ضجة و حركة من الصباح , الأولاد شافوا العيد بمنامهم وفاقوا" من طيز الضو" ينتظرون ستهم لتأخذهم إلى المقبرة لزيارة قبر والدي وبقية الأقرباء الذين فروا من عالمنا إلى ...مدري لوين !!!!!

المهم أيقظوني بالرغم من كؤوس العرق التي تناولتها بيتي,يلة السابقة وماعاد فيي نام فقمت ولبست ورحت معهم .

على فكرة المقبرة لا تبعد سوى مسافة قصيرة جداً من بيتي , منظر جميل تشعر فيه بجميع المشاعر الإنسانية دفعة واحدة من حزن وفرح وندب وندم . المقبرة مليئة بالرجال الذين يقفون بصمت أمام قبور أقربائهم ونساء غطين رؤوسهن احتراماً لحرمة الموت وصبايا زادهن لبس الأسود جمالاً على جمال لا تستطيع سوى تأملهن رغم هيبة الموقف .
وقفت دقيقة صمت أمام قبر والدي بينما كانت أمي تقرأ له بعض آيات القران وتتحسر على أيامها معه. مالمني شيء بقدر ماالمني قول ابني الصغير : بابا بتمنى لو أنو بس يوم واحد التقيت أنا وجدي في الحياة , يوم واحد بس وشو ماصار بعدها يصير , قال ذلك بحزن جعل دموعي تنزل من عيني ( ابني الكبير كان عمره سنة ونصف عندما توفي جده والصغير ولد بعد وفاة جده بستة أشهر ولذلك هو يفاخر بذلك رغم أنه لا يتذكره) .
بعد زيارة قبر والدي ذهبت لقبر ابن خالي وأعز صديق عندي والذي قضى انتحاراً منذ عشرين عاماً وكان عمره 20 عاماً وقبر أغلى ابنة عم لدي والتي توفيت بمرض خبيث بنفس اليوم وبنفس اللحظة تقريبا الذي توفي فيه ابن خالي في 8 , 8 , 1988 ومن الصدف أنها كانت قد ولدت في 7, 7, 1967 .

مشاعر كثيرة تنتاب المرء عندما يقف أمام القبور , تمر الذكريات مثل الشريط الإخباري على فضائية ما . وفي لحظة تقول لنفسك ياليتني من الذين يتيقنون بحتمية العودة وحتمية اللقاء ثانية .

مع تحياتي (f)