أخي العزيز عاشق الكلمة:

تحياتي لك أولاً...

ثانياً, طريقة التعاطي مع أفكار الزميل بيوتيفل مايند والهجوم عليه بصراحة لا أجد له تبرير بالمرة. ليقل ما شاء. يمكن تجاهله تماماً. على فكرة, عندما تحدثت عن الأولويات في الصداقة والدين لدى المسلم لم أقصدك بالمرة لا سمح الله. أنا لا أذكرك شخصياً سوى بكل خير. لا أدافع بالمرة عن صديقي بيوتفل مايند في أن يلجأ لسلاح التجريح أو الهجوم. ما أقوله هو: دع الناس تتكلم. دعها تفرغ ما بداخلها وعاجلاً أم آجلاً ستتم لنا حالة الراحة والشفاء الداخلي لأننا أفرغنا جميع ما بداخلنا. عندما ذهبت ذات مرة غاضب لشيخ مسجد هنا في أميركا وقلت له: لماذا المسلمون دمويون؟ لم يغضب بل تبسم واستقبلني بحبور وترحاب غير عادي وأثبت لي بأفعاله أني مخطيء تماماً. التعاطي مع الغضب لا يكون بالهجوم والتسرع ظنا منا أن في هذا انتصار للدين.

نعم يا عزيزي أنا أول الرعاع وأتيت من بيئة كلها رعاع. لا أتحدث عن غيري ولكن أتحدث عن نفسي. نحن لم نتربى أبداً على قبول الفروق الفكرية باحترام وأن رأي الآخرين يمثلهم. حتى وقت قريب جداً أخذتني الحمية وسلكت بغباء في الانتصار لما أراه "الحقيقة". نحن نحتاج لـ "عمرة" من أول وجديد حتى نتدرب على قبول جميع الآراء واحترامها.

الدين لا يجب أن يعلو على أي صداقة في اعتقادي لأن "للبيت رب يحميه" وهذه أبلغ مقولة سمعتها في حياتي. لن أحمي أنا لا البيت ولا رب البيت. وبالتالي لو أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ما ضيري في ما أسمع؟!

أخي عاشق الكلمة: أرجو أن تثق تماماً أني لم أعنيك أنت بالذات بأي شيء ولكني صدمت من واحد وجدته ينقلب 180 لأن الحمية الدينية أخذته: طز في الأديان! انتهى بفصه ونصه. ليؤمن كل واحد ما شاء. الدين مسألة شخصية تماماً ولا أريد أن أعرف شيء عن معتقدات الآخرين. لكن صديقي بكل ما يحمل من أراء وأفكار وأشياء قد لا توافقني تماماً هو فوق كل هذه المعتقدات والأفكار.

أرجو يا عزيزي عاشق أن تعرف أني أحترمك وأحبك وأهتم بمشاعرك جداً. معذرة لـ اللبس والغموض.

كل سنة وأنت طيب.