{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لعبة الأمم
Amsyr غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 37
الانضمام: May 2007
مشاركة: #1
لعبة الأمم
لم أجد عنواناً لائقاً لهذا المقال أكثر من عنوان كتاب مايلز كوبلاند عن دور المخابرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في أواسط القرن العشرين، ولكن هذا المقال لا يتعرض لذلك، بل يتعرض لشخص ينتمي – رغما عن أنفه - لثلاث أمم في وقت واحد، هذا الشخص هو أنا.

أنا سوري ولدت بعد تسلم حزب البعث السلطة عام 1963، وبالتالي تم حقني من الصغر بالقومية العربية ذات الرسالة الخالدة في كل مكان: الشارع، المدرسة، التلفزيون، المكتبة .... باختصار في أي مكان إلا بيتي، حيث كانت عائلتي السورية القومية المتحمسة تربي أولادها على معرفة الأمة السورية وخصائصها الفريدة والهلال الخصيب ونجمته قبرص وضرورة استعادة مجد حضارتنا السورية الضاربة في أعماق التاريخ.

ثم امتد بي العمر إلى أن أضيفت أمة جديدة مؤخراً إلى القائمة هي الأمة الإسلامية التي أعطت العالم الحضارة والتي ما أن يعيد المسلمون التمسك بدينهم حتى ستتبوأ مكانها الطبيعي ليس كأمة بين الأمم المتقدمة مثل الأمتين السابقتين، بل كقائد ومخلص للبشرية جمعاء تحت رايات التوحيد الخفاقة.

أزمة الهوية هذه يعيشها كل سوري يرفض الاعتراف بحدود اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الولايات العثمانية التي احتلتها انجلترا في الحرب العالمية الأولى، هذه الاتفاقية التي تعاملت مع المنطقة ككعكة تقسم بين المنتصرين دون أي اكتراث برغبات وتطلعات سكان المنطقة على الإطلاق.

أريد هنا أن أشارك القارئ السوري و"العربي" والإسلامي أفكاري حول هذه الأمم الوهمية، ثم أريد أن أقترح التركيز على أمة رابعة (وكأن الثلاثة لا تكفي)، الأمة التي أشعر بالانتماء إليها فعلاً.

أولاً – الأمة العربية: الأمة التي تمتد من موريتانيا غرباً إلى عربستان في إيران الحالية شرقاً، ومن الصومال جنوباً إلى كيليكية في تركيا الحالية شمالاً، دع جانباً جزر القمر التي لا أعرف موقعها على الخريطة إلا بالتقريب الشديد والتي لم تكن عربية في صغري !!!!!

هذه الأمة التي علموني أنها تشترك بلغة واحدة وتاريخ واحد وحضارة واحدة ومصير واحد وتطلعات واحدة، هذه الأمة التي مزقها الاستعمار الغاشم ووضع بين "أقطارها" الحدود المصطنعة كي يضعفها ويستغل ثرواتها ويجعلها سوقاً لتصريف منتجاته.
هذه الأمة التي تشكلت – حسب الإيديولوجيا البعثية - من "الهجرات العربية" المتتابعة التي خرجت من الجزيرة العربية، منهم "العرب السومريين" و"العرب الأشوريين" و"العرب الكلدانيين" و" العرب الفينيقيين" و"العرب الفراعنة" إلى آخر قائمة طويلة من العرب كونت في النهاية هذه الأمة المتماسكة التي نراها حالياً.

طبعاً لم تدخل هذه النظرية في التفاصيل التافهة مثل محاولة شرح لماذا كان البشر متركزين جميعاً في الجزيرة العربية بداية، لماذا تركوا الهلال الخصيب ووادي النيل فارغين واختاروا السكن في صحاري الجزيرة العربية الجرداء.

وفي حال لم تكن هذه المناطق خالية قبل "الهجرات العربية" ماذا حل بسكانها الأصليين؟، هل أبيدوا أو ذابوا في "الحضارة العربية"، هذه الحضارة التي لم توجد في أي يوم من الأيام في الجزيرة العربية، منشأ "الأمة" جمعاء.

وتناست النظرية أن اللغة العربية وهي الشيء المشترك الخاص الوحيد في هذه "الأمة" هي لهجة قريش، وأنها لم تكن موجودة قبل أن ينشرها الإسلام. وأن حضارة سورية الطبيعية ومصر ترجع إلى ألوف السنين قبل الإسلام واللغة العربية.

ولم تدخل أيضاً في شرح تفاصيل ثانوية مثل عدم وجود أي فترة من التاريخ سابقة أو لاحقة على الإمبراطورية الأموية التي دامت 89 عاماً فقط كانت غالبية – وليس كل - "أقطار" هذه الأمة متحدة في كيان سياسي واحد، ودعنا لا ننسى هنا أنه حتى هذه الإمبراطورية لم تكن عربية نقية، بل ضمت الأراضي الحالية لإيران وأفغانستان وباكستان وأجزاء من الهند.

ولم يتم أيضاً التطرق إلى أن هذه الإمبراطورية كانت مثلها مثل جميع الإمبراطوريات التي جمعت أجزاء كبيرة من "الوطن العربي" مثل الإمبراطورية الرومانية والعثمانية، كانت إمبراطورية فتح وإخضاع بالسيف والحديد والنار، وأن التمرد على السلطة المركزية لم ينقطع يوماً خلال فترة وجودها القصيرة حالما أحس أحد من الأقاليم بضعف السلطة المركزية وأنها تفككت على الفور تقريباً عند زوال السلطة المركزية القوية.

ولم تأخذ هذه النظرية في الحسبان أن هناك الكثير ممن لا تروق لهم فكرة العروبة من الأساس مثل الأكراد والسريان والآشوريين والأمازيغ وسكان جنوب السودان، الذي تحولهم العروبة إلى مواطنين من الدرجة الثانية في بلادهم بمصادرة ثقافتهم وتراثهم لحساب "التراث العربي".

القومية العربية كانت فكرة رائعة، تحمست لها بريطانيا وفرنسا كثيراً ودعمتها إلى النهاية لاستغلالها لتحطيم الإمبراطورية العثمانية التي كانت تستمد شرعيتها من الإسلام، وقد نجحت في ذلك أيما نجاح بدون شك. وبعد ذلك فقدتا اهتمامهما بها كأداة استنفذت الفائدة المرجوة منها. وقد تحمست لها لأقليات الدينية التي تعيش في سوريا كرعايا تحت حكم الإسلام للعروبة لتنتقل من ذمة الإسلام إلى المواطنة في دولة قومية لا ترتكز على الدين.

الوطن العربي في النهاية هو البلاد التي يوجد بها الإسلام واللغة العربية (التي هي بحد ذاتها ناتج من نواتج الإسلام) معاً، بدون وحدة جغرافية، أو وحدة مصالح أو تاريخ مشترك أو وعي مشترك أو رؤية مشتركة للمستقبل.

بالإمكان تحبير الصفحات في التنظير الإيديولوجي عن مكونات الأمة بلا نهاية بالطبع، التنظير عن مكونات الأمة وخصائصها في شعوب لم تتجاوز العشائرية والقبلية بعد، شعوب لا يزال فيها الحاكم إلهاً يعبد والانتماء الحقيقي للفرد فيها هو للقبيلة والعشيرة ثم الطائفة، ولكن في النهاية أثبتت هذه القومية خوائها بحيث انهارت بعد هزيمة الديكتاتوريات التي حملت لواءها وإيديولوجيتها أمام إسرائيل، وتبين أن الروابط "القوية والتاريخية والمصيرية" التي تجمع بين "أقطار" الأمة التي "جزأها الاستعمار البغيض" لم تفلح بعد أكثر مرور عشرات السنين من الوعي القومي في توحيد أي بلدين "عربيين" ما عدا اليمن السعيد الذي يحافظ على وحدته حتى الآن بالكاد وبالقوة وسط تمردات وثورات لم تنقطع عملياً من اللحظة الأولى للوحدة.

بل لم تفلح حتى في الحفاظ على وحدة الدول القائمة حالياً، فغالبية الدول الناطقة بالعربية تغلي في نزاعات طائفية وعرقية وعشائرية وقبلية لا حصر لها ويحافظ على "المستقر" منها قمع أنظمتها فقط وليس أي قناعة أو وعي قومي لسكانها.

في مداخلات قادمة سأتطرق للأمة السورية والإسلامية ثم أذكر بديلها، أمتي الحقيقية.

شكرا.
10-02-2008, 04:54 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لعبة الأمم - بواسطة Amsyr - 10-02-2008, 04:54 PM
لعبة الأمم - بواسطة Amsyr - 10-03-2008, 04:41 PM,
لعبة الأمم - بواسطة سيستاني - 10-03-2008, 04:48 PM,
لعبة الأمم - بواسطة lellou - 10-03-2008, 09:17 PM,
لعبة الأمم - بواسطة neutral - 10-05-2008, 09:29 AM,
لعبة الأمم - بواسطة Amsyr - 10-05-2008, 06:27 PM,
لعبة الأمم - بواسطة Obama - 10-05-2008, 07:05 PM,
لعبة الأمم - بواسطة طنطاوي - 10-05-2008, 07:07 PM,
لعبة الأمم - بواسطة عاشق الكلمه - 10-05-2008, 09:37 PM,
لعبة الأمم - بواسطة العلماني - 10-05-2008, 11:56 PM,
لعبة الأمم - بواسطة الحر - 10-06-2008, 01:01 AM,
لعبة الأمم - بواسطة lellou - 10-17-2008, 07:28 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل الديمقراطية لازمة لتقدم الأمم؟ Blue Diamond 22 3,985 03-02-2012, 09:54 AM
آخر رد: عاشق الكلمه
  هل بقي لمنظمة الأمم المتحدة من باقية؟ السلام الروحي 2 887 09-22-2011, 11:34 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  اتفاقية كامب ديفيد مخالفة للدستور المصري و لقرارات الأمم المتحدة بداية و نهاية 0 1,451 01-02-2011, 01:36 AM
آخر رد: بداية و نهاية
  أعقل الأمم THE OCEAN 2 898 06-25-2010, 12:17 AM
آخر رد: الحوت الأبيض
  لعبة الماتريكس من الحياة مؤمن مصلح 1 938 06-06-2010, 08:42 AM
آخر رد: مؤمن مصلح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS