Array ثم يتساءل مالك شبل معترضا ومحتجا: هل يعلم قداسة البابا أنّ كبار المفكرين المسيحيين واليهود من أمثال توما الإكويني وموسى ابن ميمون وسواهما كانوا من تلامذة فلاسفة العرب؟ هل يعلم بأنّهم لم يطلعوا على فلسفة الإغريق وعلومهم إلا من خلال ابن سينا والفارابي وابن باجة وابن الطفيل وابن رشد؟[/quote]

ابن رشد له مكانة خاصة عندي خاصة بعد قراءتي لكتب فرح أنطون وكتاب ابن رشد والرشدية لـ رينان. لكن هل فعلا توما الإكويني هو تلميذ لـ ابن رشد؟! كلام مغرق في الخيال.

مالك شبل يريد أن يبحث عن سبل الخلاص التنويرية ومن حقه ولكن أجدر به أن يتعاطى مع الحقائق بشكل أكثر أكاديمية. التجميل قد يريح نفوس العربان ولكنه لا يخدم الحقيقة لذاتها. كل من يقول إنه يعمل في الخط التنويري أو التجديدي يقدم قراءة تجميلية وفي الحقيقة هي تشبع ظمأ الباحثين عن إشباع روحي ولكنها لا تشفي غليل القاريء المحقق ذهنياً. التغني بأمجاد الماضي لن يحل المشكل ولن يقدم التجديد المنشود. التجديد المنشود يأتي عندما يتعاطى الناس مع الواقع كما هو ويمسكون بشيئين: المعول بيد والمسطرين باليد الأخرى: يد تهدم ويد تبني في الوقت ذاته.. أو بصرف النظر عن المسافة الزمنية بين الهدم والبناء.

مصطلح التنوير هو ترجمة حرفية للمصطلح الإنكليزي Enlightenment. المقصود هو الإشارة لحقبة مرت بها أوروبا وكان الناس فيها تقريباً لا دينيين والعقل هو حجتهم الأولى والأخيرة وفوق الله نفسه! كيف تأتي بتنوير مماثل وأنت تأتي بناس معممين ومطربشين ويعزبلون ويحوقلون ويتفلون يميناً ويساراً كالبهاليل وصوت العقل عندهم هو زيرو؟! تيجي إزاي دي مش فاهم! إقرأ عن حقبة التنوير Enlightenment في أوروبا وعن مفكريها وتعاطيهم مع الدين وكتاباتهم في نقد الدين وما تبع ذلك واحكم كيف جاء لهم التنوير. التنوير لم يأتي لبريطانيا أو فرنسا بالتغني بأمجاد ماضيهم مثلما يعمل العرب وهم يتغنون بابن رشد والفارابي وزكي جمعة والقائمة الطويلة. التنوير جاء لهؤلاء القوم عندما كانت لديهم الجرأة وتحرروا من عقدة الخوف كمجتمع رغم أن هذا كلفهم الكثير والكثير. لذلك تجد إنكلترا وفرنسا فكرياً متقدمين جداً في حين أن أميركا إجمالاً لا تزال تعيش بعقلية القرن السادس عشر والمجتمع الأميركي إما مادي بحت أو مجتمع بهاليل متعصبين مسيحياً أو لا تفرق معهم.. ولكن فارق كبير بين أوروبا وأميركا والسبب هو حقبة التنوير التي مرت بها أوروبا وتشربت بها وأثرت في مفكريها: هكذا أظن.

مودتي وتحياتي عزيزي يجعله عامر.