الفضل كل الفضل لتأجيج الخلاف المذهبي السني الشيعي يعود بالدرجة الاولى الى الثورة المعلوماتية والفضائيات التي جعلت من هب ودب يطلع على تفاصيل كانت فيما قبل حبيسة حوزات او باحثين متخصصين من الطرفين فجاة صارت في متناول العامة بنقرات بسيطة على الكيبورد او الريموت كونترول .
لنتخيل لو ان القرضاوي تكلم في الثمانينات ، كلامه كان سيبقى حبيس مجلسه و حتى لو تسرب فما كان ليثير أي ضجة بين ملايين النشيطين المسلمين الذي كانوا بقلبهم مع الثورة الوليدة وحتى ان تسرب فسينشر على استحياء في مطبوعات اسلامية متخصصة مثل (الوعي الاسلامي ) او مجلة ( الامة) وطبعا جريدة ( المسلمون ) . انذاك كانت الجمهورية الاسلامية تحظى بتعاطف اغلب قادة حركات الاسلام السياسي العربي و شكلت طهران ملاذا ومصدر دعم لزعماء فارين من متابعة انظمتهم داسوا على الخلاف العقائدي مسحورين بتجربة الثورة الاسلامية .
الان وبعد ان تعلم شيوخ الوهابية استعمال النت والكيبورد خرج الصراع المذهبي الى السطح بعد ان تفرخت مواقع دينية متخصصة في كشف زيف كل مذهب في تسابق غريب على شراء الدومينات التي تضم الكلمات المفاتيح التي تخص الاسلام او التي تخص الطرف المقابل تستغل في الردح والفضح وتاجيج العداوة الطائفية والتهليل لانتصارات وهمية بعد اهتداء فلان واستبصار علان ، طبعا نظام الملالي الغبي قدم خدمة لا تقدر بمال لهذا الفريق لتورطه القذر في عملية احتلال العراق و تغطيته لعمليات المليشيات الصفوية في التصفية المذهبية مدفوع بحقد سياسي و تاريخي اعمى ، هذا في الوقت الذي وقفت فيه باقي المنابر الدينية لبقية الدول وحتى المراكز مثل الازهر في الحياد بل و لم يكن غريبا ان تكون رموزا سنية معروفة لا تخفي تعاطفها مع النموذج الايراني مثل سليم العوا وفهمي هويدي اضافة الى قادة كل الحركات الاسلامية السنية من السودان الى فلسطين الى اخوان مصر وصولا الى اسلاميي الجزائر والمغرب .
يعني في البدء كانت معركة بنو عبد الوهاب وحدهم الى ان حصل مستجد صادم بالتحاق من كان يعتبر رمزا للوسطية واعني الشيخ القرضاوي بالحملة الوهابية مما تسبب في بلبلة غير مسبوقة في اركان الحركة الاسلامية العربية التي وجدت نفسها مضطرة الى التموقف السريع اما مؤيدة او مستنكرة لما ذهب اليه الشيخ .