابل أنصار وحدة الوجود وانعدام الوجود خارج الزمان والمكان وهم الملحدون الروحيون والفرق المستيكية mysticism ومنها البوذية والداوية وأتباع الوكّا wicca وأتباع العلم الحديث أيضاً من الذين يعتمدون العلم أساساً لهم ويعتمدون فيه على وحدة الوجود تلك ، ومعهم المؤمنون الذين يقولون بوجود الله في كل مكان وكل زمان مع كونه إلى ذلك متجاوزاً لهما خارجاً عن الزمان والمكان كالمتصوفة ، وهو النزاع الذي لا زال مستمراً وبدأ بما حصل لأول مرة بين باركلي وإسحق نيوتن من نزاع كان إيذاناً ببدء هذا الجدل الكبير بين الفرقتين على مدار قرون طويلة امتداداً حتى وقتنا الراهن.

عاد الإنسان مرة أخرى إلى الوحدة بين الروح والجسد، وكان التصنيف والنقاش حوله "الصنف Class " مفتاحاً أساسياً في تلك العملية لا يمكن فصله عن كل هذا التطور والتشابك المعقد من تاريخ البشرية.
وقد كان التصنيف في علم المكتبات والمعلومات غير بعيد عن ذلك حيث قام العالم الهندي "رانجاناثان" Ranganathan وهو عالم رياضيات وعالم مكتبات، يعتبر هو "أبو علم المكتبات الحديث"
[صورة: ranganathan1.png]

والقادم من بلاد "الوحدة بين الروح والجسد" حيث بوذا ، ووضع خمسة مباديء رئسية لعلم المكتبات والمعلومات، وكان السبب المباشر في نشأة علم تصنيف المعرفة الحديث كما وضعه العالم "ملفل ديوي" Melvil Dewe .

المباديء الخمسة التي وضعها رانجاناثان، تشير بشكل واضح، إلى كون المكتبة "عضواً حياً" ، وهو المبدأ الأخير من تلك المباديء التي وضعها والتي تتشابه إلى حد كبير مع "روحية" وعمومية الحقائق الأربعة التي وضعها بوذا قبل خمسمائة عام من الميلاد ،وكان لمباديء رانجاناثان كما لمباديء بوذا ، كبير الأثر على تصنيف المعرفة Classification والذي تسبب في ثورة المعلومات التي نعيشها حالياً ، وغيرت تلك المباديء وجه البشرية وطريقة تعاملها مع المعلومات إلى الأبد، ومباديء رانجاناثان هي :

1- الكتب للجميع Books for all
2- لكل قاري كتابه For every reader his book
3- لكل كتاب قارؤه For every book its reader
4- الحفاظ على وقت القاريء Save the time of the reader
5- المكتبة "عضو نام" The library is a growing Organism

ويمكن تحميل كتاب "رانجاناثان" "تنظيم المكتبات" الذي شرح فيه هذه المباديء الخمسة وتم ترجمته إلى العربية من الرابط التالي:

http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/...file=002842.pdf

وهكذا، تحول التصنيف من "الميكانيكية" Mechanism إلى العضوية Organism ، كما حصل لأول مرة مع تصنيف الكائنات الحية الذي وضعه العالم السويدي "كارل ليناوس" Carl Linnaeus والذي اعتبر الأب لعلم تصنيف الأحياء الحديث وهو علم يعرف بالـ Taxonomy وفي ذات الوقت، اعتبر ليناوس ، الأب لعلم نشأ حديثاً بعد العودة إلى "وحدة الوجود" مرة أخرى، هو علم البيئة Ecology والذي يهتم بدراسة الكائنات الحية وعلاقتها ببيئتها الطبيعية الموجودة فيها، ونتج عنه العديد من العلوم التي تفرعت بشكل مذهل لتصل شيئاً فشيئاً إلى مفهوم "الوتر" البيئي الذي يربط كل شيء مع بعضه بعضاً ، وتصل أجزاء الكون ببعضها ، لتجعله عضواً حياً يتأثر كل جزء فيه ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، بما يحدث لجزء آخر منه في دائرة حية متصلة بشكل عجيب. وهي الدراسة التي أصبحت محوراً لعلم مستقل بذاته اسمه "علم النظام البيئي" Ecosystem والذي نتجت عنه المزيد من العلوم، كان أهمها "العلم البيوأخلاقي" Bioethics ، والذي يتناول موضوعات ضخمة وواسعة ومتشعبة، من أهمها " الثقافة البيئية الخضراء" Environmental Ethics و "الحياة النباتية" Vegetarianism والقائمة على أسس علمية وطبية ، والتي تعود بجذورها إلى بوذا الذي وضع أول مبدأ للحياة النباتية والبيئية عندما نصح أتباعه بعدم قتل أي كائن حي قدر الإمكان ، وأنه لا يصح الإعتماد على ذلك من أجل الغذاء. أصبح المبدأ اليوم يجد له حججاً طبية وعلمية بالقدر الكافي إلى حد أن موسوعة ضخمة تتناول هذا الموضوع مع مواضيع أخرى من أخلاقيات البيئة وأخلاقيات الأحياء كالإستنساخ والتجارب العلمية وغيرها من مواضيع نشرتها دار Gale
http://www.gale.cengage.com

وتتكون من عدة مجلدات ضخمة، سوف أحاول أن أوفرها لكم لاحقاً إذا استطعت إلى ذلك سبيلاً.

وللموضوع بقية...

أراكم بعد حين
09-18-2008, 09:46 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-14-2008, 04:00 PM,
RE: الإلحاد الروحي - بواسطة محمد الأحمد - 05-22-2009, 05:19 PM,
RE: الإلحاد الروحي - بواسطة wahidkamel - 10-30-2009, 06:49 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة الزعيم رقم صفر - 09-14-2008, 05:56 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-14-2008, 06:45 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة بهاء - 09-14-2008, 06:46 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة إبراهيم - 09-14-2008, 09:59 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Guru - 09-15-2008, 05:09 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة discovery2 - 09-15-2008, 06:29 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-15-2008, 03:05 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة محارب النور - 09-15-2008, 05:44 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة ugarit - 09-15-2008, 06:05 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة الزعيم رقم صفر - 09-15-2008, 06:49 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة إبراهيم - 09-15-2008, 09:12 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-15-2008, 09:36 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-16-2008, 12:55 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة ugarit - 09-16-2008, 04:39 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة حسن سلمان - 09-17-2008, 02:53 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-17-2008, 03:04 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-17-2008, 06:27 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-18-2008, 09:46 AM
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-18-2008, 08:59 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة special - 09-19-2008, 03:28 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-19-2008, 05:55 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة نسمه عطرة - 09-20-2008, 11:50 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-20-2008, 02:22 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-20-2008, 04:09 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة EBLA - 09-22-2008, 01:40 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة بسام الخوري - 09-22-2008, 01:10 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-22-2008, 04:48 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة ugarit - 09-23-2008, 01:18 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-23-2008, 05:44 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-24-2008, 06:54 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة إبراهيم - 09-26-2008, 03:16 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-26-2008, 03:56 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة إبراهيم - 09-26-2008, 05:45 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-26-2008, 06:04 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-26-2008, 09:48 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة إبراهيم - 09-26-2008, 05:05 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة bassant - 09-26-2008, 05:14 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-26-2008, 05:28 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-26-2008, 05:39 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-26-2008, 08:16 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة إبراهيم - 09-26-2008, 09:17 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة إبراهيم - 09-26-2008, 09:20 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-26-2008, 09:22 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-26-2008, 09:41 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة نزار عثمان - 09-26-2008, 11:50 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-27-2008, 02:45 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة إبراهيم - 09-28-2008, 02:11 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 09-28-2008, 08:03 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة الزعيم رقم صفر - 09-29-2008, 04:09 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة pinno - 09-29-2008, 09:02 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة المتنبي - 10-03-2008, 02:54 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Albert Camus - 10-08-2008, 07:54 AM,
الإلحاد الروحي - بواسطة ugarit - 10-08-2008, 01:54 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة فلسطين - 03-25-2009, 01:43 PM,
الإلحاد الروحي - بواسطة Free Man - 03-26-2009, 04:10 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الإلحاد..نقطة نظام فارس اللواء 0 609 12-30-2013, 09:54 AM
آخر رد: فارس اللواء
Rainbow الإلحاد والإسلام ... فى ثمان نقاط ahmed ibrahim 9 3,195 06-03-2011, 09:01 PM
آخر رد: yasser_x
  الدليل والإثبات علي عنجهية الإلحاد ! ATmaCA 19 6,447 03-26-2011, 08:16 PM
آخر رد: ATmaCA
Smile موقع الإلحاد في الميزان ( منتدى التوحيد ) يسخر من اللادينيين الفكر الحر 2 2,742 02-08-2011, 09:26 AM
آخر رد: عبدالله بن محمد بن ابراهيم
  الإلحاد مسلم 9 2,924 01-09-2011, 07:09 PM
آخر رد: yasser_x

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS