الصواب في وجهة نظري الشخصية هو إلغاء الحكومتين الغير شرعيتين في دمشق وبيروت، وتكوين حكومة معبرة عن الناس في ما يسمى اليوم سوريا ولبنان، وضم البلدين ضما نهائيا لا رجعة فيه كما ضم اليمنين سابقا.

أما التمسك باتفاقيات سايكس بيكو والتي لا معنى لها، والتحيز لناحية جغرافية للحفاظ على مكتسبات طائفية بحتة، فهو فوق أنه انعزال، فهو يخالف واقع أن الناس الذين هو يسكنون في المنطقة إنما هو شيء واحد، والقرب بينهم يتجاوز بمراحل القرب بين الولايات المتحدة المختلفة، أو بين الفرنكوفونيين والإنجلوفونيين في كندا، أو بين الألمان والفرنسيين.
ويغدو عسيرا في هذا البلد أن تمارس الدول الكبرى هوايتها في تحقيق النفوذ والتصارع على أرضنا.
طبعا توقعي الشخصي أن سوريا إذا انسحبت والحال على ما هو عليه، فلن تعتم أن تنشب حرب جديدة في لبنان بين ممثلي القوى الإقليمية والدولية المختلفة، وتعود الأمور لديدنها السابق.

طبعا لا أؤيد وجود الجيش السوري في لبنان كجيش سوري لدولة أخرى قائمة غير لبنان، بل الجيش الواحد بعد ضم أحد البلدين إلى الآخر هو جيش البلد الواحد.

أما عقدة الوطنية التي تصيب البعض، فلا مبرر عاقل لها، فليست حدود سايكس بيكو وطنا يجب الدفاع عنه، وليس المصنع بأبعد عن دمشق منه عن لبنان. ولنضم سوريا إلى لبنان، أو لبنان إلى سوريا فلا فرق، ولعل العاصمة تكون بيروت أو دمشق أو حلب أو صيدا أو المصنع، كل ذلك سيان.