دوما هناك متعة في التحدث عن الانفاجارات ، و القتلى ، و الجرحى ، لذلك ترى الناس تتابع الامر ، ليس خوفا على حياتها ، بل تفعل ذلك كمتابعتها لبرنامج من يربح المليون . و اليوم بعد ان مضت شهور على اغتيال مغنية ، و مثلها مضت على اغتيال العميد محمد سليمان ، الذي اغتيل في اللاتذقية ، دون ان ننسى ان نظام العنف و الامن في سوريا ، قد صرح و اكد بما لا يقبل الشك انه سيكشف الفاعلين خلال ايام على مقتل مغنية ، و مرت الايام و الشهور ، و لم يذكر شيئا حول الموضوع .ثم وحدثت الجريمة الثانية ، و مرت الشهور ، و الآن حدثت عملية اغتيال العميد ، في الاستخبارات العسكرية السورية ،عبد الكريم عباس، نائب رئيس فرع فلسطين للمخابرات السورية، وهو أحد أقوى الفروع الأمنية السورية وأكثرها صيتاً ، و توفي معه ابنه في العملية . و تقول بعض المصادر ان العميد عبد الكريم هو أحد الذين تم التحقيق معهم، في قضية اغتيال الحريري.
لو نظرنا الاغتيال الاول و تذكرنا الاعلام السوري ، لوجدنا انه اتهم اسرائيل ، في الظاهر ، و سوق اتهام بندر بن سلطان بين مؤيديه ، في الباطن . ثم في الاغتيال الثاني ، كان الاتهام موجه الى اسرائيل ، كالعادة ، و تم تسويق التهمة باطنيا ، اي بين الاتباع ، ضد خونة ، لبنان ، و صهاينته ، من جماعة 14 آذار . ثم جاءت الجريمة الثالثة ، ليتوجه الاتهام الى اسرائيل ،ظاهريا ، و جماعة الاربعتش آذار ، باطنيا .
لكن من جهة اخرى ، نجد ان مقتل مغنية نسبته جماعة آذار ، و اسرائيل ، و الدول العربية الدائرة في فلك السعودية ، الى ايران . و مقتل العميد محمد سليمان ـ نسبوه الى ايران ، و ظاهريا ، و الى خلافات بين قوى السلطة في سوريا ، باطنيا . و اليوم نجد ان الاعلام السوري ، في اغتيال العميد عبد الكريم ، لم يذكر اسم العميد ، لغاية في نفس يعقوب ، بل تحدث عن الارهاب السلفي (غير الموالي للسلطة ) و اتهموا دولة مجاورة ، و المقصود العراق بشكل ظاهري ، و لبنان ، بشكل باطني !

لنكن ، لنعد الى قرارة انفسنا ، و لنسأل حدسنا : ما هو الخيط الذي يصل ما بين مغنية ، والعميد محمد سليمان ، و العميد عبد الكريم ؟ نجد بانه خيط يربط الثلاثة بمقتل رفيق الحريري ! ببساطة ، ان تكرر تلك الاغتيالات ، في هذا الوقت بالذات ، و بعد الانفتاح السوري على فرنسا ، اذ يبدو ان هناك اتفاقا بين ساركوزي و سوريا ، بان على النظام ان يقطع كل الصلات مع الوسائل التي استخدمها في جريمة قتل الحريري، اذا كان يريد ان يبرىء نفسه من الجريمة الشنيعة تلك . و ها هو بشار يقوم بعمليات التصفية تدريجيا ، مما يعني ان الحبل يكرج على الجرار ، و ان هناك جرائم كثيرة قادمة من العيار الثقيل . فلا يغشنكم ان الانفجار قضى على 17 او 30 او 55 مواطنا سوريا ! بل الى ان هناك شخصيات مهمة ، محددة ، قضي عليها في الانفجار ، و لم يتطرق النظام السوري الى ذكرها . و قد اعتدنا في النظام الحر ، ان يذكر اسم اهم شخصية تموت في حوادث من هذا النوع .
للاسف نقول : الى اللقاء مع الجريمة القادمة في سوريا ، و ستكون التهمة بظهر الارهاب السني ، لضرب عدة عصافير بحد واحد ، بينما الهدف هو التخلص من باشق نفذ ما طلب منه ، و بات يمثل خطرا على النظام في المحكمة القادمة، ذات الطابع الدولي ، خاصة ان بان كي مون صرح منذ ايام بان المحكمة تعمل بجد لبدء عملها ، و هي غير خاضعة لدولة بعينها ، فرنسا كانت ، أو امريكا ، بل هي مسؤولة امام المجتمع الدولي !

تحياتي .

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني