Arrayعزيزي العلماني ،
كنت اتمنى لو تخلصنا من ذلك الخطاب اليساري الكلاسيكي ، في التخوين ، و الذي ما زال ، للاسف ، سائدا في الاروقة العربية اليسارية ! و نذكر بان عبد الناصر، بغض النظر عن نجاحاته العروفة ، و التي كانت مروهونة بظروف دولية ناشئة في عصره ،قد فشل قبل ان يغيب ، و فشله بدا واضحا في حرب ال67 . فما كان تحول أنظمة الدول العربية الى أنظمة استبدادية أيضا الا ناتجا عن التغيرات الدولية التي طرات بعد مرحلة عبد الناصر .[/quote]

1)
"أأقول للكذّاب يا صدّيق أم
أدعو البغيّ بمريم العذراء؟!!" (أحمد مطر)

أعتقد أنه من المفضل أحياناً أن نقول عن "اللبن" أنه أبيض، إذ علينا بين الحين والحين أن نكون صريحين مباشرين، كطلقة مسدس. طبعاً لن أدخل في تفاصيل "الخيانة الساداتية" - والتي هي خيانة لمصر ودورها ودماء جنودها في سيناء أولاً - ولكني سوف أتمنى أن يأتي يوم أزور القاهرة فيه، فأضع طاقة زهر على ضريح "عبدالناصر" (رغم أخطاء نظامه) وأبول على قبر "السادات". فتحييد مصر عن النزاع مع الصهاينة كان هدية "لإسرائيل" قد يعادل في ميزان الحسابات السياسية والاستراتيجية "ولادة اسرائيل" نفسها. ولعل ثلاثة أرباع سياسة المنطقة بعد "خيانة السادات" كانت نتائج لهذا النهج الخياني الذي اتبعه هذا "المجحوم"، أطالت عذاب الكثيرين وأهرقت دماء نفوس عديدة.

2) بالنسبة للتغيرات الدولية، فأنا لا آخذ بها كثيراً. فالقضية ليست فقط قضية تغيرات، ولكن السياسة قضية "خيارات" في أعمها الأغلب. أحياناً لا تستطيع أن "تحسبها صح" - كما يقولون -، ولكن في معظم الأحوال تستطيع أن تربط الغيم بالمطر والنار بالشرر والشيء بالأثر والعربة بالسفر والعين بالنظر والمال بالبطر والفقر بالطفر. لا نستطيع أن نلوم أنظمة اليسار على اتباع "اشتراكية" تقلد الاتحاد السوفياتي في عصر كانت فيه هذه الاشتراكية تتقدم وتكسح الكثير من معاقل اليمين والراسمالية، ولكننا نستطيع أن نلوم "عبدالناصر" ونظامه على كم الأفواه وإعلام العنتريات ودولة "العسكر".
"التغيرات الدولية" إذاً ليست قدراً محتوماً، ولكنها تغيرات ناتجة عن تصرفات الدول وصراع الأيديولوجيات، بل لعلها "حصاد" للخيارات المتاحة. لذلك ننظر ونحاول استشراف المستقبل.

واسلم لي
العلماني