أورانوس، أنت ليش معصب؟

قلت بالحكم على الأشخاص.
ما علينا.

زميلك الكريم، قال لك عدة مرات، وأعيدها عليك، التدخين أيضاً مقنن، هل انتبهت لمفردة "تقنين"؟ تجارة الجنس مقننة، لأنها فعلاً واقع، والتدخين واقع أيضاً، لذا هي مقننة، والكحول مقننة. ولكلها أذىَ معروف ومدروس، يعرف المشرع أنه لا يستطيع أن يجبر الآخرين على عدم ممارسة التدخين، ولا تعاطي الكحول ولا استمرار الناس بمشاهدة البورنو أو تجارة الرقيق الأبيض، لذا فهو واقعي، يقننه، يعرف أذاه، ولكنه يقنن، لكي يستطيع المراقبة.
هذا لا يعني أن نقول: التدخين غير مضر، والكحول وإدمانه آخر حلاوة، والدعارة والبورنو غاية في الجمال والأبهة. كل ما يقوم به المشرع أنه بتعاطى مع الواقع ويحاول تخفيف الأثر، ريثما يستطيع المجتمع بذاته تصحيح نفسه.
الناس ليسوا سعداء بممارسة الجنس خارج إطار الزواج (أو علاقات الحب)، وليسوا سعداء بالتدخين، وليسوا سعداء بتعاطي الكحول، هم غير قادرين على أفضل من ذلك .. يرغبون بشي أفضل، ولكنهم غير قادرين عليه، على المجتمع ككل وكحالة، تقديم الأفضل وتصحيح المسار، ليس بالقمع ولكن بالفكر. لذا ترى المشرع يشرع ولكنه يضع على "باكيت" الدخان (سم قاتل)، ويضع على قنينة الويسكي: الإكثار من الكحول يضر بالصحة.. وعليه أن يضع على فرج امرأة: هل أنت سعيد، هل ترى كم أنت تعيس؟
لا عزيزي، لا الممارس للتدخين سعيد، ولا المدمن على الكحول، ولا من يذهب للعاهرات ويرتاد العلب الحمراء. ولكن المشرع يتسامح، ريثما يصحح المجتمع نفسه، فلا يصبح لك ولغيرك الحاجة لتعاطي هذا أو ذاك من المؤذيات، وتدري أن هذه المرأة أو تلك، ليست مجرد جسد بل أحاسيس ومشاعر، وأنت لن تنال هذه الأحاسيس والمشاعر، رغم أن هذا ما تبحث عنه في حقيقة الأمر. وما فعلت إلا أنك زدت بمأساة هذه العاهرة ومأساتك وقمعك الداخلي، بينما تعتقد بكل ذكورية أنها مبسوطة جداً بوضعها وأنك سعيد.
طبعاً فالعبيد أيضاً كانوا أيضاً أحياناً من يدافع عن وضعهم كعبيد في الكثير من الحالات، لأنه لا بديل لهم.

تحياتي
(f)