{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أرض الأطهار.......إلى أين؟؟
AhmedTarek غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,102
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #1
أرض الأطهار.......إلى أين؟؟

الرفاق الأعزاء،
مساء الخير،
سلسلة التفجيرات الأخيرة في باكستان أعادت إلى ذاكرتي تساؤلاً كنت أطرحه على نفسي كل مرة أشاهد فيها أخبار عن معضلة إيران النووية..
كنت دائما أتسائل عن السبب الحقيقي في الخوف من تحول إيران إلى دولة نووية في حين يغلق الجميع الأذان و العيون عن دولة أخرى نووية بالفعل ..وتسودها اضطرابات شديدة..بل وبها مناطق كاملة خارج سيطرة الحكومة المركزية مثل باكستان...
دولة تنتشر فيها قوىً متشددة ذات أيديولوجيات عدائية ينقصها حتى حكمة ودهاء البازار التي يتمتع بهما النظام الإيراني...
لا يختلف إثنان على أن باكستان على شفا حفرة....خصوصا ونحن نشهد فشل إستراتيجية مشرف-بوش في مواجهة المد الأصولي، ربما لأنها لم تملك سوى الجيش و القوة...ولم تحمل أي أيديولوجيا بديلة منافسة..
لم يفلح الأمريكيون أو الجنرالات الباكستانيون على السيطرة على الجني الذي اخرجوه من المصباح بعد أن أطعموه وكفلوا له الحماية حتى انتشر كالفطر في الأراضي الرطبة..
كل المؤشرات تنبيء أن الخطر قادم من باكستان أو " ارض الأطهار" بالعربية..
على سبيل المثال و ليس الحصر، أفغانستان حرب في أوج إشتعالها ولكن الحل ليس على أرضها بل على أرض إمتدادها اللوجستي منطقة القبائل الباكستانية، والتي تقع في دولة نووية في حالة إضطراب أمني و سياسي مخيفة وغير مسبوقة..
"جمهورية باكستان الإسلامية" كما يطلق عليها سياسيا، يبلغ تعدادها 161 مليون نسمة طبقا لأخر إحصاء، دولة فيدرالية .
تتكون من أربعة اقاليم رئيسية تحكم بحكومة الإقليم..
- البنجاب (مشرف بنجابي)
-سرحد (أرض الباشتون)
-بلوشستان (تشهد إضطرابات هي الأخرى من قبل إنفصاليين بلوش)
- السند (بوتو من السند)
وهناك مناطق تخضع للحكومة المركزية مباشرةً مثل
-العاصمة إسلام أباد
-كشمير"الحرة"
-المناطق الشمالية
بالإضافة للمنطقة التي يتسبب التداخل والإمتداد العرقي بينها و بين أفغانستان بمشاكل وهي منطقة القبائل....

معضلة الدين و السياسة:
ترى هل كان محمد على جناح على علم بخطورة ثنائية الدين-السياسة عندما قاد، في الرابع عشر من أغسطس عام 1947، انفصال باكستان رسميا عن الهند على أساس ديني وإحتفل باستقلالها عن بريطانيا ؟...
كان الوضع معقداً لأن هذا السياسي الإسماعيلي العلماني الذي درس في جامعات إنجلترا كان يريد لباكستان أن تكون دولة مدنية حديثة بعيدة عن الدين في الوقت نفسه الذي كان الرافد الأساسي للهوية الباكستانية نفسها هو الإسلام..
وهنا وقع في تناقض بقي كالقنبلة الموقوتة تحت الرماد...-.
بدأت بوادر الأزمة بعد الإنقلاب الذي قاده الجنرال ضياء الحق ضد ذوالفقار علي بوتو...والإسمين السابقين هما من أبرز الأسماء التي أثرت في تاريخ باكستان..
هذا الإنقلاب شكل لحظة تاريخية مؤثرة ومهمة للغاية في تاريخ باكستان..قد لا يشاركها في الأهمية إلا لحظة استقلال باكستان عن الهند...
الثاني كان رئيسا منتخبا بأغليبة كبيرة ينتمي الأقلية السندية في البلاد.وهو أيضا إسماعيلي المذهب مثل سلفه مؤسس باكستان..
بوتو، بالإضافة لكونه أبا لبيناظير التي سطع نجمها بعد وفاته"، كان بانيا و محدثا لباكستان علمانيا وتقدما عصريا
ولكن هذا الرجل الذي كان يرتدي زيا مشابها لزي ثوار أسيا الشيوعيين..لم يكن متماهيا مع السياسة الغربية..
وقد يكون ذلك أحد اسباب تأخر الدول الغربية في إدانة إعدامه عام 79 ..حيث جاءت إدانة ميتران متأخرة في حين إكتفت الولايات المتحدة بإعلان عدم رضائها..
الاسم الأول، الجنرال ضياء الحق والذي كان رئيس الأركان المنقلب على بوتو كان يفهم الدرس جيدا و عن طريق أسلمة المجتمع و نشر ثقافة جهادية معادية للشيوعية حاول كسب شرعية وشعبية داخلية بالإضافة إلى تحالفات قوية مع المعسكر الغربي على أساس إجتماعهم على عدو مشترك..
ثبت الجنرال حكمه باعلانه تكوين مجلس للشورة يعينهم الرئيس مباشرة لإحتكار القرار..بل و نجع بنسب تفوق التسعين في المائة في الإستفتاءات التي أجراها لتمديد فترته الرئاسية..
ثم ساعد في إنشاء المدارس...والمدرسة هنا هو اسم يطلق على ما يشبه الكتًاب في الأفلام المصرية القديمة...ألا وهي مدرسة لتحفيظ القران وتدريس الشريعة عوضا عن العلوم المدنية التي لا يتاح تحصيله لنسبة كبيرة من الشعب الباكستاني
هي المدارس الوحيدة المتاحة لملايين الأسر الريفية و الفقيرة في بلد لا ينفق على التعليم أكثر من 2 في المائة من إجمالي الدخل القومي طبقا للبنك الدولي..
مدارس لا يعرف طلبتها الصغار إجراء عمليات الحساب ولم يسمعوا قط بالديناصور و يسخرون من مقولة وصول الإنسان إلى القمر. غير أن الأمر من ذلك هو رغبة الكثيرين منهم في أن يصبحوا مجاهدين حينما يكبرون من اجل أن ينتهوا شهداء لأن ذلك – حسبما قيل لهم - سيدخلهم الجنة - على حد تعبير كريستينا لامب في التايمز اللندنية..
تزايد عدد المدارس كان له دوما مغزا سياسي..
قبل الإستقلال لم يكن عدد المدارس أكثر من 250 ثم وصل إلى 2000 في سبعينيات القرن المنصرم..
ثم خلال الثمانينيات و كجزء من سياسات الحرب الباردة أوعز للجنرال ضياء الحق أن يدعم إنتشار هذه المدارس و يسمح لها بتبني خطاب أكثر راديكالية لينتج مجاهدين ضد الخطر الأحمر في وسط أسيا (أفغانستان أساسا) أو ضد الهند في كشمير. وأيضا ليركب جنرال ضياء الحق جواد الإسلام ليكسب به تأييدا شعبيا من الجماعات الإسلامية و عوام الشعب في إطار بحثه عن الشرعية المفقودة..حتى وصل العدد الأن أكثر من خمسون ألف مدرسة و أكثر من مليوني طالب..
من أشهر من تتلمذ في تلك المدارس زعماء القاعدة الستة المعتقلين، ريتشارد ريد صاحب الحذاء المفخخ، ساجد بدات الذي اعترف بمخطط لتفجير طائرة ركاب متجهة إلى أمريكا في عام 2003 وأسامة نزير الذي فجر إحدى الكنائس في إسلام أباد في عام 2002 واحمد عمر سعيد شيخ قاتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل و عمر خان شريف و آصف محمد حنيف اللذين فجرا مقهى في تل أبيب في عام 2003 ، وانتهاء بمرتكبي تفجيرات السابع من يوليو في لندن....بالإضافة طبعا لطالبان أفغانستان الذي إنتهى الربيع بينهم و بين الحكومة الباكستانية عندما انضم الجنرال مشرف إلى الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد طالبان بعد الحادي عشر من سبتمبر
الأمر الذي كان متعارضا تماما مع سياسات مشرف الذي جاء إلى السلطة بدوره بإنقلاب عسكري 1999
مشرف في البداية سار على خطى ضياء الحق لفترة فتحالف مع جماعة علماء المسلمين وهي العمق الأيديولوجي/اللوجستي لطالبان...وأحد أكبر روافد مجلس العمل الموحد، وهو تحالف واسع بين الإسلامين زاد تمثله البرلماني باضطراد في عهد مشرف..
بالإضافة إلى حزب الرابطة الإسلامية- الجناح المنشق عن نواز شريف و الذي سمي (الحزب الحاكم) ...طبعا لا ينطبق عليه هذا التوصيف في الوقت الحالي..

لكن في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، كما يسمية الأمريكيون، إضطر مشرف على أن يلعب كشريك اساسي للولايات المتحدة في الحرب على الارهاب، وبعد ان لاذت فلول القاعدة وطالبان أفغانستان بإخوانهم في العرق و الأيديولوجية (طالبان باكستان) و خصوصا بعد تفجيرات لندن لم يتوانى مشرف عن أن يكسر العقد التاريخي مع القبائل في منطقة وزيرستان ليرسل قواته العسكرية الى مناطقهم للدهم والتفتيش بحثا عن فلول القاعدة وطالبان، وهو أمر جلل خصوصا و أن منطقة القبائل لم تحكم بحكومة مركزية منذ الإسكندر الأكبر ..
تلك القبائل ينتمي إليها ضباط وقضاة تمردوا على اوامر مشرف، وتعرض على أثر تلك القرارت لمحاولات إغتيال عديدة...هي في أحسن التقديرات ثلاث عمليات معلنة كل سنة و هو رقم مخيف في دولة تملك سلاحا نووياً لحامل أختامها النووية.
لم يفلح التعاون الذي أبداه مشرف مع الأمريكان في حمايته من الغضب الشعبي..
أعلن الطواريء و اعتقل إفتخار تشودري كبير القضاة ثم أجبر على قبول عودة نواز شريف (الذي أزاحه من قبل عندما قاد عليه إنقلاباً) و يناظير بوتو...
لم يطلب شريف او بوتو الصفح من مشرف بلا عادا ليقودا المظاهرات ضده
لتستمر المأساة الإغريقية وتقتل بوتو في تفجير غامض بعد شهر واحد مع خلع الجنرال لبزته العسكرية و إنتحالة صفة الرئيس المدني...
ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فمقتل بوتو قد مهد الأرض أمام المعارضة لفوز كاسح في الإنتخابات البرلمانية..
ليفقد الرئيس التأييد الشعبي و الإسلامي بل و العسكري...
ويضطر على أن يقدم استقالته من الرئاسة قبل ان يتم عزله بواسطة الاغلبية المعارضة في البرلمان في سينارية افضل من نهاية سلفه ضياء الحق و الذي مات في حادث طائرة غامض تورط فيه بعض معاونيه...

يستمر المتشددون في التفجيرات ليطرحوا تساؤلات عن كيفية مجابهتهم...خصوصا من من عارض مشرف و أجبره على الإستقالة...
الحكومة الباكستانية الجديدة تحمل على أكتافها إرثا ثقيلا، يصعب التخلص منه...
بعد نصف ساعة من تصريح الرئيس الجديد (زرداري) أرمل بوتو عن معارضته لأي تدخل أمريكي على أرض باكستان بدعوى إصطياد المتشددين، نفذ هؤلاء المتشددون تفجير الماريوت في رسالة تحدي سافرة في لحظة وجود تاريخية أخرى قد تكون الأخطر منذ نشأة أرض الأطهار النووية.....

(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-29-2008, 06:27 AM بواسطة AhmedTarek.)
09-29-2008, 06:22 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أرض الأطهار.......إلى أين؟؟ - بواسطة AhmedTarek - 09-29-2008, 06:22 AM
RE: أرض الأطهار.......إلى أين؟؟ - بواسطة AhmedTarek - 10-17-2009, 06:16 PM,
RE: أرض الأطهار.......إلى أين؟؟ - بواسطة human7777 - 10-18-2009, 01:35 PM,
أرض الأطهار.......إلى أين؟؟ - بواسطة سيستاني - 09-29-2008, 06:45 AM,
أرض الأطهار.......إلى أين؟؟ - بواسطة AhmedTarek - 09-29-2008, 09:15 AM,
أرض الأطهار.......إلى أين؟؟ - بواسطة طنطاوي - 09-29-2008, 09:20 AM,
أرض الأطهار.......إلى أين؟؟ - بواسطة vodka - 09-29-2008, 06:45 PM,
أرض الأطهار.......إلى أين؟؟ - بواسطة AhmedTarek - 10-01-2008, 12:34 AM,
أرض الأطهار.......إلى أين؟؟ - بواسطة AhmedTarek - 10-01-2008, 12:47 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 4 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS