الحر
عضو رائد
    
المشاركات: 2,763
الانضمام: Mar 2006
|
لعبة الأمم
[quote name='Amsyr' date='Oct 5 2008, 07:27 PM' post='513876']
والأمر برأيي يتعلق بخليط من كل هذا بالإضافة إلى عامل هام جداً هو الصدفة التاريخية المحضة، بإمكاني تصور أمماً أوروبية مختلفة تماماً عن الموجودة حالياً لو لم يهاجم هتلر الاتحاد السوفياتي لم تخلق هذه الأمة الطبيعة ولا اللغة ولا الدين، خلقها الواقع والصدفة التاريخية فحسب،[/quote]
اسمحلي ان اختلف معك زميلي Amsyr
فالصدفة قد تتحقق على مستوى بسيط و بدائي .. اما الصدفة " التاريخية " فهي تتخطى الاشخاص و ترتبط عضويا بمستوى الشعوب والامم و الحضارات, فهي صدف تاريخية مركبة تاخذ امدا تاريخيا طويلا , ولا يمكن اختزالها في اشخاص او فترات زمنية قصيرة, فلو لم يولد الئك - العظماء - اساسا لوجد من يعوض عنهم بطريقة او باخرى و من ابناء نفس الجيل , فالحدث التاريخي يشبه ال iceberg حيث ان قمته الطافية هي الحدث , ولكن قاعدته الضخمة محصلة لتراكم كمي و كيفي لمختلف العوامل المعرفية والنهضوية في المجتمعمات.. ربما اختلفت التفاصيل ولكن النتائج النهائية ما كان لها ان تختلف ابدا .. " فالصدفة التاريخية " لا تتحقق الا لمن يستحقها و يسعى اليها.
quote name='Amsyr' date='Oct 5 2008, 07:27 PM' post='513876']
لنفرض جدلاً أننا حققنا الوحدة الوطنية الفعلية، وبنينا اقتصادا متطوراً ومؤسسات إلى آخره وأصبحت سوريا قبلة للاستثمارات وانتقلنا إلى مصاف الدول المتقدمة، وبقيت الأردن على فقرها بل وازدادت فقراً، ثم أبدت تركيا رغبتها في تقوية العلاقات معنا كما هي تريد تقوية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي حالياً، وكونه يربطنا تاريخ مشترك طويل ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك فكانت هناك رغبة تركية في الاتحاد مع سوريا، هل أترك ذلك وأقول أن إيديولوجيتي تقول أن تركيا أمة أخرى غير أمتي ؟ بينما أقبل طلب الأردن العربية الفقيرة كي تغرقني بعمالتها غير الماهرة وتسحب مواردي لتنمية وتطوير حالها ؟
هل هذا إغراق في الخيال ؟ ربما، ولكني أريد أن أسأل أي سوري، يا هل ترى يرفض فعلاً مثل هذا الاتحاد مهما كانت الظروف لصالح إيديولوجيته ؟ وإذا أجاب بأنه يرفضه عليه أن يسأل نفسه، لماذا يا هل ترى يرفض العرب الخليجيين إدخال اليمن في مجلسهم ؟
[/quote]
ساحاول ان اتناول كلا الاحتمالين ..
فالاحتمال الاول وهو القبول بالاتحاد مع تركيا سيصوت له المثقفين و المهمشين والغير مادلجين في المجتمع .. ولكن قليل ما هم , لذلك فهذا الاحتمال ساقط.
واما الاحتمال الثاني وهو قبول الاتحاد مع الاردن فستقبله الغالبية العظمى من الشعب السوري !
فالتيارات القومية والدينية وهم -الغالبية العظمى- من الشعب السوري كباقي الشعوب العربية ستستحضر في هكذا دمج الاحلام الوردية للامجاد الغابرة, و كعادتنا في استحضار التاريخ, فاننا نستحضره لكي نبني عليه الواقع, بل لكي نطابق واقعنا عليه في عملية هروب جماعية من الواقع الغير سار الى الحلم الجميل, اليس الحلم في احدى مستوياته عبارة عن تحقيق آمال و تطلعات لا يمكن تحقيقها في الواقع !, فالحلم الجميل بالنسبة للمنادين بالقومية هي وحدة الامة من المحيط الى الخليج .. اما الجماهير المتدينة فحلمها يتمحور في ارجاع الخلافة الاسلامية, بالتالي فكلا التيارين يشتركان في تبني الطرح الثاني ( قبول الاردن ) , وان كانت اسباب كل منهما مختلفة.
فمع الاسف هناك تلازم عاطفي ايدلوجي مترسخ في عقول الشريحة العظمى من البسطاء, و نسبة لا يستهان بها من المثقفين فيما يتعلق بالتاريخ و الدين, و احيانا خليط من الاثنان معا.
و كما هو معلوم فان القرارات التي تتخذ بناء على الايدلوجيا او العاطفة , و بعيدا عن تقدير النتائج , فانها غالبا ما تاتي بنتائج عكسية, ولكن انى للبسطاء و المادلجين ان يروا ذلك!
مودتي
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-06-2008, 01:07 AM بواسطة الحر.)
|
|
10-06-2008, 01:01 AM |
|