يا فارس يا أبو الفوارس..
هل عندك مشكلة لو أنني معجب بالشعر المابعد حداثي وأرى فيه نموذجاً يحتذى ويستحق نقلة نوعية نحو الكتابة النثرية لاستخدامه ببساطة في حوار شفاف مع شخص أريحي مثل الزعيم؟
بعبارة أخرى لكي أكون "أكثر وضوحاً" : ماهي المشكلة لو أن شخصاً معجباً بأسلوب الشعر المابعد حداثي ( والذي لم أقرأ منه قصيدة واحدة بالمناسبة ) بحيث شاء واختار كإنسان حر - موجود في منتدى تكفل له وثيقته تلك الحرية بشكل واضح في نصوصها - أن يستخدمه كأداة طيعة في يده للحديث أو التعبير عن نفسه بالكتابة كوسيلة من وسائل الإتصال مع الآخرين ؟

وبعدين...كلمة "الإستعراض" هذه تنتمي أكثر إلى "المجلات" ووسائل الميديا الأخرى كالـ"فيديوهات" أكثر منها إلى "الكتابة" فهي تشير إلى أن مستخدمها يستعمل الوسائل "المرئية المتحركة (الطعمة اللذيذة)" أكثر من الوسائل المقروءة الجافة التي يصعب وجود "استعراض" فيها.
وهذا غير دلالتها على ميل عدواني نحو الدخول في نوايا الغير والحكم عليها... (ليه كده يا فارس انا عملت لك ايه؟ تصالح معي ومع المحيطين بك بقى يا أخي).

وهذا التعليق "مزحة" أرجو أن لا تأخذه وتعمل منه حاجة فظيعة وجد بقى !

أما "الزميل العزيز" أورانوس بصراحة أسلوب "الإلحاد الأصلي" لم يعد ينفع في العصر الحالي ولا يتماشى مع "الواقع" لأن الأسلوب البراجماتي الذي يستخدمه الزميل العزيز أورانوس أو "الأستاذ" مايند الذي "أسس" مذهب "الإلحاد الإنساني" بفكره الرائع والعبقري ، فشلا في تقديم حلول كثيرة ، فالزميل العزيز أورانوس استسلم للواقع وأصبح مفهوم الواقع "واقع" خالص معه، والأستاذ القاطرة مايند لم يقم بتعريف أي شيء سوى أنه نقل بعض "البيانات" الجاهزة وبعض مواقع الإنترنت وهذا كل شيء وحتى بعد تمحيص أول مقالة في مدونته حذفها بعد يومين وبقيت بعض المقالات التي لا تعبر عن مذهب ولا تؤسس لفكر ولا يظهر فيها أي إلحاد وبصراحة بدأت أتشكك في إلحاد الأستاذ القاطرة مايند وليعذرني الزميل العزيز أورانوس ولكن بدأت أرى روحاً متدينة هجينة تدخل على الأستاذ العظيم مايند في أفكاره وكتاباته العظيمة الجديدة مؤخراً . وأما الزميل العزيز أورانوس فمن خلال تعريفاته وكلامه يتضح أن الإلحاد عنده ليس سوى كلمة لا معنى لها، فهو فقط يعرف الإلحاد من خلال انتقاد الأشخاص الآخرين واتهامهم "بالردة" عن هذا الإلحاد الذي لم يعرفه هو أصلا ولم يعين له حدوداً ، ويطبق عليهم الزميل العزيز أورانوس "حد الردة" بتسميتهم بالملحدين الهجين. والحقيقة أن إلحاده الواقعي لا فيه معنى للإلحاد ولا للواقع فكل ما يتحفنا به الزميل العزيز أورانوس هو كلام عن فلان الذي فكره خاطيء، وعن الأستاذ مايند القاطرة الذي هو على عكس أولئك ، فكره فظيع وملوش حل.
ليت الزميل العزيز أورانوس يفتح موضوعاً وربما يكون لقاء الموسم في النادي، "لقاء الموسم...لقاء مع "ملحد أصلي"...هازم بتوع الدين...وكاشف الملحدين الهجين...الزميل العزيز أورانوس" حتى يعرف لنا ويعلمنا من فكره الفذ ومن فكر القاطرة الأستاذ مايند ماهو الإلحاد وما هو الواقع وكيف يمكن أن يكون الواقع غير "واقع" ويصبح أفضل مما هو "واقع".

والآن لنأخذ خطاً لأن الكلام القادم مهم...

[line][ne]


Array
أعتقد أن هذا اللقاء مع هذه الشخصية مفيد جداً للتعرف على "الجانب الدموي لبعض الأيديولوجيات", وكيفية تحوّل الشخص – من خلال اتباع دين من الأديان – إلى "مشروع إرهابي" بامتياز. وأنا أحسد زميلنا "ألبير كامي" بحق على سعة صدره ، واعتباره لهذا "النموذج الإسلاموي" صديقاً
[/quote]

سعة الصدر..
لأن هذا النموذج هم "أهلي"..
هذا النموذج أطفاله يجلسون على حجري، ويلعبون معي.
وعندما أمرض فإن هذا النموذج يحملني إلى المشفى في منتصف الليل ولا ينام حتى يطمئن أن حرارتي عادت إلى طبيعتها.
ولكن للأسف ، هذا النموذج ..لو علم فقط أو "شم خبر" أنني أفكر "بشكل مختلف" عما هو مكتوب في الـ 604 صفحة المجلدة في كتاب ملقى على الرف الجانبي والمعنون "القرآن الكريم".. فإن هذا النموذج سوف يقطع علاقته بي.
لن أرى أطفاله ولن ألاعبهم، وإذا مرضت فلن يأخذني إلى المشفى، وسوف أخسره لأنني رأيت أن هناك تخريفاً في أحد الصفحات الـ 604 الملقاة على الرف المجاور والتي لا يهتم بها هذا النموذج في الكثير من جوانب حياته، وهذه هي المفارقة.
فهذا النموذج... يرتدي الجينز، ويقضي يومه في العمل، يمضي الوقت أمام التلفزيون، يجري من السوبرماركت إلى المول إلى السينما،و ينام عن صلاة الفجر ، ويمضي وقت الفراغ في نميمة الناس على الهاتف، ولكن إذا جاءت سيرة الشيعي، الشيعي فقط! وليس الملحد أو المسيحي أو اليهودي... بل الشيعي...
تجد أوداج هذا النموذج انتفخت، وعيناه احمرتا، بلا داع، وأخذ يسب ويلعن في الكفرة الفجار الذين يشتمون الصحابة ويجامعون المحارم وينكحون المتعة...وفي غمرة الغضب...يقوم هذا النموذج بالضغط بغيظ على أحد أزرار الريموت كنترول الملقى في يده بإهمال، فإذا بخبر طريف على قناة العربية وإذا بالنموذج ينسى كل شيء ويرنو إلى المعزة التي ولدت توأمين ، وينتهي كل شيء عن الشيعة والمحارم والنكاح والمتعة...ويعود النموذج إلى صفاءه وراحة باله..وضحكته الصافية

وهذا النموذج لم يفكر في ترك العمل والتلفزيون والغضب وانتفاخ الأوداج والتصفح قليلا في كتب دينه ، ولذا فهو لا يعلم أن نبيه قال له :

عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم ، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم" رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم وصححه الألباني.

وقال الإمام أحمد: حدثني مرحوم حدثني أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً وأردفني خلفه فقال "يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك، كيف تصنع؟" قلت: الله ورسوله أعلم. ، قال "اصبر" .
قال "يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس موت شديد كيف تصنع؟" قلت : الله ورسوله أعلم، قال "اصبر" قال "يا أبا ذر، أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضاً - يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء – كيف تصنع؟" قلت : الله ورسوله أعلم ، قال " اقعد في بيتك، وأغلق عليك بابك" قال: “فإن لم أترك أفآخذ سلاحي؟" قال: “إذاً تشاركهم فيما هم فيه، ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه وإثمك" . الحديث في المسند، وأبو داود، وابن ماجة.
ابن كثير – النهاية في الفتن والملاحم ص 52 .

يعني هذا النموذج لا يعلم أن نبيه قال كلاماً أكثر مسالمة مما جاء به "بوذا" نفسه!
ومتى؟ مع قدرة الإنسان على الدفاع عن نفسه وعدم وجوده في موضع "ضعف"

وكل ما أريد أن ألفت نظر هذا النموذج له ، هو أن يبقى على دينه ولا يفارقه، وأن لا يطبق ما جاء في الأحاديث أعلاه!

بل إن دخل على هذا النموذج معتد فليتناول سكين مطبخه ويطلع دين اللي خلفوا المعتدي!

ولكن ليكف هذا النموذج يده عمن لم يدخل عليه بيته ، ليكف عن كره من وقع في "الفتن” كما يراها من وجهة نظره أنها “فتن” ويلتزم بالمسالمة الواردة في الحديثين، ليكف عن الخروج عن داره بالخنجر والسيف ليتتبع "المفتونين" في ديارهم ويقتحم عليهم بيوتهم ويقتلع رؤوسهم من فوق أكتافهم. ليلزم أمر رسول الله وليعد إلى رشده ويلزم بيته ويترك الناس "تفتن" وليحاول أن يفتنهم عما هم فيه بالكلم الطيب والعمل الصالح ، وليكن ذلك بعد أن يفعل ماأمره به دينه في شأن "المفتونين" :
Array
كسروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم ، واضربوا سيوفكم بالحجارة
[/quote]

لم يطلب أحد من هذا النموذج أن يترك دينه، بل عليه أن يفهم دينه بشكل مختلف يرحمه ويرحم الآخرين.
خاصة أحباءه وأقرباءه الذين لا يستطيعون إلا أن يمثلوا عليه التقوى والإيمان فقط لأنه مغلق الفكر ناشف الرأس إلى درجة متحجرة لا ينفع معها "قرآن" ولا "حديث" ولن أقول لا ينفع معها "حرية" و "علمانية".

ولكن المؤلم والمحزن أخي الفاضل العلماني..
أن هذا النموذج يبقى وسوف يبقى لحمي ودمي، وأنا منه وهو مني.ولهذا فالأمر لا يعود إلى سعة الصدر ولا إلى تفضل مني أو ترفع، بل هو حب يجري مجرى الدم..لا يستطيع المرء أن يقطعه أو يتخلص منه.
ولا يوجد حل..
فالذي هو سيبقى هو.
إن المسألة لا ينفع معها نشر "تنوير" ولاتدعيم "فكر" ولا استخدام "عقل". إن الحكاية كلها ومافيها التي تمنع عن قبول هذا النموذج لتغيير الآخر لفكره هي العاطفة وخاصة عاطفة "الخوف"...
وليحدثنا العزيز خوليو عن ذلك..

سلامي للجميع