{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
وهم التنوير
mc-sokrat غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 30
الانضمام: Jul 2007
مشاركة: #6
وهم التنوير
عزيزي اوباما اول مرة ارى احدا يرد عن موضوع ما باقتباس من كلام شخص آخر.
المهم لكي تستفيد اكثر انصحك بقرائة مقالة لي انا العبد المتواضع و قد تفيدك كثيرا خصوصا ان موضوعها هو الاسباب الموضوعية التي مهدت لعصر الانوار في اوروبا ستكون طويلة جدا لكنها مفيدة و للعلم فالمعلومات التي فيها طبعا منقولة لانها تعتمد على التاريخ و انا لست بمؤرخ و لا مفكر و لا مثقف و لاهم يحزنون ما انا سوى ابن شوارع .
اقرا و استفد .
[b]في البداية لكي نتحدث عن التنوير عند اهل التنوير لابد ان نخوض رحلة في الزمان و المكان الى اوروبا ابّان القرن السادش عشر .

كما نعلم ( استتني البعض الكثير هنا ) لقد كان القرن السادس عشر القرن الذي طفرت فيه اوروبا فصارت الى ماهي عليه من الغلبة و الرخاء و لم تكن هذه الطفرة نقلة من العدم الى الوجود او من ظلمة العصر الوسيط الى النور و انما مهدت لها الحقبة الأخيرة من هذا العصر بين القرنين العاشر و الثالت عشر : استغلال امهر للطاقات المتولدة عن جريان الانهار و حركات المد و الجزر و هبوب الرياح و تجلت آثاره في مجالات متعددة كطحن الغلال و غربلة الدقيق و تكبيس الاقمشة و دبغ الجلود . تقدم في قطع الاحجار حتى ان فرنسا استخرجت من جوف تربتها بين القرنين الحادي و الثالت عشر احجارا تزيد عما استخرجته مصر القديمة في اي عهد من عهودها و ان يكن الهرم الاكبر وحده قد ضم 2.500.000 متر مكعب من الاحجار . تحكم في الجبال بحفر الانفاق و في مجرى الانهار بحفر القنوات و بناء السدود و الخزانات مما ادى الى ربط المراكز التجارية الكبرى بين البحر الابيض المتوسط و بحر الشمال و الى رواج المعارض و الاسواق التجارية . استخدام المطارق الآلية و استخدام المضخات الهوائية في رفع درجة الحرارة في الافران حتى ان لندن قد سبقت الى الشكوى من فساد الجو بين عامي 1285و 1288. زيادة في المحاصيل الزراعية و بخاصة القمح و بفضل توسيع ماحة الرقعة المزروعة و تغيير مناهج الزراعة و تحسين وسائلها و معداتها حتى صارت فنا تجريبيا توضع فيه المؤلفات و صارت الأراضي التابعة لبعض الأديرة بمثابة مزارع نمودجية . زيادة في الثروة الحيوانية بفضل تحسين النسل بين المواشي و الاغنام . تجديد في فنون الملاحة بتحسين البوصلة التي امكن بفضلها شث البحر بدل التزام الساحل و بوضع خرائط مضبوطة و تبسيط جداول حساب المثلتات و بناء طرز جديدة من السفن اكبر حمولة او اسرع و ابتكار دفات يتسنى بها توجيهها توجيها ادق .الى غير ذلك من التجديدات التي جعلت الالتفاف حول القارة الافريقية في الطريق الى الهند و جعلت اكتشاف العالم الجديد يدخلان في حيز الامكان . يتوج هذا كله تلك الآلة التي هي نمودج الآلات جميعا في دقتها و التي تنتج هذا الشيئ العجيب الذي لا يتسنى بدونه قياس الطاقة و لا فرض معايير جديدة للانتاج يقاس بها الأجر ألا وهو الزمن المضبوط : ان اختراع الساعة لم يغير فقط من العلاقات الاجتماعية بين اعضاء الطبقات المختلفة و اعضاء الطبقة الواحدة. مثال على ذلك ان عمال البناء قد صاروا اكثر حرية و أقدر على التهديد بالاضراب من غيرهم لتعذر محاسبتهم بعدد القطع المنتجة في الساعة بل أن المجتمع كله قد انتقل من زمن لم يكن ينفصل عن العبادة و لم يكن الناس يتعرفون مواقيته من شروق يعلنه صياح الديكة الى غروب يؤذن بالظلمة . و انما تقسمه وحدات متساوية دقات الساعات المشيدة في الميادين العامة بأمر من الدولة سواء كانت هذه الدولة مدينة مثل جنوة عام 1353 م او مملكة مثل فرنسا حيث كانت الساعة المقامة على رصيف السين المعروف حتى اليوم باسم رصيف الساعة تدق دقاتها المنتظمة منذ عام 1370م حتى الكنيسة قد انتهى الأمر بها بعد الرفض الاول الى قبول عقارب الساعة على ابراجها هذا في حين ظلت الكنيسة في الشرق على ابائها ( انظرو حتى الكنيسة الشرقية اكثر رجعية من الغربية يعني كل شيئ شرقي هو رجهي ) و لكن اذا كانت الكنيسة الغربية قد قبلت أخيرا اخضاع الزمن للمنافع البرجوازية و ليس لمستلزمات الأبدية فلأن الغرب كان قد ظهر به رجل جديد رجل الوقت عنده مال.
فقد كان من اثر ما سبق ذكره عم زيادة الانتاج ان زاد عدد السكان الذين يخرج منهم المستهلكون و تخرج مخرج ايضا الأيدي العاملة .
فلا شك في ان تجار البندقية و تجار المدن الايطالية الأخرى الواقعة على ساحل البحر البيض قد كونوا معظم ثرواتهم عن طريق تعاملهم مع العالم اليوناني - الاسلامي من بيزنطة الى مراكش و لا شك في انهم قد استعاروا عقلياتهم و مناهجهم ممن سبقهم من تجار بيزنطة و التجار العرب هؤلاء التجار الجدد الذين يعود اليهم الفضل في انتشار المدن و فيما حظيت به من السؤدد حتى صار بعضها دولا و الذين احدثوا بعد النقل تجديدا ثوريا في ميادين المحاسبة و الصيرفة و التأمين و الائتمان و التعاقد بمختلف انماطه قد بلغت سعة آفاقهم الجغرافية و الاقتصادية و بلغ حجم الاموال التي كانوا يتصرفون فيها حدا صح معه وصف ظهورهم بكونه ظهورا لرجال الاعمال او الرأسماليين حسب ماركس جلّ و على و تألفت منهم طبقة لم تجعل للكنسية و النبلاء مناصا من ان يحسبوا لها حسابا .
كان موقف الكنيسة يتلخص اولا في هذه الجملة : التاجر لا ينال رضا الله . و لكن بعد قرنين من التوسع التجاري و بعد ان ظهرت في المدن حرف جديدة يخرج بها العمل من دائرة الفلاحة ادرجت الكنيسة التاجر في صفوف سائر العاملين الذين يصدق عليهم الحكم الالهي المنصوص عليه في سفر التكوين : ( تكتسب عيشك بعرق جبينك) الا انها ظلت على ابائها للربا لانه كما قال القديس طوما الاكويني ينعل ربو في القرن الثالت عشر ( بيع لما لا وجود له ) و ظل وعاضها يتوعدون المرابين و الصيارفة شر توعد سوف تعدل كمية الاموال التي ينالوها من الربا كمية الاشاب الموقدة في الجحيم لحرقهم ) . و لكن من يعطي الفقراء اذا لم يكن الاغنياء ؟. ثم اليست اعمال البر مجعولة لفداء الربح ؟ ليعط اذن التجار الاخوة الرهبان - وبخاصة الفرنسسكان- ما يعينهم على فتح دور الله و تكريس مواهب اعظم فناني العصر لتجميلها بفلورنسة أو أسيز. ثم اليس الربح عطاء من الله ؟ اليست كل صفقة مجازفة ؟ و اليست كل مجازفة القضاء فيها بيد العناية الالهية ؟ هذه كانت هي لاهوتية رجال الاعمال التوسكانيين التي عبر عنها القديس برنار احسن تعبير اذ ذهب الى تبرير الفائدة بما يجلبه توظيف الاموال من النفع ( الناس الدين عندها يساير الزمن و نحن ديننا صحرواي جامد طلع لما القرداوي و قال بنك اسلامي ) . صحيح ان الانسان لا يعيش بالخبز وحده و لكنه يعيش به ايضا خاصة و أن رجال الاعمال لم يغفلوا ارضاء ضمائرهم و الكنيسة بان اغدقوا عليها اموالا كانت في امس الحاجة اليها في صراعها مع الامراء كما انهم لم يغفلوا شراء اسهمهم في الجنة بالنص في وصاياهم على حصص تخصص للقسيسين لما يتولون انشاءه و ادارته من مؤسسات المعونة و الاحسان .
اذ كان رجال الاعمال قد سهل عليهم ارضاء الكنيسة فقد تباينت علاقاتهم بطبقة النبلاء بين المزاحمة و الازاحة و الاندماج انتهت المزاحمة بالازاحة دون عناء في فلورنسا اذ كان الكثيرون من اعضاء اسرها الارستقراطية قد اشتغلوا بالتجارة لمكاسبها و لتدهور الاقتصاد الريفي ذي النمط الاقطاعي و العياذ بالله من كلمة اقطاعي . اما الاندماج فنراه في مدم مثل جنوة و البندقية زحف اليها نبلاء الريف بعد نموها فتكونت منهم و من اثرياء التجار ارستقراطية جديدة حتى قيل في البندقية القادة تجار و التجار امراء البحر ) ثم حتى المدن التي كان لها تجارها يسكنونها منذ البدء ( اي كانوا بورجوازيين و كان النبلاء من ثمة يدرجونهم في زمرة الشعب ) حتى هذه المدن قد حل فيها الوئام بين الطبقة الجديدة و بين الاسرتقراطية القديمة محل الصراع الذي كان يسود علاقتهما من قبل - صراع كان مداره في اكثر الاحيان رفض التجار أداء المكوس الباهضة التي يفرضها اانبلاء عليهم كلما مروا بالطرق او الانهار التي تخترق ممتلكاتهم . و كان السبب الاول في هذا التغير هو أن رجال الاعمال لم يعودوا يخشون النبلاء بقدر ما يخشون الطبقات الشعبية المؤلفة من الصناع و اصحاب الحرف في المدن و الذين صار كفاحهم يهدد استقرار هيمنتهم على التجارة الدولية و يهدد من ثمة قوتهم السياسية . اضف الى ذلك ان التجار لم يعد يصعب عليهم اختراق الحواجز المقامة بين طبقتهم و طبقة النبلاء اما بعد اواصر المصاهرة او بشراء اراضيهم او باصطناع طرائقهم في الحياة في بذخ لم يعد يستطيعه غيرهم . هذا عن التجار في المدن المستقلة التي صاروا هم حكامها الفعليين اما حيث كان زمام الحكم بيد الملوك و الامراء مثل فرنسا و انجلترا و مثل روما نفسها من حيث أصبحت روما مقرا لما سماه بعض المؤرخين عن حق الأمير البابوي فلم تكن لهم طبيعة الحال مثل هذه السلطة بل هم تعلموا من تجاربهم و تجارب غيرهم و بخاصة الفلاحين ان تمرد بالقوة سحقته القوة و لكن ذلك لا ينفي ما كان لهم من نفوذ سياسي لا يستهان به فهم لم يكن للملوك و الامراء بد من استشارتهم في المسائل المالية و الاقتصادية التي نعلم مدى اهميتها في كل قرار يتعلق بالحرب و السلم . و طبيعي ان التاجر سواء في الاقاليم او في العواصم كانت تهمه المشاركة في المجالس لا ليدلي برأيه فقط بل ليتعرف ايضا سياسة الدولة ممثلة فيمن يشترك في هذه المجالس من نواب المبك ان لم يكن الملك نفسه . كانت هذه المشاركة عنده أهم من الحصول على الوظائف و لكن ذاك لم يكن مانعا يمنعه من شراء الوظائف لابنائه و اعضاء اسرته و في مقدمتها وظائف الملتزمين بتحصيل الضرائب ... ثم ان مهارة التجار التي تتجلى في سعة معلوماتهم و احاطتهم بمجريات السياسة على الصعيد الدولي كل هذا قد جعل الملوك يصطنعون منهم مستشارين او ديبلوماسيين او وزراء للمالية او مشرفين على بناء اساطيلهم ...... الخ . ثم اهم من هذا كله أن الملوك و الأمراء لم يروا بدا من الالتجاء الى المصارف طلبا للقروض لتمويل حروبهم التي لا تنتهي مما اتاح للمقرضين الحصول على حقوق هائلة اما في شكل ضمانات (كالحصول على نسبة معينة من انتاج المعادن ) و اما في شكل امتيازات ( كحق استغلال الأراضي المحتلة بفلسطين و سوريا و ايام الحرب الصليبية ) فضلا عن التوسع في الحصول على المناصب المدنية و العسكرية على السواء .
هؤلاء التجار قد تألفت منهم بالمعنى الصحيح للكلمة طبقة تجلى وعيها في الاتحادات التي انتشرت في مختلف المدن و البلاد حسب مناحي نشاطهم ( تجارة اللحوم او النسيج او الاستيراد و التصدير .. الخ ) دفاعا عن مصالحهم. و قابل هذه الاتحادات من الطرف الآخر للمجتمع اتحادات أخرى سميت ايضا باسم المهن لانها كانت تضم عمالايشتغلون بمهنة واحدة و يلتزمون بالقسم على ملاحظة اتباع القواعد المنصوص عليها من حيث شروط العمل و طرق الحصول على المواد الخام و تصريف البضائع المصنوعة منها و جودة الانتاج و على ان يحترموا سلطة المحلفين المكلفين بمراقبة احترام هذه الشروط . هذه الاتحادات كانت خلقا من خلق العصور الوسطى لا صلة لها بالمؤسسات المعروفة في قوانين الدولة الرومانية و لا يدري احد على وجه التحقيق كيف نشأت .
و اختتم هذه الفقرة بقول العظيم ميكافيلي ( ان صراع الطبقات هو مفتاح تقدم المجتمعات ) .
10-12-2008, 11:40 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-12-2008, 01:58 AM,
وهم التنوير - بواسطة Awarfie - 10-12-2008, 08:22 PM,
وهم التنوير - بواسطة lellou - 10-12-2008, 08:52 PM,
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-12-2008, 10:22 PM,
وهم التنوير - بواسطة Obama - 10-12-2008, 11:22 PM,
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-12-2008, 11:40 PM
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-12-2008, 11:42 PM,
وهم التنوير - بواسطة lellou - 10-13-2008, 11:20 AM,
وهم التنوير - بواسطة Awarfie - 10-13-2008, 01:24 PM,
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-13-2008, 01:59 PM,
وهم التنوير - بواسطة Obama - 10-13-2008, 07:50 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام . بهجت 162 42,639 09-08-2012, 09:34 PM
آخر رد: vodka
  فيديو - د. محمد اركون (التنوير..ارث المستقبل) بن الكويت 2 1,219 01-19-2009, 12:27 AM
آخر رد: بن الكويت
  التنوير و الخبز mc-sokrat 3 1,108 10-16-2008, 12:41 AM
آخر رد: mc-sokrat
  مالك شبل وإسلام ُ التنوير بعد 11 سبتمبر يجعله عامر 5 1,281 09-28-2008, 05:58 AM
آخر رد: special
  أوهام التنوير فرناس 1 558 09-30-2007, 05:05 PM
آخر رد: فرناس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS