الاستثمارات لنازك والسياسة لبهاء

عامر مخيمر الحنتولي GMT 4:00:00 2005 الأحد 20 فبراير
دائرة بيروت محجوزة وأسرة الحريري تواصل نشاطها السياسي
الاستثمارات تحت إشراف نازك والسياسة لبهاء

نازك الحريري ..الأرملة




عامر الحنتولي من عمان: قالت مصادر أردنية رافقت عقيلة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الملكة رانيا العبدالله، ورئيس الوزراء فيصل الفايز، ومسؤولين أردنيين وعقيلاتهم إلى العاصمة اللبنانية بيروت، لتقديم العزاء برحيل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، الذي قتل بحادث تفجير سيارة الإثنين الماضي، الى أرملته الأردنية الأصل نازك (عودة) الحريري وأسرته، إن أرملة الحريري أبلغت مسؤولين أردنيين، بعد تلقيها العزاء منهم، بأن جميع استثمارات زوجها الراحل في الأردن من خلال الشركات التي يملكها، ويساهم بها ستظل كما هي دون تغيير، وأنها ستتولى إدارتها وتشرف عليها مباشرة خلال الأسابيع المقبلة، شاكرة لملكة الأردن ماأسمته نازك الحريري "الهبة الأردنية" الرسمية والشعبية في مصاب لبنان وأسرتها.

وأكدت المصادر لـ"إيلاف"، أن نازك التقت بأبناء الخمسة من رفيق الحريري اول أمس (الجمعة) في أول لقاء مباشر ومغلق لها معهم منذ وفاة الأب، وابلغنهم بحسب مصادر أردنية ولبنانية متطابقة، أنها ستتولى إدارة استثمارات والدهم الراحل رفيق الحريري، وستتوجه قريبًا الى العاصمة الأردنية عمان لتهدئة مخاوف مصرفية واقتصادية لمصارف وشركات يملك الحريري فيها حصصًا كبيرة ، حيث تشرف شركته "سعودي أوجيه" على مشروع عملاق لتطوير أجزاء كبيرة جدًا من العاصمة الأردنية عمان، وإقامة مبان وجامعات وأسواق تجارية عالمية فيها خلال السنوات السبع المقبلة، في الوقت الذي طلبت فيه أرملة الحريري من الأبناء، أن يحشدوا دعمهم للوقوف بقوة خلف الشقيق الأكبر بهاء الدين لوراثة والده سياسياً، والترشح لاحقا لعضوية المجلس النيابي عن ذات الدائرة الإنتخابية التي كان الحريري الأب يحقق فيها فوزا ساحقا، بسبب شعبيته الكبيرة.

وعلقت جهات أردنية على "الترتيبات العائلية الحريرية" بالقول إن أسرة رئيس الوزراء الراحل تجاوزت خلال فترة وجيزة مصابها وتستعد لأن تكون أحد أقوى العائلات السياسية في لبنان.

وفي غضون ذلك كرر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وصف منفذي حادث التفجير الذي أودى بحياة الحريري وعددًا من مرافقيه بـ"العمل الإرهابي الجبان"، وهو وصف سارع الى استخدامه الملك الأردني بعد ساعات قليلة من تأكد مقتل الحريري في الهجوم الأسبوع الماضي، إذ أبدى الأردن الرسمي تفاعلًا كبيرًا مع رحيل الحريري حيث أوفد ملك الأردن وفدًا رسميًا كبيرًا ضم ثلاث رؤساء حكومات سابقين لتمثيله في مراسم تشييع جنازة الحريري.

وجاء تكرار الوصف من قبل العاهل الأردني عبدالله الثاني خلال كلمة وجهها عبر الهاتف الليلة الماضية في برنامج خاص أعده عماد الدين أديب، وبثه تلفزيون المستقبل المملوك للراحل الحريري. وقال الملك الأردني "إن هذا الحادث لم يكن يستهدف حياة (الشهيد) رفيق الحريري وحسب، وإنما كان يستهدف أمن لبنان واستقراره وأمن واستقرار المنطقة بكاملها". [SIZE=5]وتابع عبدالله الثاني يقول "إن هذه الجريمة والمأساة الكبيرة التي أصابتنا جميعا في الصميم لا يجوز أن تمر بدون تحقيق محايد شامل ومتكامل يكشف المجرمين الذين كانوا وراءها حتى ينالوا جزءاهم ويكونوا عبرة لكل أصحاب النفوس المريضة الذين ليس عندهم ضمير ولا دين ولا أخلاق".

وأضاف الملك الأردني في حديثه لفضائية المستقبل "أن الحريري كان رجل دولة وقائدًا نذر نفسه لخدمة بلده وشعبه وأمته، وأن رحيله هو خسارة كبيرة ليس للشعب اللبناني الشقيق وحده.. وانما للاردن وللأمة العربية ولكل من يريد الخيروالأستقرار والامن للمنطقة". وأشار إلى "أن الفقيد الراحل كان صديقًا لنا على المستوى العائلي وكان صديقًا للأردن وأنا وأسرتي والشعب الأردني نقف جميعًا الى جانب أسرة الشهيد والى جانب لبنان"، معربًا عن ثقته "بان الشعب اللبناني الاصيل والعظيم الذي يدرك تمامًا أن الهدف من هذه الجريمة هو ضرب وحدة الشعب اللبناني وأمنه واستقراره وتعطيل مسيرة الأعمار والبناء والديمقراطية والتي كان الشهيد الحريري أبرز وأهم رموزها قادر على تجاوز هذه المأساة".