مساء الفل

Array
الزميل العزيز طارق القداح ، الزميل العزيز البرت كاموس ، اجد ان الاثنين لهما نفس الخط و نفس النظره فى الحكم على الامور و هو حكم المشاعر ، و طبعا لان المشاعر تختلف من واحد للتانى فلا ينفع نحكم المشاعر فى امور لا تخصنا و خصوصا لو كانت الامور دى بنزنس ناجح جدا زى بزنس افلام البورنو و الطريق العملى و الواقعى يقول بان الكلام بالمشاعر لا فائده منه ،و انا اتوقع من الزميل طارق القداح ان يكون له حكم جديد على الامور و يكون حكم عملى واقعى
[/quote]

الزميل أورانوس.

بغض النظر عن تهجمك الشخصي علي في أول مداخلة لك.
وعدم ردك على أسئلتي.
وأنا الذي طلبت من الإدارة أن لا تمسح ذلك، وأن لا تتخذ بحقك أية إجراءات.
وقد تفضلوا مشكورين باستجابة طلبي هذا.
بغض النظر عن كل هذا.

فأنا أريد أن أقول التالي :

1- أنا أستند على رؤية تهدف إلى التوصل إلى الحقيقة بالدرجة الأولى وبالفعل كما تقول أنت، لدي حساسية قوية جداً ضد استعباد البشر ، خصوصاً النساء والأطفال. باسم الدين - باسم العلمانية - باسم أي مفهوم آخر.
هذه الحساسية ليست لها خلفية شخصية، بمعنى، ليس السبب هو أنني أو شخصا أعرفه تعرض لهذا من قبل. ولكنها ناتجة عن إحساس بمآس تتم في العالم بشكل عام سببها التدين والأديان النابعة أصلا من منطلق لاعقلاني - و النقيض الآخر للأديان وهو الإتجاه الذي ينبع من مصدر لا عقلاني أيضاً ويرى أن كل ما طالب به الدين خطأ وبالتالي فكل شيء عكس الدين هو صواب.
وهو نابع عن خوف لا مبرر من احتمال إثبات صحة مقولة دينية ما قد يؤدي إلى العودة إلى القول بصحة الدين ككل وأنه قادم من عند "الله" فعلاً.
بالتالي صحيح كلامك، رؤيتي نبعت عن عاطفة بالدرجة الأولى، قوامها التعاطف مع الإنسان الذي يتم استغلاله والإتجار به سواء تحت النقاب ، أو بدون ملابس على الإطلاق.

2- لكن هذا لا يعني أن كل ما أقوله عبارة عن عاطفة فقط وخلاص.
لقد كنت منذ عدة أعوام لا أحمل رأياً محدداً حول العلاقات الجنسية في :
- بيوت الدعارة
- البورنوجرافي
- العلاقات التي لا تقوم على الزواج ولا تهدف إلى الإستقرار وتتأسس على الحب.

حتى أستطيع تحديد رأي يقوم على اطلاع، حاولت قدر الإمكان أن أطلع على أكثر من مصدر بحثي ، وحاولت أن تكون كل هذه المصادر أكاديمية محترمة. على أساس احترامي للتخصص Authority في المجال العلمي أولا ، وعدم توفر الوقت لكي أقوم بنفسي بالبحث والقيام بالإحصاءات ثانيا.

استطعت أن أتوصل إلى رأي قابل للنقاش بخصوص كل تلك القضايا، وقد استمررت عليه لسنوات، أقوم خلالها بالإطلاع قدر الإمكان وقدر ما يسمح لي به الوقت على المزيد من المصادر التي تهتم بتلك الدراسات في هذه المواضيع التي تهمني.
ومن خلال تراكم الوقت والقراءات التي لا يمكن لي أن أدعي أنني أستطيع بها أن " أؤلف كتاباً " عن هذا الموضع ولكن أستطيع أن أدعي بأنها كافية لي أن أتخذ " موقفاً " أتحمل عليه "مسئولية" تجاه أشياء تحصل في العالم.

وهذا الموقف الذي اتخذته والذي لا زال قابلا للنقاش وخاضعا للبحث يرى الآتي :

- أعتقد أن الأغلبية الساحقة من الأطفال والفتيات اللواتي يتم استعمالهن في صناعة الدعارة والتي من ضمن فروعها صناعة البورنوجرافي، تم استغلالهن والمتجارة بهن وخداعهن ، ووضعهن أمام أمر واقع لا يستطعن منه فكاكاً وبالتالي لم تعد توجد وسيلة للحياة سوى تلك.

- أعتقد أن العلاقة الجنسية التي لا تقوم على الحب ، غير مشبعة للإنسان، جسدياً ، ونفسياً ، وبالتالي ليست هي الطريقة التي يمكن أن يحصل بها الإنسان على سعادته التي ينشدها في الحياة.

- وهذه العلاقة التي تفصل الجسد عن العاطفة، لا تختلف كثيراً عن فصل الروح عن الجسد في الأديان الثنائية ، والتي أدت إلى شيزوفرينيا الإنسان ، حيث الروح تعمل ضد الجسد والجسد ضد الروح كما في الإنجيل، وحيث النفس أمارة بالسوء و تورد إلى المهالك كما في الإسلام. فنفس النتيجة التي تؤدي إلى اختلال الإنسان وانقسامه إلى كائن ضد بعضه البعض تنتج عن فصل العاطفة عن الجسد في العلاقة الجنسية العابرة، والحل هو عدم الفصل بين عاطفة الإنسان وجسده ، وهذا يعني رفض الأديان ، ورفض العلاقات الجنسية الجسدية التي لا تتأسس على حب واحترام متبادل.

- أعتقد أن تجارة الجنس وإن كانت ناجحة وقوية ، فالذين يديرونها عصابات هي نفسها تلك التي تتاجر في السلاح والمخدرات و لها علاقة وثيقة بالفساد السياسي في دول العالم، كما أنني أعتقد أن نجاح تجارة معينة لا يصلح مقياساً للقول بأنها نافعة للبشرية، فتجارة السجائر ناجحة تقيم الإقتصاد بشكل قوي وتنميه ولكنها قاتلة للإنسان وعلى البشرية أن تتخلص منها.

- أعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية في الفقر هو تجارة الجنس وبيع الرقيق ، و الحروب ، وتركيز الاموال على التسلح بشكل يفوق كثيراً تركيزه على البحث العلمي و حل مشاكل الجوع والفقر، وبالتالي لا بد لمن يريد أن يحارب الفقر أن يحارب كل هذه معا دون أولوية شيء على شيء.

- أعتقد أن مشاهدة البورنوجرافي تتسبب في زيادة الميل العدواني نحو المرأة واحتقارها ، وزيادة جرائم الإغتصاب في المجتمع، مثلما يفعل تغطية المرأة وكبتها وحبسها في البيت نفس النتيجة ( كما في مصر ) ولكن يضاف إليها أنه كلما زاد اختفاء المرأة وتنقيبها زاد التسبب في العدوان على الذكور من الأطفال (المردان ) كما في دول الخليج مثل السعودية.

- أعتقد أن الصحة الفردية والإجتماعية تأتي من مكافحة التجارة بالبشر ، وأننا لو كافحنا ظاهرة خطف البشر والإتجار بهم،وعلى فرض أننا استطعنا (لنتخيل هذا ) القضاء على كل تاجر بشر وخاطف نساء وأطفال، فأنا أزعم أنه لن يبقى سوى نسبة ضئيلة من بيوت الدعارة في العالم ومن مواد البورنو ، يمكن القول انها تلك التي اعتمدت على عدم خطف والاتجار بالبشر. عندها يمكن أن نتناقش في هذه النسبة المتبقية هل هي نافعة للفرد صحيا ونفسيا ، وللمجتمع أم لا، رغم أنني ذكرت أنها بناء على ما استطعت انا أن اتوصل إليه ، ضارة بالصحة الجسدية والنفسية وبالمجتمع . ( كما قلت في النقاش أعلاه ).

وكل هذه النقاط السابقة استطعت من وجهة نظري تدعيمها بأبحاث علمية وقياسات منطقية يمكن من وجهة نظري الإعتماد عليها لاتخاذ موقف بشأن ظاهرة بشرية منتشرة وهامة ولها تأثير قوي على وجودنا في العالم وعلى هذا العالم كما هو عليه اليوم من حالة مؤسفة .

- أعتقد أنني بسبب رفضي الشديد لاستغلال المرأة ، والإتجار بالنساء والأطفال ، سواء بإسم الدين أو بأي اسم آخر ، قمت بالهجوم على الزميل "مايند" شخصياً لأنني رأيت أن الشخص المختار لموقف معين حتى إن لم يتدخل في صناعته بشكل مباشر ، يتحمل مسئولية ما ينتج عن هذا الذي اختاره، وبالتالي تحاملت على الزميل "مايند" وهاجمته بشكل شخصي، بينما لم تكن بيننا عداوة من قبل على الإطلاق في النادي ، بل دخلت مرة واحدة فقط في حوار معه خلال أربع سنوات هي عضويتي في النادي وكان التبادل الحواري قائماً على الاحترام المشترك.
ولم يكن قصدي أن أحقق عداوة معه قدر ما قصدت إلى أنه تسرع واختزل مفهوماً (العلمانية ) بصورة تؤدي إلى موقع رأيته أنا يرمز إلى (اللاإنسانية وتسليع الإنسان).
وبالتالي أعتذر للزميل "مايند" إذ لم أفصل بين الموضوع وبين الشخص في مداخلتي الاولى.
وأشكره على الإستجابة بحذف الموقع البورنو، وعدم اختزال العلمانية والإنسانية به.

وأرجو أن لا يحسب أنني اعمد إلى التهجم على شخصه لأي سبب من الأسباب سوى دفاعي الشديد جداً عن قضية أراها من اهم القضايا في العالم أو بسبب أنني أتخذ موقفا من أي شيء قد يكون حصل بينه وبين إدارة النادي أو أعضائه في فترة سابقة حيث لم أكن انا موجوداً فيها بالأساس وبالتالي لا علم لي عما حصل أصلاً بينه وبين الإدارة أو الأعضاء ولا دخل لي بذلك.
مع احترامي للزميل "مايند"

شكراً

أراكم بعد حين