Array
ياااا...علماني..

عفوا..لو صدر هذا الرد من غيرك لما استغربت. أنا متابع للحرب الباردة بين السنة و الشيعة منذ قبام دولة الخميني. قبل الخميني كانت السعودية حكومة على وشك التحرر من أوصياء الدين و قد انتشرت دور السينيما في السعودية و شيدت المسارح و المسابح المختلطة وأعلن الفكر استقلاله من نيكروكراطيا الثقافة السائدة حينها. حتى وصل الخميني ليظهر جهيمان في الحرم المكي. كيف يتزامن النقيضين في آن واحد؟

مومضوعي موصول بماضي مؤلم عاشها الانسان السعودي كرمال آل سعود زهاء ثلاثون عاما. و اتاحة الفرصة لليبراليين للمشاركة في الحياة العامة في السعودية يعني نهاية الخوف من الملالي في ايران أو بدقة أكثر بداية زوال الخطر الشيعي..

هذا رايي..

راغب..
[/quote]

معك يا "حسام" بأن استيلاء "الملالي" على السلطة في بلاد العجم كان إيذاناً ببدء عهد من "الردة الحضارية" ما زلنا نعيشه حتى اليوم. وهو أمر أعطى وقتها زخماً ودفعاً للحركات الماضوية والتيارات المتخلفة في العالم العربي والإسلامي على السواء. ولكني لا أعتقد بإمكانية ربط "الواقع الإيراني" و"الواقع العربي" عامة، وواقع الوهابيين خاصة، على "معلف" نجاح ثورة الملالي في إيران. ذلك أن "ثورة الخميني" نفسها ليست "مسبباً" بقدر ما هي "نتيجة" لفشل المشاريع اليسارية في دول "العالم الثالث" والتي كانت تستمد قوتها وحيويتها من المشروع القومي الناصري في العالم العربي ومن المشروع الشيوعي العالمي الذي كان يقف في الخمسينيات والستينيات على دعامتين: أولهما حيوية الاتحاد السوفياتي والثورة البلشفية في روسيا، وثانيهما ديناميكية الاشتراكية الثورية العالمية التي حمل مشعالها "تشي غيفارا" في أمريكا الجنوبية، بالإضافة طبعاً إلى أيديولوجيات "حركات التحرر الوطني من الاستعمار" التي شهدها العالم بين أفريقيا وآسيا.

بالنسبة لعالمنا العربي بالذات، فإن هزيمة 1967 وفشل المشروع القومي الناصري وتحول الدول الوطنية - صاحبة الشعارات الاشتراكية - إلى دول ديكتاتورية مستبدة، زاد من حجم الإحباط الشعبي، وجعل الناس تتمسك "بقش الدين اليابس" كي تنجو من الغرق، ونفح الحركات الماضوية بانتعاشة بين مصر وسوريا، وأعطى زخماً وقوة لحركة رجعية مثل الوهابية التي كانت الساحة الدولية قد حجمتها وبدأت بترويضها. أما لو أضفت إلى هذه العوامل جميعها ذلك الفراغ الذي أحدثته غيبة عبدالناصر ومشروعه، وتولي بعض "الرجعيين الخونة" مكانه ("محمد أنور الساداتي" ابن "ست البرين":)) وشروعهم في تصفية آخر معاقل اليسار، فإن المشهد يصبح مهيأ لظهور الراجعين إلى الخلف وبروزهم على الساحة ... وهذا ما حدث !!

مع هذا، فإنني أظن اليوم أننا مقبلون على مفترق طرق، وأن عمر هذه المشاريع الإسلاموية المتخلفة قصير، رغم أنها ما تزال تسيطر على الشارع في وقتنا الحاضر. ذلك أن هذه المشاريع، بطبيعتها، لا تستطيع أن تكون فعلاً، ولسوف تختفي عندما تخرج من منطقة "رد الفعل"، فالتاريخ لا يسير إلى الوراء إلا في فترات متباعدة، فالحركة الطبيعية للتاريخ هي في السير نحو الأمام.

واسلم لي
العلماني