{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الصديق العلمانى\ الزمن الفاصل\ رد متاخر
مالك الحزين غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 55
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #13
الصديق العلمانى\ الزمن الفاصل\ رد متاخر
مرة أخرى ـ وربما أخيرة ـ اضطر للرد على خلط الحابل بالنابل الذي يمارسه الاسطى فظل (باعتبار أن العربية لغة الظاض)، حين يحاول تصوير الحقبة الناصرية البغيضة، التي قطعت سياقاً ليبرالياً كان يرشح مصر لمنافسة إيطالياالآن، في ما لو لم ينقلب عسكر يوليو ولصوص المال العام على النظام الليبرالي القائم حينئذ، ويتحالفون مع الإخوان ـ كما يفعلون الآن تماماً ـ وهنا أستطيع أن أقول إن التربة في مصر زمن ناصر وبعده السادات ومبارك (جميعهم انتاج عسكري) كانت ممهدة تماما لانتشار هذا النوع من العقليات خلال خمسين سنة من الحكم العسكري الذي سار عليه انقلاب يوليو، فهناك علاقة وثيقة بين هذا الأسلوب في الحكم وبين انتشار التطرف والعنف الديني ، ذلك لأن أسلوب الحكم هذا كان يتجه بطبيعته إلى أن يطبق على الشعب نفس القيم السلوكية المطبقة في الجيش ويميل إلى جعل العلاقة بين الحاكم والمحكوم أشبه بالعلاقة بين القائد وجنوده، لا بين مواطنين أكفاء عقلاء متساوين، وهكذا كان المواطن المطيع الذي يمتنع قدر الإمكان عن التحليل والمناقشة والتفكير المستقل، والذي يفكر له الزعماء والقادة وما علي إلا التنفيذ، ومن هنا فإن ما بين الحكم العسكري والتطرف الديني ليس إلا شعره ففي الحالتين نجد تفكيرا سلطويا وطاعة عمياء واعتقادا بامتلاك الحقيقة المطلقة ورفضا للرأي الآخر بل معاملته على أنه خيانة أو كفر ، وفي الحالتين تسود القوة على المنطق وتحسم المعارك بالتصفية لا بالحوار ، ويصادر حق العقل في الاعتراض واتخاذ موقف مستقل ، وتختفي المنابر الإعلامية التي تنمي في الناس ملكة التفكير النقدي الحر.

إن العنف كما يقول د. فؤاد زكريا هو ظاهرة مشتركة بين الحكم العسكري وجماعات الإسلام السياسي، وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى أن العنف في الحالتين ليس طارئا ولا يمكن الالتفاف عليه كما يتوهم (فظل) وبقايا الناصرية والفاشية، وإنما هو شئ ينتمي إلى صميم الكيان نفسه وعظمه ونخاعه الشوكي وحبله السري، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى إثبات في حالة الحكم العسكري حيث تشكل القوة المادية المباشرة أساسا معترفا به للحكم ، أما في حالة التنظيمات الدينية المتطرفة فإن تأصل العنف فيها يعبر عنه فكر جماعة الجهاد أو الجماعة الإسلامية حيث كان من الممكن أن يقود إلى حرب أهلية بين المسلمين والمسيحيين، بدأوها فعلا عندما قتلوا أصحاب محال المجوهرات من المسيحيين المصريين واستولوا على أموالهم ونظروا إلى هذه العملية وهذا هو الأهم على أنها واجب ديني واكتساب لأموال هي غنائم حلال للمسلمين ، ومن الممكن القول إنهم لو نجحوا في مخططهم واستولوا على الحكم لكانت النتيجة أن تسبح البلاد في بحر من الدماء ، أغزرها هي دماء الديمقراطيين والتقدميين الذين سعت منابرهم الرسمية إلى التحالف مع هذه الجماعات ولكن هذا كله لا يكفي لإيضاح طبيعة ظاهرة العنف ودورها في تكوين هذه الجماعات بل أن الأهم من ذلك هو شيوع ظاهرة "التكفير" عندهم وسهولة إطلاق هذا الوصف فالدولة في هذا العصر "كافرة" ومن لم يحكم بالشريعة الإسلامية ويطبق حدودها "كافر" ومن لا يكفر الكافر فهو أيضاً كافر، بل إن المسلم الذي لا يسايرهم في تفسيراتهم هو في بعض الأحيان كافر وربما كان لفظ كافر هو أكثر الألفاظ ترددا على ألسنة المتهمين في تحقيقات تنظيمات الجهاد والجماعة.

وهنا ينبغي أن ننبه إلى أن صفة "الكفر" هذه ليست في الإطار الفكري لهذه التنظيمات شيئا هينا على الإطلاق فهي لا تعبر عن معارضة أو استنكار أو نقد عقلي فحسب بل إنها إدانة كاملة وإحلال للدم وللمال ومحو من الوجود وكل من تلصق به هذه الصفة ينبغي استئصاله وإلغاءه وإخراجه من مجال الفكر والواقع فالتفكير حكم بالإعدام يتخذ طابعا معنويا طوال الوقت الذي لا تكون فيه القدرة على تنفيذه أمرا ضروريا ويتم تطبيقه عمليا بكل هدوء نفس وراحة ضمير ، لأنه يصبح عندئذ واجبا دينيا ومثوبة في الدنيا ومدخلا إلى الجنة الآخرة .

وبعبارة أخرى فإن التكفير هو المقابل الديني للسجن والقمع والتعذيب والإعدام الذي تملكه السلطة الدنيوية، وإذا كانت الحكومة تستطيع أن تعزل خصومها عن المجتمع وتسكت ألسنتهم أو توقف نبضات قلوبهم، أي بعبارة أخرى تمحو المعارض بشكل ما من الوجود فإن الجماعة الدينية تفعل هذا الشيء نفسه مع من يعارضها ولكن بطريقتها الخاصة، وإذا كان هذا المحو من الوجود ، في الحالة الأخيرة ، لا يتخذ الشكل المادي في معظم الأحيان، فما ذلك إلا لأنهم لا يحكمون ، ولا يملكون زمام الأمور ، ولو حكموا لطبق هذا "المحو من الوجود" على نحو أوسع نطاقا بكثير مما تمارسه الحكومات العلمانية العسكرية، مهما كانت درجة دمويتها
01-17-2003, 02:54 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الصديق العلمانى\ الزمن الفاصل\ رد متاخر - بواسطة مالك الحزين - 01-17-2003, 02:54 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل اللغة العربية تضعف أم تقوى مع الزمن؟ الــورّاق 3 898 06-01-2013, 08:40 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  كوارث آخر الزمن THE OCEAN 8 3,373 11-30-2010, 02:30 AM
آخر رد: عصام شعلان
  فلسطينيون وصهاينة في وقت واحد؟! حكمتك يا رب على الزمن دا!! إبراهيم 5 1,693 05-08-2010, 10:20 PM
آخر رد: طريف سردست
  شيء في مسألة الزمن: فلسفة ..متى..!! حسام راغب 6 1,998 02-04-2009, 07:54 PM
آخر رد: Awarfie
  تعريفات الزمن البوشي عزالدين بن حسين القوطالي 3 941 03-12-2008, 02:32 PM
آخر رد: عزالدين بن حسين القوطالي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS