تلك الفتاوى فى السابق كانت موجهة للإستهلاك المحلى ولامانع من تصديرها إذا سنحت الظروف للدول المجاورة ولم يكن مقررا لها أن تذاع وتنتشر فى أنحاء الكون الأربعة ولكن ثورة الإتصالات الحديثة وضعت النظام السعودى فى أزمة حقيقية لأنه لايستطيع منع إنتشارها فى العالم وفى نفس الوقت لايستطيع كبح جماح البهايم الذين رباهم وعلفهم على مدار عقود ليتوقفوا عنها فبعد كل هذا الكم الهائل من الفتاوى والأراء الفضائحية يتوقع أى إنسان عنده ذرة عقل أن يتخذ النظام السعودى إجراءا ضدهم وخاصة فى ظروف الضغط الهائل الواقع عليه بعد أحداث سبتمبر ولكن الواقع أن النظام السعودى نفسه مصيره مرتبط بمصير هؤلاء وبالتالى عاجز تماما أن يفعل شيئا حيالها فمن يطلقون تلك الفتاوى ليس مجموعة من المتطرفين المنضمين لمنظمة سرية تعمل تحت الأرض ولكنهم من أعمدة النظام نفسه كإبن جبرين واللحيدان وغيرهم ولذلك فالأمر مرشح للإستمرار ولسنوات طويلة قادمة حتى يحق عليهم قوله تعالى' يخربون بيوتهم بأيديهم" ولهذا لزم التوثيق والتسجيل حتى لاتتوه الحقائق وتصبح بمثابة سجل ودليل إدانة عندما تحين لحظة الحساب وهى أتية لاريب فيها.