الزملاء الأعزاء .
الأخ بني آدم .
يا عزيزي .. لقد نشأنا جميعا على تقديس المنظومات الدينية السائدة حتى أصبحت جزءا من نسيجنا الثقافي و المعرفي و النفسي ، بل جزءا لا يتجزأ من هويتنا و إدراكنا للذات ، خاصة أن مجتمعاتنا العربية محافظة للغاية ، ولا يميل العرب بعد للولوج في مغامرة الحرية و العقلانية ، و بالتالي فنحن نتلقى النصوص الدينية بالقلب المذعن و ليس بالعقل الناقد ، إننا – كبشر - لا نؤمن على أسس من المحاجات العقلية ، بل نتيجة لحاجات نفسية ، و عندما يصطدم النص بالحقائق العلمية يلجأ المؤمن إلى حيل سيكولوجية ، كي يتخلص من التوترات التي يسببها التناقض المعرفي ، ذلك التناقض الحتمي بين العقائد المستقرة في بيئته و العلم الوافد ، أهم تلك الحيل تقليل أهمية الحقائق المعارضة ،و تجسيم الحقائق المتوافقة – إن وجدت – و الأهم هو لي رقبة الحقائق و إعادة تفسيرها كي تتلائم مع المعتقدات السابقة ، كأن يقول صديقنا قطقط أن التوراة الرائعة تحدثت عن الديناصورات ،و لكنها أطلقت عليها اسم التنين !، والتنين كما تعلم حيوان أسطوري لا وجود له سوى في خيال كتاب التوراة و مؤلفو كتب الأطفال و كليلة و دمنة ، بل ربما يؤكد لنا آخرون أن الكتب المقدسة الرائعة تنبأت بالنينجا و البوكيمون أيضا .
إن النصوص التي نقدسها هي منتجات ثقافية لحضارات قديمة ، و هي كغيرها من النصوص تاريخية لا تلائم سوى الثقافة التي أنتجتها ، فالثقافة جزء من المعنى ، ولا يمكن فهم النص من ثقافة خارجية ، فهذا يسبب الإرتباك الذي يرقى لحد البلاهة ، من يتعامل مع النص التراثي كما يتعامل مع النص المعاصر ، هو أشبه بمن يذهب ليسكن في المعابد ، غافلا أن المعبد لا تصلح للسكنى ، إن العقل الذي تتعايش فيه ملهاة آدم و حواء و نظرية التطور البيولوجي لن يعمل ، و العقل الذي يعتقد أن الكتب التراثية صالحة للعمل كمراجع علمية ، هو عقل أجوف و ( مفوت ) كالأحذية المثقوبة ، إن النصوص الدينية التراثية في الشرق الأوسط مثلا لم تكن دقيقة ولا أمينة كمراجع للتاريخ البسيط الذي روته ، فهي مجموعة من الأساطير و الروايات الدعائية ، و القصص الجنسية و العاطفية ، التي نقلها اليهود عن الحضارات البابلية و المصرية القديمة ، و أيضا الأعراف و الأحكام و الطقوس البدوية السامية (العبرانية و العربية ) فكيف نتصورها تغطي التاريخ الطبيعي أو تاريخ الزمن ، هذا حسن ظن لا يناسب المنتجات الثقافية لحضارات حسية و سمعية بائدة ، لم تعرف الدقة ولا الأمانة العلمية !.
إن أفضل ما نفعله هو تحاشي الإهتمام بالأديان السامية و نصوصها القديمة ، والتوقف عن وضعها في بؤرة إهتمامنا ، هذا أفضل لنا و لفرصنا في المستقبل و حتى للأديان ذاتها ، فهي كالآثار القديمة تتلف باستمرار تعرضها للضوء .
أتمنى من المشاركين الذين يشعرون بتحسس من تلك الأفكار ، أن يجهدوا ذهنهم في دحضها بموضوعية ، أما الإتهامات التقليدية المستقاة من أناشيد الثوري الصغير أو المؤمن العتويل ، فيمكن أن نعتبرها قد وصلت خلاص و قد ضحكنا منها بما فيه الكفاية .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	آخر الديناصورات الغادرة	مؤمن مصلح	8	2,337	04-03-2012, 10:10 AM آخر رد: مؤمن مصلح
	نزعة الحرب المقدسة في الديانات السماويه	arfan	1	591	06-16-2007, 03:08 PM آخر رد: arfan
	عندما يفتك بك الناس ساعة الصلاة المقدسة، فاعلم أنها ثقافة الغدر بوجهها القبيح المألوف	إبراهيم	34	6,306	03-27-2007, 01:13 AM آخر رد: إبراهيم
	مجلة إيرانية: طهران ستطلب من القاهرة تعيين وزير شيعي للعتبات المقدسة	الحكيم الرائى	20	3,512	11-24-2006, 01:15 AM آخر رد: على نور الله
	حراس الثوابت المقدسة !!	Awarfie	3	731	03-28-2006, 11:42 AM آخر رد: Relative