الأخ العزيز أورانوس:

أنا معجب بالبراجماتية ولكنها كأي شيء وليكن الملح مثلاً يجب استخدامها - في اعتقادي - بحدود.

الجنس لن أدخلك في تعقيدات المحرم والغير محرم فكثيراً ما شبعنا من محاضرات التابوهات. الجنس بالنسبة لي مسئولية وليس مجرد رغبة في التنفيس.. عندما أقبل فتاة فأنا أعطيها قبس من ذاتي.. ما بالك بـ عندما أعطيها جسمي بالكامل بين يديها؟ هذه أشياء حميمة ولا يجب أن تباع أو تكون معرض حديث المال أو المقايضة. لو وجدت امرأة تهب ذاتها لك.. وبدون شروط مالية من أي نوع فهنيئا لك ولها. المهم هو تقدير المسئولية والتي تتبع ذلك. قالت لي صديقة كانت تتبناني كأخ لها عند مجيئي للولايات المتحدة وكنت أتدلل عليها وعلى أطعمتها في الكافتيريا التي كانت تديرها:

Men want the act of marriage but they don't want marriage.

الفعل ذاته بدون الكيان يبقى لا شيء. كثير من المتزوجين زواجات شرعية تم الاعتراف بشرعيتها يمارسون الدعارة حيث العلاقة ليست سوى "عقد" و"شروط" وارتباطات مالية ملزمة للطرفين.

المسألة هي من وجهة نظري إذا وقفة أمام مرآة الضمير. لسنا بحاجة إلى أن نحاضر بعضنا البعض ولكن لنسأل أنفسنا: هل نحن فعلا مقتنعين بذلك؟ ذات مرة خرجت من عيادة طبيب العيون في بداية مجييئي للولايات المتحدة وعرضت علي بنت الجنس مقابل عشرين دولار لأنها أرادت شراء المخدرات وبأسرع وقت ممكن. شعرت بمعاناتها. أردت الجنس. ولكني خشيت أشياء كثيرة وأهمها أنها قالت لي إنها ليس عندها إيدز! جاء ذكر الإيدز فبدأ الخوف يتملكني. دع عنك الإيدز ولكن هناك أمراض تناسلية من كل شكل ولون ولا يجب الاستخفاف بالجنس.. يمكن أن تضاجع أخت مومس والنتيجة هي جاناريا أو ما يسمونها بالعربية.. السيلان. الجنس من الأمور التي يجب أن تؤخذ بجدية وبقدسية.. ولنا في الهنود عبرة.. رفعوا الجنس لمصاف العبادة ونسمع عن الكاما سوترا والتانترا وأشكال متعددة وأكثر من رائعة لتقديس الجنس.. من هؤلاء يجب أن نأخذ مثلنا الأعلى في نظري. لو مارست الجنس بوضعية الكاما سوترا ولو مرة واحدة فلن تفكر ولو مرة في مناقشة فكرة الجنس من منظور براجماتي وربطه بالمال. الكاما سوترا هي عقيدة تنغرس فينا وتغرس فينا رؤية جميلة لقدسية الأنثى وعدم ابتذالها سيكسولوجياً. الجنس هو عراك لأن يتحد الواحد بالآخر.. يفرغ الواحد ذاته في الآخر.. أمام كل هذه التعريفات الرهيبة لا يسعنا سوى أن نشعر برهبة أمام الكاما سوترا ولا تهمنا الأبحاث ولا الأطروحات.. طز في كل هذه.. للكاما سوترا الكلمة الأخيرة لقدسية الفعل الجنسي.

تحياتي المخلصة لك.