ضرب اعتداء السابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر النظام السوري المهتز بالتوترات الداخلية. السيارة المفخخة على طريق المطار انفجرت صباحاً وأسفرت عن 17 قتيلاً. بحسب التحقيق الأولي الذي قامت به المخابرات العامة برئاسة علي مملوك تبين أن هدف الانفجار هو حي مقام السيدة زينب الشيعي. على الفور عمَمت إيران على مواطنيها قراراً بمنعهم من زيارة سورية، وفرضت على كوادر «حزب الله» الأمر نفسه. الحذر الإيراني تجاه الحليف السوري عزَز التباعد في وجهات النظر بين الرئيس بشار الأسد الذي يدفع نظامه نحو انفتاح على إسرائيل والولايات المتحدة و شقيقه الأصغر ماهر المؤيد بشدة لإبقاء التحالف مع طهران. هذا الاعتداء لم يعمق الهوة بين اتجاهين متنافسين داخل النظام السوري فحسب، وإنما أسفر عن مقتل مسؤولين مهمين في الأجهزة الأمنية. العميد جورج إبراهيم الغربي مسؤول كبير في المخابرات العامة وابنه قتلا في الانفجار، إضافة إلى العميد عبد الكريم عباس مساعد مدير جهاز التجسس المضاد في الأمن العسكري (المسمى فرع فلسطين على اسم المبنى الذي يشغله في دمشق)، وكان عبد الكريم عباس شغل لفترة طويلة منصباً أمنياً في لبنان، وشارك في التحضير لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. المخابرات العامة السورية اتهمت السنّة الأصوليين بتورطهم في هذا الاعتداء. بعدما استخدمتهم لفترة طويلة، انقلب هؤلاء المتطرفون عليها. علماً أن هذه الحركات تتمركز الآن في سهل البقاع على طول الحدود بين لبنان وسورية، وتقوم بالتسلل إلى الأراضي السورية، وهي معززة بمقاتلين يمنيين وفلسطينيين وجزائريين. كما أظهر تحقيق المخابرات العامة، أن السيارة المفخخة وهي رينو 12 مصنعة في تركيا دخلت إلى البلاد من الحدود الأردنية. الديبلوماسية السورية وجهت عبر كتاب نسخة عن هذا الملف إلى وزارة الخارجية الأردنية، مما أثار غضب الملك عبدالله الثاني، فقام بالاتصال شخصياً بالرئيس الأسد منهياً ستة أشهر من القطيعة مع النظام السوري ومبرئاً بلاده من أي مسؤولية عن هذا الاعتداء.