{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
وهم التنوير
mc-sokrat غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 30
الانضمام: Jul 2007
مشاركة: #7
وهم التنوير
هذه التتمة .
[/b]الى جانب ما رأيناه اخوتي الاعضاء ( و هنا ايضا اسثثني الجزء الكبير ) من ظهور طبقة رجال الاعمال نتيجة للتحسن المطرد في الانتاج و وسائله من القرن العاشر الى الثالت عشر ظهر ايضا اناس اشتغلوا بالقراءة و الترجمة و التعليم فتألف منهم ما يسمى اليوم بالنخبة المثقفة وان تسموا هم باسم الفلاسفة بعث عل ظهورهم اكتاف النصوص اليونانية و اللاتينية خلال الحروب الصليبية او المعاملات التجارية عن طريق العرب أو عن طريق العلماء الهيلينيين المنتشرن بالشرق . و لذا كان اول ما شغف به هؤلاء المثقفون الذين فضلوا القراءة للفلاسفة على ترهات الكتاب المقدس هو الانكباب على دراسة القدماء لا قطع الصلة بهم . فموقفهم قد عبر عنه اجمل تعبير برنار دي شارتر الذي ادار مدرسة شارتر في القرن التاني عشر اذ قال : ( اننا اقزام نقف على اكتاف عمالقة نرى مالا ينتد بصرهم اليه ليس لاننا احدّ نظرا بل لانهم يرفعوننا ). و منه نرى ان تسميتهم انفسهم ايضا بالمحدثين كانت تصدر عن ما تبينوه من أن ( الحقيقة بنت الزمن ) كما قال ايضا برنار . و يكفي ان نتذكر الفكر الانساني في كل مكان و زمان الى ربط الحقيقة بالقدم حتى نتبين مدى ما تنطوي عليه هذه العبارة من تجديد .
كان بين هؤلاء المثقفين فؤيق لم يتورع عن نقد البابوية لميلها الى التحالف مع الاثرياء الجدد نقدا لاذعا بلغ حد اتهامها بأنها جعلت اسم المسيح النقود . و لكننا اذا اقتصرنا على الاتجاهات ذات الآثر الدائم و اذا اتخدنا مدرسة شارتر نمودجا لمراكز العلمية في القرن التاني عشر رأيناها لم تغفل دراسة ( الفنون الثلاتة ) و يراد بها النحو و البلاغة و المنطق الا انها آثرت على دراسة ( الاصوات ) دراسة ( الاشياء ) التي تعكف عليها ( الفنون الاربعة ) و يارد بها الحساب و الهندسة و الموسيقى و الفلك .هذا الاتجاه الذي غذته علوم الحضارات التي سبقت و الذي اتسم بالطلعة و الملاحظة و البحث قد سبك العبارة عنه هونوريوس المسمى بالاوتاني نسبة الى مدينة اوتان بفرنسا و هو اشهر من عملوا على اذاعة المنحى الجديد اذ قال : ( منفى الانسان الجهل و موطنه العلم ).
هذا الطراز من المثقفين لم يكن ليترعرع الا بالمدن لذا صب السلفيون ( لست اقصد هنا اصحاب سرداب بل الرجعيون الغربيون ان صح التعبير) لعناتهم على المثقفين و المدن معا . في المدينة بدأ المثقف يعد نفسه رجلا ذا مهنة لا اختلاف بينه و بين سائلا اهل المدينة . مهنته درس ( الفنون الحرة) و تعليمها فاذا سالته و ما الفن ؟ يجيبك انه كل نشاط عقلي مستقيم يطبقه الذهن على صنع الادوات المادية و الثقافية . و أدى ذلك الى الشعور بأن العلم لا يجباكتنازه و حبسه بل تداوله و ترويجه فالمدارس ورش بضائعها الافكار . و اذا كان القرن الثالت عشر قد صار قرن الجانعات فانه كان ايضا قرن اتحادات المهن . فكلما وجدت بمدينة من المدن مهنة تضم عددا كبيرا من الناس نظم هؤلاء صفوفهم دفاعا على مصالحهم و سعيا الى الاحتكار . على هذا الغرار تكونت الجامعات من خلال التعامل بين المهلمين و الطلبة ثم بين هؤلاء و بين سائر اهل المدينة و بينهم و بين السلطة و الكنيسة و مه ظهورها رويدا رويدا كقوة يعتد بها لعدد طلابها و مثقفيهم لم يكن بد من ان يقع صدام كان وضع القوانينيعقب فيه في اغلب الاوقات الوقائع و لم تخرج منه الجامعات منتصرة الا بفضل تماسكها و اصرارها . فمن المعلوم ان جامعة باريس مثلا لم تحصل على استقلالها النهائي الا بعد احداث عام 1229م الدامية التي استشهد فيها عدد من الطلبة فأعلن الاضراب الجزأ الاعظم من اعضائها و انسحبوا الى اورليان . اما النشاط العلمي و الفكري فقد بلغ حدا لم تعد معه الكتب المخطوطة موضوعا كماليا بل عدة لدراسة بحيث يمكن القول لان الكتاب قد ولد بفضل الجامعات قبل ان تعيد المطبعة ولادته في عصر النهضة او عصر الولادة التانية كما يقال عند اهل الغرب الكافر.
و لكن مع طلوع القرن الرابع عشر بدأت باوروبا السنوات العجاف التي دامت ما يزيد عن قرن ( الله قال سبعة فقط ) : الاوبئة . توقف زيادة السكان ثم تناقصهم نتيجة للمجاعات . ذوبان الفضة و الذهب في حروب لا تنتهي : حرب المئة عام و حرب الوردتين . عدا الحروب الاسبانية و الايطالية . و نجم عن هذا ان صارت الاغلبية الساحقة من الاقطاعيين تفضل تحصيل ريع اراضيها نقدا لا عينا و زادت الهوة عمقا بين ضحايا هذا التطور و المنتفعين منه . و بخاصة في المدن حيث انقلب معظم الحرفيين الى اجراء معدمين لحقوا بصفوف الفلاحين بينما زاد كبار البرجوازيين ثراء باستغلالهم و بالتوسع في شراء الاراضي فانتزجوا بالطبقتين اللتين كانت لهما السيطرة حتى ذلك العهد : النبلاء و الاساقفة . و ساعد هذه الطبقات الثلاتة على تتبيت وضعها وسط الازمات ان سارعت الى سندها السلطة السياسية التي ظل همها الاول حتى عهد الثورة الفرنسية حماية ما سمي باسم ( النظام القديم ).
و كان العصر عصر تطلع القوميات و ظهور الدول الوطنية من خلال تسارع الامراء ملوكا كانوا ام طغاة و هو الامر الذي فهمه الاقوياء فهموا ان العصر عصر لامير فسارعوا الى خدمته و الانخراط في وظائفه و الاندماج في حاشيته كسبا للثراء و السلطة و الجاه و في هذا المعترك بدأ ينقرض مثقف القرون الوسطى ليحل محله شخص جديد سماه نتشيه : المتأنس او المدجن . ( ما احلاك يا نتشيه لا يمكن الكلام في شيئ الا و ذكرك رحمة الله عليك ).
ذلك ان السلطات الجامعية لم تتوان عن تجميد منح الطلبة و اعانتهم رغم الغلاء المستمر دون ان تنسى رفع اسعار خدمتها سواء تعلقت بالمسكن و الماكل أو بالكتب و المعدات و رسوم التسجيل و التقدم للامتحانات و طقوس التخرج ...الخ.
مما صد عن الجامعة صفوة الطلبة الذين كانوا يقصدونها طلبا للعلم لا للمناصب . أضف الى ذلك الى ان الكثير من الجامعيين اتجهوا الى من بيدهم المال يغدقونه في انشاء الكليات التي لا يتسنى دخولها الا لابناء الخاصة .( كما يحصل الآن في المغرب ) .
و في النهاية تحولت الجامعات الى مؤسسات ارستقراطية : فالمتأنس ارستقراطي . هذا عن الجامعة . فماذا عن التعليم ؟..
استلهم متأنسوا القرن الخامس عشر اذ أخدوا في تعديل برامج التعليم الوسيط القائم على دراسة ( الفنون الحرة ) . استلهموا تصور شيشرون للخطيب بما هو الرجل التي يتحقق فيه كمال الانسان بالتمكن من مواضيع العدالة و الحقوق و الواجبات و دساتير الدول و طرق حكمها اي باختصار من الفلسفة العملية في جميع مجالها. حتى ليصح القول ان الهدف من نهضتهم او بعثهم ( لا نقصد هنا حزب البعث و العياذ بالله ) انما كان بعث الطراز الشسشروني و منه كان التعليم في المحل الاول دراسة لعلوم اللغة و هو ما يعني دراسة النصوص الخالدة التي هي بمثابة النمودج و القانون او السنة . و كما أن النمودج كان في نظر روما خلال القرن الأول مو النصوص اليونانية كذلك وجد متأدبو عصر النهضة قانونهم في رواع النصوص اللاتينية اولا بعد سقوط الاقسطنطينية في يد الاتراك عام 1453م و هجرة العلماء البيزنطيين الى اوروبا في النصوص اليونانية تانيا . هذه النصوص التي اعتبروها انفسهم ورثثها فاذا كان عصر النهضة قد ظهرت فيه فجوة لم يكن لها وجود في العصر الوسيط بين (المتأدبيين )و ( العلميين ) فاننا ندين لهؤلاء النتأدبين الاخصائيين لا باحياء اللغات القديمة فقط مع ما تضمنه ذلك من كشف خفاياها ووضع قواعدها و من التجديد الشامل في الدراسات الادبية و النحوية و البلاغية و تعليمها بل ندين لهم ايضا بالمناهج التي استنّوها في نشر المخطوطات القديمة مع تصحيحها و مقارنتها و تحقيقها و هو الامر الذي كان له ابعد الاصداء يكفي ان نذكر ان حركة الاصلاح الديني ما كان ليشتد ساعدها لولا المقارنة بين الترجمة اللاتنيىة النعتمدة عند الكنيسة و الاصل اليوناني الذي نشره ايراسم طباعة سنة 1505م .
انتهينا .
10-12-2008, 11:42 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-12-2008, 01:58 AM,
وهم التنوير - بواسطة Awarfie - 10-12-2008, 08:22 PM,
وهم التنوير - بواسطة lellou - 10-12-2008, 08:52 PM,
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-12-2008, 10:22 PM,
وهم التنوير - بواسطة Obama - 10-12-2008, 11:22 PM,
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-12-2008, 11:40 PM,
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-12-2008, 11:42 PM
وهم التنوير - بواسطة lellou - 10-13-2008, 11:20 AM,
وهم التنوير - بواسطة Awarfie - 10-13-2008, 01:24 PM,
وهم التنوير - بواسطة mc-sokrat - 10-13-2008, 01:59 PM,
وهم التنوير - بواسطة Obama - 10-13-2008, 07:50 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فرج فوده شهيد التنوير في مصر ،و طيور الظلام . بهجت 162 42,639 09-08-2012, 09:34 PM
آخر رد: vodka
  فيديو - د. محمد اركون (التنوير..ارث المستقبل) بن الكويت 2 1,219 01-19-2009, 12:27 AM
آخر رد: بن الكويت
  التنوير و الخبز mc-sokrat 3 1,108 10-16-2008, 12:41 AM
آخر رد: mc-sokrat
  مالك شبل وإسلام ُ التنوير بعد 11 سبتمبر يجعله عامر 5 1,281 09-28-2008, 05:58 AM
آخر رد: special
  أوهام التنوير فرناس 1 558 09-30-2007, 05:05 PM
آخر رد: فرناس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS