الليل طريقي
1
الليل طريقي وأنا
للموت عبور
تفيَّء تحت أهدابي
وتمزق..
تتعرش أصابعه وتتمدد
مداعبة وجنات تحترق بالنور
تنغرس جذورها في التربة الشقية
لأبناء الخطيئة الأزلية...

تنز الجراح العميقة
وتسيل مشكلة دربا
راسمة أيادٍ وأرجل وكلمات تنتمي
إلى الفراغ الأعوج
راسمة نهود المدينة
ومعلنة عن فض بكارتها المحصنة بالخطيئة؛
جراح تحكي قصة الولادة
تكتب وتمحي ألواح العبادة
وتحمل من الجسد سموم الساعات الهاربة
تخطط أرصفة الانتظار بأعيننا
وتصبح حارسة الأبواب الممتنعة عن النهار
حيث نقبع ورائها
حيث تحمل راية الحياة
لتخبئ موتنا المشرذم في المسامات
لتوهم الجميع بأن أمواتها أحياء...

حرب أشعلناها على كل فجر جديد
لأن عيون الليل لا تحتمل النهار
ولأنهم رصفونا كالأحجار
وقالوا:
هكذا خُلقنا وهاكم ما هو مكتوب
أنه قدسي، إنه منيع على الباطل
وليس أمامكم مهرب، فالمرتد سيصلب
وسكتنا ...
ثم صدقنا..
ها هم يقامرون بنا وأنّا لكتبنا أن تنهض
ما دمنا حروفها المرتدة نحو البداية
ما دمنا نهوى السوط والوشاية
ما دمنا كمازلنا وكما سنكون..
2
أهوي نحو قعر الآمال السحيقة
أهبط وقد هجرني فجر آخر
ألاحق هروبه وأتمنع عن الرجوع
أتقنع بالحياة ويسبقني انحداري وجنوني
يسوقان كل الدروب المؤدية
إلى ما وراء الأسوار العتيقة
إليك يا وجهي الرابض خلفها متسلحاً بالشمس
مرتديا لباس الحقيقة
منتعلاً وجه إلهها المسؤول
عن مذبحة البراعم والطيور،
عن ولادة الأنياب التي تهوى الوجوه الرقيقة...