Array

الفرق إذاً بين من ذكر وجعجع هو أن الجميع خاضوا الحرب وقاتلوا وقتلوا بشرف وأظنه من القلائل الذين قاتلوا بحقارة .


مع تحياتي (f)
[/quote]

وهو الوحيد يا "إياد" الذي دفع خمسة عشر عاماً من عمره في السجن تكفيراً عن جرائمه، بينما غيره ما زال زعيماً و"شيخ عشيرة" في بلد متعب منهك مأزوم. وهو اليوم أول من يعتذر، حتى لو كان اعتذاره مغمغماً متأخراً ولا يمسح تاريخه الدموي. ففي النهاية اعتذر، ومن المفروض أن يعتذر غيره من "شيوخ العشيرة". فهل يعتذر "أمين الجميل" عن نهب الدولة؟ وهل يعتذر" جنبلاط" عن تهجير مسيحيي الجبل؟ وهل يعتذر "بري" عن حصار المخيمات؟ وهل يعتذر نظام "عائلة الأسد" في سوريا عن جميع الجرائم التي ارتكبها في حرب لبنان؛ ابتداء من "مخيم تل الزعتر" مروراً باغتيال كمال جنبلاط ووصولاً إلى اغتيال رشيد كرامي ورينيه معوّض؟

طبعاً، بالنسبة لي "جعجع" يبقى سفاحاً مثل غيره، ولكنه باعتذاره هذا، وبسنين السجن التي دفعها كفّارة عن جرائمه، أصبح "أنظف" بكثير من هؤلاء الذين ما زالوا يزنون بلبنان في المساء ويقودون عليه في الليل ويركبون على شعبه أثناء النهار، والشعب يهلل لهم وينشد: "لبنان يا قطعة سما".

يبقى "حزب الله" هو الطرف الوحيد الذي "قاتل بشرف" ولم "تتلطخ" أياديه بدماء مواطنيه حتى تموز 2006. ولكنه منذ أن اختطف قرار الدولة وصار ينفذ "أجندة إيرانية" أصبح مثل باقي "زعماء العشائر المجرمين"؛ "حذوك النعل بالنعل" (وما في حدا أحسن من حدا).

أخيراً، السؤال المطروح هو: لماذا يحدث كل هذا في لبنان؟ والجواب بسيط: لأن اللبنانيين حتى اليوم لم يفهموا معنى كلمة "وطن". فجميعهم ينتمون "لكيانات طائفية وعشائرية" دون مستوى "الوطن"، ولم يستطيعوا أن يفهموا حتى اليوم بأن هذه المحاصصة الطائفية التي ابتدعوها منذ 1860 ليست إلا نظاماً فاشلاً وقنبلة موقوته تنفجر في وجوههم كل عقد أو عقدين، وعليهم اليوم قبل الغد أن يسعوا إلى توحيد صفوفهم تحت "راية وطنية بحتة"، وإلا فإن لبنان سوف يبقى أبد الدهر على "كف عفريت". أما هذه الراية الوطنية البحتة فإنها تتحقق من خلال نظام "علماني ديمقراطي" كامل، وليس كما هو حاصل اليوم (نصف ديمقراطية على نصف علمانية مضافاً إليهما سمنة عشائرية ... ويتحرك الجميع على نار طائفية حتى الاحمرار ) ...

واسلم لي
العلماني