{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لعبة الأمم
Amsyr غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 37
الانضمام: May 2007
مشاركة: #2
لعبة الأمم
ثانياً – الأمة السورية: الأمة التي تضم أرضها كلا من الدول الحالية التالية: سوريا والعراق وفلسطين ولبنان والأردن والكويت وقبرص، بالإضافة إلى صحراء سيناء وكيليكية في جنوب تركيا وجزء من الصحراء السعودية وعربستان في غرب إيران.

يفترض أن أنطون سعادة اختار الحدود الطبيعية لبلاد الشام حدوداً لأمته السورية، جبال طوروس شمالاً وزاغروس شرقاً وحدود والصحراء جنوبا وحدود آسيا والبحر المتوسط غربا، أما قبرص فلعل قربها الجغرافي ساهم في جعلها نجمة الهلال السوري.

قد يبدو للوهلة الأولى أن الأمة السورية، كونها أقل مساحة وامتداداً بكثير من الأمة العربية، هي مشروع أكثر قابلية للتحقيق من الثانية، لكنها في الحقيقة لا تقل عنها خيالية.

لا أدري حقيقة من أين أتت لسعادة فكرة أن الحدود الجغرافية الطبيعية تترجم تلقائياً إلى حدود أمم، إذا قبلنا هذا الافتراض سنضطر إلى إعادة رسم خرائط العالم كلها، وذلك بالطبع بعد عدة مئات من السنين من الحروب اللازمة كي تقنع كل الدول الواقعة في منطقة جغرافية واحدة بالتوحد وتقنع بعد ذلك الدول الأخرى التي لها أراضي في مناطق جغرافية طبيعية تقع خارجها بالتخلي عن هذه المناطق لصالح "دولها الأصلية".

بإمكاني تخيل الدولة السورية الواحدة التي سأفرض جدلاً فقط أنها نجحت في توحيد سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق والكويت، بإمكاني تخيلها وهي تطالب تركيا بالتخلي عن جنوبها وإيران بالتخلي عن غربها والسعودية عن شمالها ومصر عن
صحراء سيناء، ثم تبعث المراسلات إلى القبارصة اليونان والأتراك تدعوهم فيها إلى التوحد معها على مبدأ أسلم تسلم !!!

ومن نافل القول أيضاً أن هذه الأصقاع لم تكن يوماً تحت حكم واحد مستقل، بل كانت دوماً أجزاء من إمبراطوريات وممالك متناحرة، وأنه لا شيء يجمع عملياً في الفكر وطريقة الحياة والأهداف بين مسيحيي لبنان وبدو الكويت ويونان قبرص وأكراد العراق وسنة سوريا وشيعة العراق إلخ...

بالنسبة لي شخصياً أفضل المشروع السوري عن المشروع العربي كونه أكثر يبتعد عن الدين الإسلامي كمكون أساسي للأمة، حيث أن العروبة هي ترجمة قومية للإسلام في الواقع، وكون القومية السورية تغرف من تاريخ حضاري عميق يتجاوز بكثير الغزوات والأشعار البدوية وقيم الصحراء القبلية التي حاولت العروبة تصويرها على أنها حضارتي وقيمي وتاريخي.

لكن هذا التفضيل العاطفي لا ينعكس على قناعة عقلية بإمكان تحقق مثل هذا المشروع، خاصة كونه يشترك مع المشروع العربي في فاشيته وعنصريته وتعصبه، بل ويتجاوزه في ذلك.

هو مشروع خيالي مثله مثل المشروع العربي تماماً، وفرقه الوحيد عنه هو أن الضباط المؤمنين به لم يقيض لهم اغتصاب السلطة مثل نظرائهم العروبيين واستخدام هذا المشروع مطية في سبيل الثراء والتربع بلا نهاية على كرسي الحكم، ولذلك يبقى لهذا المشروع بعض البريق الرومانسي في نفوس البعض كونه لم يتلوث بأوحال السلطة ولم يتجرع مذلة الهزائم التي مني بها العروبيون.

ثالثاً – الأمة الإسلامية: وهي بلا شك أكثر هذه الأمم غرابة، وهي تقوم على مبدأ بسيط جداً، هو أن الدين هو الهوية بكل بساطة، أي هي عملياً يتمركز مشروعها على إعادة عقارب الساعة 1400 سنة إلى الوراء إلى زمن غزوات الرسول وخلفاؤه المباشرين حيث كانت الدولة هي الدين، ثم بعد ذلك تجاهل كل ما حصل في الأربعة عشر قرناً اللاحقة !!!

حدود هذه الأمة غير واضحة المعالم حتى لمن يعتقد بها، فهي تمتد من أندونيسيا إلى البوسنة، ومن الصين إلى المغرب ومن نيجيريا إلى الشيشان، تتداخل بها عشرات الدول واللغات والألوان والأجناس والأعراق، ولا يوجد من يستطيع ضبطها على خريطة بعكس الأمتين السابقتين، فهل يجب يا ترى إعادة "فتح" الأندلس واليونان وبلغاريا ودول البلقان كونها كانت يوما تحت الحكم الإسلامي ؟ وهل تدخل فيها فرنسا حيث يعيش أكثر من ستة ملايين مسلم وحيث وصلت جيوش الإسلام إلى جنوبها يوما يا هل ترى؟

يتجاهل هذا الطرح الفوارق اللغوية والعرقية والثقافية والمصلحية والجغرافية والسياسية وكل شيء عملياً، ويتناسى أيضاً أن الإسلام هو مذاهب وشيع وطوائف يكفر بعضها البعض الآخر، ويتناسى وجود الأقليات غير المسلمة وأخيراً يتناسى هذا الطرح حقيقة بسيطة هي أنه بمجرد تفككك الدولة الأموية زالت عملياً الوحدة الإسلامية مرة وإلى الأبد وأن محاولة إحياءها هي بالضبط مثل محاولة إحياء مستحاثة.

الفكرة فيها من السخف ما يجعل مجرد الكتابة عنها أمراً محرجاً، ولكنها في عقول بعض المهووسين حقيقية لدرجة أن بعض الجزائريين مستعدين لتفجير أنفسهم في كشمير من أجلها !!! بل وبعض البريطانيين في أبناء بلدهم الذين يحملون جنسيته ويدينون بالولاء إلى أمة افتراضية موجودة في خيالهم فقط.

بالنسبة لي مناقشة الأمة الإسلامية بمعناها المتعارف عليه حالياً يماثل في سخفه محاولة مناقشة وجود الغول أو الإله أوزوريس بشكل جدي وإثبات عدم وجودهما !!

ولا يتبين كم هو سخيف تعبير "الأمة الإسلامية " إلا عند إنشاء أمم أخرى وهمية مثله: الأمة المسيحية والأمة البوذية والأمة الهندوسية مثلاً !!

ولكن التعبير يتردد باستمرار، وهناك كما أسلفت من ينظّر له ومن هو مستعد للتضحية بحياته لأجله ويمثلهم الآن التيار السلفي الوهابي الجهادي، وهم قلة نسبياً، ولكن هناك أغلبية تردده بشكل ببغائي دون أن تفكر لحظة في معناه ومدى واقعيته وتعتقد في وعيها الباطن أن الإسلام فعلاً هو أمة كما فرنسا أو أمريكا أمة !!

مع كل فاشيتهما وتعصبهما، تبدو الأمتان العربية والسورية جنتا الخلد بالمقارنة مع الأمة الإسلامية، فحل الأقليات "الكتابية" هو الجزية، وحل غيرها هو الترحيل أو القتل، وحل الشيعة الإبادة وحل أمثالي من العلمانيين معروف طبعاً وبالإمكان النظر للدول والمناطق التي تحكمها السلفية الإسلامية حالياً لمعرفة ما ينتظر أي شعب تسلمه الأقدار لهم.

أمام المشروع الإسلامي أنا عروبي أكثر من ساطع الحصري وقومي سوري أكثر من أنطون سعادة وشيوعي أكثر من لينين نفسه. فمع كل اعتراضاتي عليها، فعلى الأقل لا تدعو أي من هذه المشاريع إلى قتلي لأني لا أصلي ولا يدخل في مبادئها النظرية تصورات معينة عن طول لحيتي وقصة شعري !!!

شكراً لمن تابع وفي المداخلة القادمة سأقدم أمتي التي أنتمي لها.
10-03-2008, 04:41 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لعبة الأمم - بواسطة Amsyr - 10-02-2008, 04:54 PM,
لعبة الأمم - بواسطة Amsyr - 10-03-2008, 04:41 PM
لعبة الأمم - بواسطة سيستاني - 10-03-2008, 04:48 PM,
لعبة الأمم - بواسطة lellou - 10-03-2008, 09:17 PM,
لعبة الأمم - بواسطة neutral - 10-05-2008, 09:29 AM,
لعبة الأمم - بواسطة Amsyr - 10-05-2008, 06:27 PM,
لعبة الأمم - بواسطة Obama - 10-05-2008, 07:05 PM,
لعبة الأمم - بواسطة طنطاوي - 10-05-2008, 07:07 PM,
لعبة الأمم - بواسطة عاشق الكلمه - 10-05-2008, 09:37 PM,
لعبة الأمم - بواسطة العلماني - 10-05-2008, 11:56 PM,
لعبة الأمم - بواسطة الحر - 10-06-2008, 01:01 AM,
لعبة الأمم - بواسطة lellou - 10-17-2008, 07:28 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل الديمقراطية لازمة لتقدم الأمم؟ Blue Diamond 22 3,985 03-02-2012, 09:54 AM
آخر رد: عاشق الكلمه
  هل بقي لمنظمة الأمم المتحدة من باقية؟ السلام الروحي 2 887 09-22-2011, 11:34 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  اتفاقية كامب ديفيد مخالفة للدستور المصري و لقرارات الأمم المتحدة بداية و نهاية 0 1,451 01-02-2011, 01:36 AM
آخر رد: بداية و نهاية
  أعقل الأمم THE OCEAN 2 898 06-25-2010, 12:17 AM
آخر رد: الحوت الأبيض
  لعبة الماتريكس من الحياة مؤمن مصلح 1 938 06-06-2010, 08:42 AM
آخر رد: مؤمن مصلح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 5 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS