القول في العقل الفعال

68 : لا يعرف المبدع من لا يعرف.................مبدعه الفرد العليل المشرف
69 : معناه بالأحرف شبه الألف .................. ليس له مثيل في الأحرف
70 : أبدعه مبدعه بالجــــــــود..................... ومد منه سائر الحدود
71 : ولم يزل يشرق في الأدوار ................. ويقبل الفيض الخفي الجاري
72 : ونوره كالشمس في المثال ................... ذات الضيا و النور في الكمال
68:و أمر باريه به متصل.................... ممتزج في الذات لا منفصل
74 : حتى أراد الله في المشية ..................... بحكمه النافذ في البرية
75 : أن يكثر الأعداد من وحدته ................... كي يظهر القدرة من كلمته

الشرح

68 : المعنى أن معرفة المبدع الأول الذي هو العقل الفعال لا تتم إلا بعد معرفة المبدع الفرد الذي أبدعه و أوجد الكون ( راجع المقدمة ).
69: معناه أن هذا المبدع مثله بالنسبة للحروف كالألف فهو رأسها و أولها و مرجعها وأصلها أن ليس له شبه بين الحروف الأخرى.
70: إن هذا الموجود الأول الذي هو العقل الفعال أبدعه مبدعه جل وعلا جوداً منه و إنعاماً و لطفاً وجعل سائر الحدود الأخرى تستمد منه المادة و القوة و التأييد.
71 : المعنى أن هذا الموجود مازال يقوم بتوزيع الأدوار على مادونه من الحدود كما أنه هو أيضاً يقبل التأييد الخفي المستور الجاري إليه من الباري عز وجل .
72 : المعنى أن هذا النور يشابه نور الشمس المرسل إلى الكون حاملاً الضياء و الكمال , و الشمس في التأويل الاسماعيلي لها ممثول في عالم الدين هو الناطق . كما أن القمر ممثوله الإمام الذي يستمد منه العلوم كما يستمد القمر أنواره من الشمس .
73 : المعنى أن هذا الحد الأول الذي هو العقل الفعال أمر باريه متصل فيه وممتزج بذاته فهو جزء منه وهو المعبر عنه بالكلمة والإرادة و المشيئة .
74 : أي حينما قضى الباري إيجاد الكون وقضى حلمه بإيجاد البرية .
75 : أي أن الإرادة العليا شاءت إيجاد مولودات أخرى من العقل الأول الفعال الذي هو بالنسبة للأعداد كالواحد , فانبثق منه الوجود الثاني الذي هو النفس الكلية ومقامه كالعدد الاثنين فاتخذا صفة الزوجين ومنهما تناسل الكون و ترتيب الحدود وتكثرت الأعداد التي هي ممثولات للمخلوقات وكل ذلك حتى تدرك قدرة الباري وتظهر كلمته ويعرف فعله .